top of page
العلاج النفسي: Blog2
أحمد شادي طبيب نفسي

طبيب نفسي ومعالج 

اشترك عشان يوصلك بوست كل أسبوع

شكرًا لاشتراكك

يعني إيه اتساق أو Congruence؟

يعني أفعالنا تكون متسقة مع أفكارنا ومشاعرنا. (ودي في رأيي أصعب حاجة في العلاقة العلاجية)

الحد المُتسق بيكون حقيقي وصادق ومرتاح مع نفسه وعلى طبيعته.

في ارتباط ما بين الاتساق وبين مهارتين:

  • الإفصاح عن الذات أو Self-disclosure.

  • الفورية أو الـ Immediacy.

هل في أبحاث اتعملت على أهمية الاتساق؟

  • في meta-analysis اتعملت على 16 دراسة ولقت إن الـ Effect Size بتاع الاتساق: 0.24 ودا تأثير مُتوسط ولقوا إن عليه حوالي 6% من التحسن.

انهارده هتكلم عن الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure: ودا بيتضمن جزئين:

  • جُزء داخلي: إنك تكون على اتصال بمشاعرك وأفكارك.

  • جُزء خارجي: القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بحيث اللي قُدامك يقدر يفهمها.


هنا في شوية أسئلة هتيجي على بالنا:

  • هل الاتساق معناه إني أقول كل اللي بفكّر فيه فعلًا في الجلسة؟

  • لو أنا حسيت إني مش حابب حاجة العميل بيعملها. هل هبقى غير متسق لو أنا مقلتش؟

  • لو أنا عندي انجذاب تجاه العميل؟ هل من الاتساق إني أقول له؟


المبدأ الأساسي اللي بنرجع له في الإفصاح عن الذات هو:

مصلحة العميل. هل لما أفصح عن أفكاري ومشاعري الموجودة تجاه العميل دا هيساعده ولا لأ؟ وإيه هي أحسن طريقة للإفصاح دا؟ لإن الشفافية والاتساق مش هدف في حد ذاته.


تعالى الأول نعرف إيه هي أنواع الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure.

النوع الأول: مشاعرك في الجلسة أو The here-and-now feelings:

عشان نعرف أهمية مشاعرنا في الجلسة، محتاجين نعرف كذا حاجة مهمة:

  • مُعظم المدارس العلاجية سواء التحليل النفسي (Psychoanalysis) أو الدينامي (Psychodynamic) بنظريتيه عن العلاقات اللي هما الـ Attachment theory والـ Object relations أو الـ Schema Therapy اللي بيجمع ما بين مبادئ العلاج المعرفي السلوكي والتحليل النفسي أو تحليل المُعاملات (Transactional Analysis) بيأكدّوا على حاجة مهمة بغض النظر عن التفسيرات المُختلفة: إن إحنا كبشر بنكرر أنماط علاقاتنا وإننا بنكوّن جُزء كبير من صورتنا عن نفسنا وعن الآخرين من خلال علاقاتنا بالأشخاص المهمين في حياتنا.

  • مُعظم العُملاء اللي بييجوا للعلاج بيكون عندهم مشاكل في علاقاتهم سواء المُبكرّة أو الحالية في تكوينها أو الحفاظ عليها أو في عُمقها وجودتها.

  • العميل ممكن يكرر في علاقته معاك نمط من أنماط علاقاته اللي بتؤدي لمشاكل في جودة العلاقة أو انت اللي تكرر معاه نمط من أنماط علاقاتك.

  • جُزء من العلاج هو إزاحة العقبات اللي ممكن تأثر على جودة العلاقة عشان العميل يقدر يكوّن ويحافظ على علاقة مُرضية معاك انت الأول وبالتالي دي تكون خطوة في نقل دا لبقية علاقاته.

فإن يكون عندنا مشاعر قوية تجاه العميل دا هيكون له معنى من اتنين:

  • المشاعر دي مشابهة للمشاعر اللي بيحسها الناس اللي في دواير العميل (ودي اللي بتكون مهمة للعميل ومهم التعبير عنها).

  • العميل دا بيشبه حد في دوايرنا إحنا وعلاقتنا بيه تكرار لنمط من أنماط علاقتنا إحنا (ودي مهمة لينا ومهم نناقشها في الإشراف).


