هتكلم انهارده عن رُكن أساسي من أركان العلاقة اللعلاجية وهو التعاطف أو الـ Empathy.
كارل روجرز من أول الناس اللي قالوا إن التعاطف أو الـ Empathy من أُسس العلاقة العلاجية لكن الـ Empathy كان دايمًا موضوع غامض ومش معروف ماهيته بالظبط. جه بعد كدا ناس كتير حاولوا يحددوا إيه هو الـ Empathy وإزاي نعمله سواء في الـ Interview أو العلاج النفسي. فانهارده هحاول أوضح إيه هو الـ Empathy وإزاي نعمله عشان يساعدنا في تكوين علاقة علاجية قوية.
إيه هي أهمية الـ Empathy الأول؟
الدراسات اللي اتعملت على العلاج النفسي بتقول إن الـ Empathy لوحده عليه حوالي 10% من التحسن.
بيقوي العلاقة العلاجية اللي بينك وبين العميل عن طريق إنه بيحسس العميل بالأمان و بيحسسه إنه مفهوم وبيزود التعاون بينك وبين العميل.
بيخلي العميل يعبر عن نفسه ومشاعره أكتر وبيحسن تنظيمه لمشاعره.
إيه هو الـ Empathy؟
فيه مفاهيم شائعة خاطئة عن الـ Empathy:
المفهوم الأول: إننا بمُجرد فهمنا لمشاعر العميل يبقى إحنا كدا عملنا اللي علينا والعميل وصل له إن إحنا فاهمينه. طيب دا هيوصله إزاي من غير ما نعبّر عن فهمنا؟
المفهوم التاني: إن في ناس بتستخدم جُمل محفوظة للتعبير عن الفهم دا زي مثلًا: "أنا متفهم لمشاعرك" أو "أنا حاسس بيك".
والحقيقة إن دي مش طريقة كويسة إطلاقًا للتعبيرعن فهمنا للمشاعر، يعني انت حاسس بالعميل إزاي؟ ولو حد قالك كدا: ممكن تفكر في: هو انت مريت باللي أنا مريت بيه عشان تحس بيه؟
طيب إيه هو الـ Empathy؟
في نوعين من الـ Empathy:
إننا نفهم مشاعر العميل ونظهر فهمنا دا له ودا اسمه التعاطف الوجداني أو الـ Affective Empathy. وبنعبّر عن الفهم دا بحاجة اسمها عكس المشاعر أو الـ Reflection of feelings. (هتكلم عن دا بالتفصيل وهوضحه انهارده)
وإننا نفهم وجهة نظره وأفكاره وأسباب أفعاله ونظهره له ودا اسمه التعاطف المعرفي أو الـ Cognitive Empathy. ودا بنظهره بإعادة الصياغة أو الـ Paraphrasing. (هتكلم عنه بالتفصيل وهوضحه المرة الجاية إن شاء الله)
التعاطف الواجداني أو الـ Affective Empathy طبقًا لباريت لينارد. بيحصل في 3 خطوات واضحين:
الخطوة الأولى: العميل بيحس بمشاعر مُعينة وبيعبّر عنها.
الخطوة التانية: بنفهم المشاعر دي وبنعبّر عن فهمنا دا للعميل.
الخطوة التالتة: العميل بيستقبل التعبير دا وبيعبّر عن استقباله له.
إزاي أي حد مننا بيعبّر عن مشاعره؟
أي إنسان عنده طريقتين للتعبير عن المشاعر:
الطريقة الواضحة والصريحة: وهي التعبير اللفظي أو الكلام. يعني حد يقول مثلًا: حسيت بحُزن شديد لما والدي اتوفي وحسيت إن ضهري اتكسر. أو واحدة تقول: حسيت إن الحياة اتطربقت على دماغي لما اتطلقت وحسيت بغضب شديد.
الطريقة التانية: عن طريق التعبير غير اللفظي زي تعابير الوش ولُغة الجسم ونغمة الصوت.
إزاي نفهم المشاعر دي؟
مُعظمنا بيفهم الكلام، لكن اللي محتاجين نزود فهمنا له شوية هو فهم التعبير غير اللفظي للمشاعر زي تعابير الوش ولغة الجسم ونغمة الصوت: وهنا هتيجي أهمية المُلاحظة اللي اتكلمنا عنها في الـ Attending behavior.
إزاي نوصل فهمنا دا للعميل؟ (دا اللي هتكلم فيه باستفاضة انهارده)
إظهار الفهم دا له درجات، هتكلم عن أبسط درجات إظهار الفهم وهي عكس المشاعر اللي العميل بيعبّر عنها بالكلام:
يعني مثلًا:
العميل: المُدرس ضايقني جدًا لما اتهمني بالسرقة وأنا معملتش حاجة، كُنت هضربه.