مثال من شُغل إرفين يالوم:

أليس أرملة عندها 60 سنة وبتدور على زوج. جت وهي بتشتكي من سلسلة من العلاقات مع الرجالة اللي بيختفوا من غير سبب. آخر واحد منهم قالها إنه بيتحرج من مساومتها في الأسعار في كل حاجة وإنها لو في طابور ممكن تُزق الناس عشان تبقى في أول الطابور. وإنها بتجري عشان تلحق أحسن كرسي في الأتوبيس في الرحلات. وبعد رحلة ليهم مع بعض اختفى ومردش على اتصالاتها.


الطبيعي لما حد بيتكلم عن مشكلة زي دي في العلاج بنعمل إيه؟

بنستكشف إيه اللي حصل وبنحاول نساعد العميل يشوف دوره في اللي حصل وبنحاول نوصل للدوافع ورا اللي حصل عند العميل وعند الآخر وبنحاول نشوف النمط دا اتكرر قبل كدا إزاي وبنستكشف أفكاره عن اللي حصل والسلوكيات المُمكنة المُختلفة اللي ممكن تظبط العلاقة.


مع إن الطريقة دي كويسة بس ليها حدود. غير إنها بتبقى عملية عقلية بحتة، بتكون مبنية على معلومات كلها من وجهة نظر العميل فممكن تبقى مش دقيقة.


إرفين يالوم بيختار طريقة مُختلفة، بيدوّر على نفس النمط في علاقته مع العميل وبيشتغل عليه: مثلًا:


إرفين مع السيدة اللي فاتت، بدل تحليل علاقاتها اللي انتهت، قرر يشتغل على النمط المشابه في علاقتها معاه: فمع إنها ساومت معاه على تقليل فلوس العلاج بنجاح كانت دايمًا بتقوله إنه مش من العدل إنه بياخد منها الفلوس دي كلها. وبعد كل جلسة كانت بتعلق على هو استحق فلوس المرة دي ولا لأ . أو إنه ليه مش عاوز يقللها فلوس الجلسات أكتر. وكانت بتضغط إنها تاخد وقت أكتر بإنها تفتح مواضيع عاجلة والجلسة بتنتهي وتديله حاجات يقرأها عن أحلامها ومقالات وغيره. فهو كمان كان بيتمنى إنها توقف علاج معاه وبيتخيل اللحظة اللي هي هتقرر فيها تنهي العلاقة.


ومع الشغل على العلاقة اللي بينهم واستكشاف أثر أفعالها عليه في العلاقة الل بينهم، عرفت دورها في اللي حصل قبل كدا وقررت تكلم كذا حد من اللي قابلتهم قبل كدا واعتذرت لهم.


هحكي موقف من اللي حصلوا معايا واستخدمت فيهم الطريقة دي (وهو موقف مُتكرر أعتقد كتير مننا بيمر بيه):


في مريض كان عنده أفكار انتحارية وكنت شايف إن في خطورة للانتحار لكنها ممكن تُدار من غير دخول المستشفى، وحطينا مع بعض خطة أمان ودي عبارة عن عدد من الأنشطة بيعملها لما تجيله أفكار انتحارية عشان تشتت الأفكار ولو كلهم فشلوا بيكلمني في الآخر. وإن هي دي الحالة اللي هو هيكلمني فيها بس.


كلمني أول مرة عشان يسأل على أثر جانبي ممكن يحصل من العلاج. تاني مرة كلمني من قبل ما يعمل أي نشاط من اللي اتفقنا عليه. تالت مرة اتصل مكنتش عارف أرد لكن دي الأفكار اللي جت بالي في وقتها "غالبًا محصلش حاجة ودي زي المرات اللي قبلها" وحسيت بالضيق. كلمته لما عرفت وكان بيتصل يسأل على حاجة خاصة بيه فعلًا وملهاش علاقة بالانتحار. اتكلمت معاه في دا في الجلسة اللي بعدها وقلت له اللي أنا فكّرت فيه واللي حسيت بيه وقلت له دا ممكن يأثر بعد كدا إن لما يحصل حاجة فعلًا أنا مردش ومقدرش أساعدك. فاعتذر والمكالمات متكررتش تاني. (اللي معملتوش وقتها: إني متكلمتش في إن النمط دا بيظهر في علاقاته برا إزاي وبيأثر على علاقاته إزاي)


الحاجة التانية المهمة جدًا هي: طريقة صياغة مشاعرنا والتعبير عنها في العلاج:

مثلًا: عميل لما بيتكلم إحنا بنحس بالملل، فمثلًا أول حاجة بنعملها بنسأل نفسنا إحنا بنحس بالملل ليه؟ هل دا مُتكرر مع عُملاء تانيين ولا معاه هو بس؟ هل في حاجة هو بيعملها بتحسسنا بالملل؟ هل دا نمط من أنماط علاقاته مع الناس وسبب من اللي عامله مشاكل؟ هل هيستفيد لو أنا قُلت؟ فمثلاً طلع دا حاجة خاصة بيه هو، وإحنا بنمل عشان بيحكي المواقف من غير ما يحكي هو حس بإيه ومعنى دا بالنسبة له إيه ولو إحنا عبّرنا حكيه هيكون مُثير أكتر وهيخلي الناس تقرّب منه أكتر. فممكن صياغة اللي بنحس بيه تكون كالآتي: "لما بتحكي عن حاجة بتحكي اللي حصل كحقايق ومواقف، لكن أنا عاوز أسمع كمان انت حسيت بإيه ودا معناه إيه بالنسبالك"


هكمّل المرة الجاية عن أنواع الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure إن شاء الله.

ولو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

ويا ريت تحكيلنا عن تجاربك مع الإفصاح وكان أثرها إيه.


المصادر:

Clinical Interviewing, Sommers & Rita Flanagen.

The Gift of Therapy, Irvin Yalom.


هتكلم انهارده في اضطراب القلق العام أو الـ Generalized Anxiety Disorder عن:

  • أعراض التشخيص.

  • الأسباب والتفسيرات البيولوجية والنفسية والبيئية


إيه هو اضطراب القلق العام أو الـ Generalized Anxiety disorders؟ (طبقًا للـ DSM-5)

  • قلق زايد مش مُحدد ومستمر عن المشاكل اليومية.

  • المريض بيبقى صعب عليه التحكم في القلق.

  • مُصاحب له 3 أعراض جسدية أو أكتر زي الهمدان أو قلة التركيز أو العصبية أو شد العضلات أو الأرق.

  • القلق والأعراض مستمرة لأكتر من 6 شهور ومأثرة على الشُغل أو الحياة الاجتماعية.

إيه هي أسبابه؟

مش معروف السبب المُحدد بالظبط بس في تفسيرات بيولوجية ونفسية وبيئية له.

التفسيرات البيولوجية:

  • الجينات أو العامل الوراثي: مفيش جين مُعين معروف إنه السبب في الموضوع لكن في علاقة ما بين تفاعل البيئة مع جينات مُعينة فبالتالي بيظهر المرض ولقوا في دراسات على التوائم المتماثلة إن العامل الوراثي ممكن يساهم بنسبة 30%.

  • أنظمة الناقلات العصبية أو الـ Neurochemical systems:

نظام الأدرينالين: بيكون نشط بزيادة. والـ Hypothalamus-Pituitary-Adrenal Axis بيكون مش منتظم وبيزود إفرار الكورتيزول، ومستقبلات السيروتونين بتكون قليلة في مناطق مُعينة وفي كذا مشكلة تانية في الناقلات العصبية لكن أعتقد اللي فاتوا دول أهمهم.

التفسيرات النفسية:

المنوذج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق العام:

  • هنا الشخص بيكون شايف إنه هش أو Vulnerable. وبيكون عنده تقدير قليل لموارده النفسية أو الاجتماعية أو المادية أو مش شايفها. وبيبقى عنده تقدير زايد للخطر. يعني مثلًا لو حد هيتعلم السواقة ممكن يفكّر في: السواقة دي صعبة جدًا. أنا أكيد هعمل حادثة. الناس اللي سايقة دي على الطريق مبتعرفش تسوق وحتى لو أنا واخد بالي كويس هيخبطوني (التقدير الزايد للخطر). لو العربية اتخبطت مش هعرف أصلحها وهصرف عليها كل فلوسي. مش هعرف اتصرف لو العربية عطلت مني في الطريق. (التقدير القليل للموارد).