المُعالج: دي حاجة تعصب أو مثلًا دي حاجة تحرق الدم.
هنا المشاعر اللي العميل عبّر عنها الغضب. والمعالج كل اللي عمله إنه عكس المشاعر اللي المريض عبّر عنها. ودا أبسط درجات الـ Affective Empathy.
تعالى نفكك الجُمل اللي إحنا بنقولها عشان نظهر فهمنا للمشاعر عشان نفهمها أكتر:
بداية الجُملة: ودي بتختلف حسب تأكدنا من فهمنا للمشاعر:
يعني ممكن نقول: شكلك لو إحنا مش متأكدين من المشاعر اللي إحنا فهمناها. أو أكيد لو إحنا متأكدين من فهمنا للمشاعر.
يعني مثلًا عميل بيقول: لما كلمت مراتي ومردتش عليا كنت هتجنن عشان الطبيعي بتاعها إنها بترد من أول مرة.
ممكن المعالج يقول: شكلك كُنت قلقان. أو أكيد قلقت وقتها لو انت متأكد إنه حس بالقلق.
تسمية المشاعر:
وهنا بنسمي المشاعر اللي المريض قالها أو عبّر عنها: زي القلق أو الحُزن أو الغضب أو الفرح أو الخوف أو القرف أو الحب أو أيًا كانت اسم المشاعر.
زي إننا نقول: شكلك كنت قرفان أو متعصب أو زعلان أو فرحان.
ممكن تضيف سبب المشاعر:
يعني مثلًا: شكلك قلقان على مامتك. أو شكلك اتعصبت لما بصلك البصة دي. أو شكلك اتعصبت لما المدرس اتهمك بالسرقة.
وبكدا يبقى عرفنا إزاي نظهر فهمنا لمشاعر العميل عن طريق عكس المشاعر.
إزاي نعرف بقى إن فهمنا لمشاعر العميل كان صح وإن العميل استقبل الفهم دا وعرف إننا فاهمين مشاعره؟
العميل بيكون له رد فعل من 3 غالبًا لما نعكس مشاعره:
التأكيد والموافقة: يعني بيأكد على كلامنا وبيقول أيوة إن دا فعلًا اللي أنا حسيت بيه. يعني مثلًا لما نقول لحد شكلك كنت متضايق ويقول أيوة فعلًا أنا كنت هنفجر وقتها. وغالبًا بعد التأكيد والموافقة، العميل بيتكلم أكتر وممكن يحكي موقف تاني حصلت فيه نفس المشاعر.
التعديل: يعني مثلًا نقول لعميل انت شكلك كنت متضايق، فيقول: لا أنا كنت قلقان بس وقتها. ودا عادي جدًا وبيحصل، لكن لو بيحصل مُتكرر مع كل العملاء يبقى إحنا اللي عندنا مشكلة في فهم المشاعر. لو اتكرر مع المريض الواحد في الإنترفيو أو الجلسة احتمال يكون العميل دا guarded فالمفروض نقلل عكس المشاعر عشان دا معناه إنه مش هيفيد العميل دا دلوقتي.
السكوت: أحيانًا العميل بيتحرج يقول إن فهمنا دا غلط فبيسكت وميقولش حاجة وميأكدش ولا بيتكلم أكتر بعدها. فناخد بالنا إن العميل دا ممكن يكون Dependent أو شخصية إعتمادية وبيحاول ميقولش حاجة عشان خايف إننا نزعل مثلًا.
فمُلخص إظهار الـ Affective Empathy أو فهم مشاعر العميل وتعبيرنا عنه بعكس المشاعر أو الـ Reflection of feelings:
الخطوة الأولى: العميل بيحس بمشاعر مُعينة وبيعبّر عنها. زي: أنا مكنتش عارف أقعد على بعضي ليلة الامتحان.
الخطوة التانية: بنفهم المشاعر دي وبنعبّر عن فهمنا دا للعميل. زي: أكيد كنت قلقان وقتها.
الخطوة التالتة: العميل بيستقبل التعبير دا وبيعبّر عن استقباله له. زي: أيوة، أنا كنت هموت من القلق.
ويا ريت لو حد عنده إضافة أو تعديل أو فهم مُختلف للـ Empathy يا ريت يشاركنا بيه. وإيه هي تجاربكم مع عكس المشاعر وبيكون رد فعل العملاء إيه، وهل بتلاحظوا فرق في الـ Rapport أو العلاقة العلاجية لما تعكسوا المشاعر؟
المصادر:
Clinical Interviewing Sommers & Rita Flanagen.
Intentional Interviewing by Allen Ivey.
Psychiatric interviewing by Shawn Christopher Shea.
Comments