  • بيكون في يقظة مُفرطة أو Hyper-vigilance: الانتباه بيكون مُركز على الخطر وبيبقى الاعتقاد إني لو ركزت على مصادر الخطر هقدر أتجنبه. ومع الوقت الشخص بيبدأ يشوف الخطر في المواقف العادية. ودا بيزود القلق.

  • بيكون في قلق من القلق نفسه وأفكار مغلوطة عن القلق: يعني مثلًا لو قلقت يبقى أنا ضعيف. المفروض مقلقش من حاجة زي كدا. لو قلقت ممكن يُغمى عليا. أو الناس هتشوف قلقي.

  • بيكون في خوف زايد من المجهول وعدم تحمله أو Intolerance of uncertainty. فدا بيؤدي إلى محاولة للتفكير في كل الاحتمالات الممكنة وكل المشاكل المُمكنة ومحاولة إيجاد حلول لكل المشاكل المُمكنة. وأحيانًا التجنب. يعني مثلًا بالنسبة لموضوع تعليم السواقة: هفكّر في كل الاحتمالات اللي ممكن تحصل وهحاول ألاقي حلول كاملة في دماغي لكل مُشكلة ممكن تحصل. أو أتجنب تمامًا عشان ميحصلش أي مشكلة.

  • بيكون في طلب مستمر للتطمين أو Seeking Reassurance يعني مثلًا الشخص ممكن يكلم صاحبه ويسأله هو أنا هعرف أتعلم السواقة ؟

  • بيكون في تجهيز زايد أو Over preparing وتجميع معلومات كتير جدًا عن الحاجة.

  • بيكون في تحقق أو Checking يعني مثلًا: أم تكلم بنتها كل نص ساعة عشان تشوف هي كويسة ولا حصلها حاجة.

التفسيرات البيئية:

  • الطفولة والتربية: الصدمات أو الـ Traumas أثناء الطفولة وعدم تكوين Secure Attachment مع الوالدين وأسلوب الحماية الزايد في التربية (Over-protection) أو الإهمال (Neglect) أو النقد الزايد. أو موت أحد الوالدين أثناء الطفولة. كل دول ممكن يكون من العوامل اللي بتساهم في المرض.


لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يتفضل.

المصادر:

DSM-5 Made easy, James Morrison.

Kaplan and Sadock’s Synopsis of Psychiatry.

Oxford Handbook of Psychiatry.


أعتقد قبل ما نتكلم عن التقبل أو الـ Unconditional positive regard محتاجين نسأل نفسنا إحنا رؤيتنا للناس إيه في العموم؟ بنتعامل مع الناس إزاي عامةً؟ أفكارنا إيه عن الطبيعة البشرية؟ المريض أو العميل إنسان وجُزء من رؤيتنا للإنسانية هيشكّل جُزء من رؤيتنا له.

فدي شوية أسئلة تخلينا نكتشف رؤيتنا شوية:

  • هل بنشوف كل شخص يستحق الاحترام لذاته؟

  • لو إحنا بنقول دا على المستوى اللفظي (أو بنقول إن إحنا بنحترم الناس لذواتهم مش لأفعالهم) لأي مدى دا بيظهر في أفعالنا وسلوكياتنا؟

  • هل بنعامل الناس باحترام ولا بنقلل منهم بسلوكياتنا؟

  • هل بنثق في قدرة الأشخاص على توجيه نفسهم بنفسهم ولا شايفين من جُوانا إن المفروض إحنا نرشدهم للطريق الصح؟

  • لأي مدى عندنا رغبة في السيطرة على الآخرين والتحكم فيهم؟

  • هل بنبقى عاوزين الشخص يختار قِيمه بنفسه؟ ولا أفعالنا محكومة بالاعتقاد (اللي غالبًا مش بيتقال) إن الشخص هيكون أسعد لو إحنا اختارنا له قيمه ومعاييره وأهدافه؟

بعد كل دا:

  • إيه هي رؤيتنا لدورنا في العلاج النفسي؟

تعالى نحاول نجاوب على الأسئلة دي من خلال التقبل:

طيب إيه هو التقبل أو الـ Unconditional positive regard؟

كارل روجرز من أول الناس اللي اتكلموا عن الـ Unconditional Positive Regard، لكن ويليام ميلر وستيفن رولنيك وضّحوا الموضوع أكتر وسموه التقبل أو الـ Acceptance وقالوا إن التقبل له 4 جوانب:


الجانب الأول: القيمة المُطلقة (أو الاحترام لذات العميل) أو الـ Absolute Worth.

يعني إيه؟

يعني تقبل العميل كفرد مُختلف. إريك فروم بيشوف الاحترام هنا معناه: "القدرة على رؤية الشخص زي ما هو. والوعي بفرديته. وإنه له الحق إنه يكبر وينمو بطريقته. فالاحترام معناه غياب الاستغلال". روجرز بيسميه الرعاية بدون تملك أو الـ non possessive caring.


المُقابل للطريقة دي في الرؤية: هي الحكم ووضع شروط لقيمة الشخص. "أنا هقرر مين يستحق الاحترام ومين ميستحقوش". لما الناس بتفكّر بالطريقة دي بتتخيل إن هو دا اللي هيخلي الشخص يعمل الصح من وجهة نظري أنا. لو أنا قبلته زي ما هو كدا هيفتكر إن كل حاجة عادي. لكن اللي بيحصل العكس تمامًا، وروجرز لاحظ إن الناس لما بيترفضوا مبيتحركوش وقدرتهم على التغيير بتعطل. بخلاف لما يتقبلوا زي ما هما. بيحسوا بالحرية إنهم ممكن يتغيروا.


فالشخص عامل زي النبتة. لما بياخد الرعاية الكافية زي التُربة والمية والشمس أو الـ "critical therapeutic conditions" زي ما روجرز بيقول عليها بيتغير تلقائيًا للأحسن.

طيب ليه الرؤية دي مهمة؟

  • في meta-analysis اتعملت على 18 دراسة فيهم أكتر من 1000 عميل ولقوا إن الـ unconditional positive regard له تأثير إيجابي متوسط على التحسن. أو Effect size = 0.27.

  • في ظاهرة مشهورة اسمها الـ Pygmalion effect ودي ظاهرة مُلخصها إن رُؤية الناس القُريبين لينا وتوقعاتهم مننا بتأثر على أدائنا. فلو رؤية الناس لينا كويسة وتوقعاتهم مننا عالية، أداءنا نفسه بيتحسن. فلما تكون رؤيتنا للعميل كويسة، صورته عن نفسه بتتحسن.

هل احترامنا لذات العميل معناه الموافقة على كل أفعاله مهما عمل؟

  • لا طبعًا. التقبل يعني إننا نحاول نفهم الأسباب وراء الأفعال وإنه مُبرر من وجهة نظر الشخص ومفهوم. لكن مش معناه الموافقة. يعني مثلًا الشخص اللي عنده سمات نرجسية بيكون صعب تقبله عشان أفعاله بتسبب مشاكل للناس اللي حواليه لإن أفعاله اللي ظاهرة عبارة عن تضخيم في نفسه وإنجازاته وقلة انتباهه لاحتياجات الآخرين وإحساس بالاستحقاق وإنه محتاج مُعاملة خاصة واستثناءات ولوم الآخرين على مشاكل هو جزء كبير منها وعند المواجهة بنقد ممكن يبدأ يتعصب ويهاجم أو يقاطع.

  • لكن لما نعرف إن شخصيته ساهم في تشكيلها كذا حاجة. يعني مثلًا ممكن يتولد بميل مزاجي للغضب أو القلق أو الحُزن. وممكن البيئة حواليه تأثّر بإن مثلًا الأبوين مكنوش بيدوا انتباه غير للإنجازات وإن الأسرة كانت قيمها بتتمحور حوالين النجاح والتفوق والأسرة مبتتكلمش غير عن إنجازاته أو فشله وإنه ممكن مشفش نموذج في أسرته للتعبير عن مشاعره السلبية زي الحُزن والقلق والغضب بصورة كويسة وإنه لما كان بيعبّر عنهم كان دا بيُقابل بالنقد وبيُتهم بالضعف فكوّن أفكاره عن نفسه وعن العالم بإنه لازم يكون مُتفوق على اللي حواليه عشان يستحق الاهتمام والحُب وإنه مينفعش يظهر ضعفه لإن دا بيُقابل بالنقد والتقليل مش بالدعم والتفهم.

  • فهنفهم هنا هو بيعمل كدا ليه ومحتاج إيه وإيه غرض السلوك دا، وبالتالي هنقدر نتعامل بصورة أكفأ، لكن مش هنبقى موافقين على السلوك نفسه.

هل دا معناه إن إحنا ميجيلناش مشاعر سلبية تجاه العميل؟

  • لا برده. الطبيعي إننا أحيانًا نحس بمشاعر سلبية وبيكون ليها أهمية كبيرة ومهم ناخد بالنا منها عشان ممكن تكون دلالة لحاجات مهمة سواء خاصة بينا أو خاصة بالعميل وعلاقته بالناس.


إزاي دا يظهر في سلوكنا وميبقاش مُجرد كلام؟

إرفين يالوم عنده مبدأ مشهور اسمه: الفعل العلاجي مش الكلمة العلاجية أو الـ The therapeutic act, not the therapeutic word.

يعني مبنقولش للعميل إن إحنا بنحترمه ولا بنقوله إننا متقبلينه إحنا بنقول دا بأفعالنا. يعني أبسط الحاجات إننا نحترم مواعيدنا. نسأل العميل يحب نناديله بإيه ونعمل بقية الحاجات اللي بتحافظ على العلاقة العلاجية.


الجانب التاني: دعم الاستقلال أو الـ Autonomy Support.

ودا معناه احترام استقلال العميل وحقه وقدرته على توجيه نفسه. روجرز في علاجه كان بيقدم الطريقة اللي العميل فيها بيكون له مُطلق الحرية في الاختيار. إحنا بطبيعتنا كبشر بنحب نستقل ونعمل اللي على مزاجنا وكل ما حد بيضغط علينا أو يحاول يقيد حُريتنا كل ما زادت مُقاومتنا ومحاولتنا للتحرر.

وعلى عكس المُتعارف عليه: لما الشخص يحس إنه حُر واللي قُدامه مش بيضغط عليه في اتجاه مُعين بتقل المُقاومة أكتر.


في هنا حاجة مهمة: إن دا بيشيل من علينا العبء والفكرة المغلوطة بإننا "المفروض نخلي الشخص يتغير" الشخص هيتغير من نفسه. كل دورنا معاه إننا بنشيل العقبات في طريق التغيير.


الجانب التالت: الـ Affirmation.

الجُزء الأكبر من شُغلنا بنتعلم فيه ندوّر على الأعراض والمشاكل اللي عند العميل. ومع الوقت بننسى إن الشخص له نقاط قوة وفيه حاجات مميزة مش موجودة عند حد غيره. فإحنا هنا بنسعى ليها وبندور عليها وبنحاول نشوفها لإن أحيانًا كتير العميل نفسه كمان مش بيبقى شايفها ومهم كمان نعبّر عنها للعميل. أهم حاجة متكونش مُجاملات فارغة وتكون حقيقية. إرفين يالوم بيقول إنه بيعبّر عن أفكاره ومشاعره الإيجابية عن المرضى بانتظام وبيقولهم دا وبيعلّق على الحاجات الجميلة فيهم زي مهاراتهم الإجتماعية أو فضولهم أو وفائهم لأصدقائهم أو شجاعتهم في مواجهة المرض وتصميمهم على التغيير أو رغبتهم في البوح أو في حبهم لأطفالهم أو رغبتهم في إنهم يكسروا دايرة الـ abuse.


الجانب الرابع: هو التعاطف أو الـ Accurate Empathy.

ودا اتكلمت عنه بالتفصيل قبل كدا هنا .


فالملخص:

التقبل أو الـ unconditional positive regard له 4 جوانب:

  • القيمة المطلقة أو الاحترام لذات العميل أو الـ Absolute Worth.

  • دعم الاستقلال أو الـ Autonomy support.

  • الـ Affirmation.

  • التعاطف أو الـ Empathy.


لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.


المصادر:

Client Centered Therapy, Carl Rogers.

Motivational Interviewing, William R Miller & Stephen Rollnick.

Clinical Interviewing, Sommers & Rita Flanagen.

The Gift of Therapy, Irvin Yalom.


bottom of page