top of page

إزاي نسمع المريض من غير توجيه أو عن الـ Non-directive Listening:

هل ممكن نسمع المريض من غير أي توجيه خالص أصلًا؟

دا صعب جدًا ومعتقدش إنه مطلوب، وإحنا بقصد أو من غير قصد بنوجه المريض إنه يتكلم في حاجات مُعينة، لإن توجهنا وأشخاصنا والنظريات اللي إحنا اتعلمناها والنماذج التفسيرية اللي بنبص بيها بتأثر على انتباهنا وبتزوّد انتباهنا للحاجات المُعينة الخاصة بالنظريات اللي اتعلمناها والحاجات المهمة اللي إحنا شايفينها كأشخاص.


فمثلًا التحليليين ممكن ينتبهوا أكتر للطفولة وذكريات الطفولة وعلاقة الشخص بأسرته أكتر والأحلام. الديناميين ممكن ينتبهوا أكتر للعلاقة اللي بينهم وبين المريض ومشاعرهم في الجلسة ومشاعر المريض في الجلسة وعلاقة المريض بالناس المهمين في حياته. اللي من المدارس المعرفية السلوكية ممكن ينتبهوا أكتر للأفكار التلقائية والمشاعر والسلوكيات المُصاحبة. الأطباء ممكن ينتبهوا أكتر للأعراض ومُدتها.


اهتمامنا دا بيوصل للمريض سواء إحنا واعيين بدا أو مش واعيين بيه. فمثلًا لو بنسجل، هنسجل الحاجات اللي إحنا شايفينها أهم وبالتالي المريض هياخد باله إن دا مهم فهيتكلم فيه أكتر. ممكن انتباهنا يزيد وبنبدو إننا مهتمين يحاجة المريض قالها ونعلق عليها فالمريض يعرف إنها مهمة ويتكلم فيها أكتر ويبدأ ياخد باله منها أكتر.


في فيديو على يوتيوب لـ 3 مُعالجين مُختلفين هما كارل روجرز وفريتز بيرلز وألبرت إيليس مع نفس المريضة. هتلاقي كل واحد منهم المريضة اتكلمت معاه في حاجات مُعينة متكلمتش فيها مع التانيين. وفهمت نفسها بطريقة مُختلفة عن الطريقة اللي فهمت بيها نفسها مع المُعالجين التانيين.


لكن مع إننا مش ممكن نسمع من غير توجيه تمامًا، في طُرق ممكن تخلي توجيهنا يقل أكتر ودول اللي هتكلم عنهم انهارده.


إيه هي الطُرق دي عامةً: (في 3 حاجات هتكلم فيهم هنا والباقي كنت اتكلمت عنهم قبل كدا)

  • الحضور أو الـ Attending Behavior ودا اتكلمت عنه قبل كدا هنا .

  • الصمت ودا هتكلم عنه بالتفصيل.

  • الاستيضاح أو الـ Clarification ودا هتكلم عنه بالتفصيل.

  • التلخيص أو الـ Summarization ودا هتكلم عنه بالتفصيل .

  • عكس المشاعر أو الـ Reflection of feelings ودا جُزء من الـ Affective Empathy واتكلمت عنه هنا.

  • إعادة الصياغة أو الـ Paraphrasing أو الـ Reflection of content ودا جُزء من الـ Cognitive Empathy ودا اتكلمت عنه قبل كدا هنا


الصمت:

الصمت هو أكتر حاجة ممكن نسمع بيها من غير توجيه. وإحنا كدكاترة ومُعالجين بناخد وقت لحد ما نتعود على الصمت ونرتاح في وجوده. لإن مُعظمنا بيحس بغرابة وإننا لازم نتكلم في حاجة في المواقف الاجتماعية وإننا لازم نملى الصمت دا بالكلام. فالصمت ممكن يكون مُخيف للمُعالج والمريض في الأول.

ومع إن الصمت ممكن يكون مُخيف إلا إنه ممكن يُستخدم لتشجيع المريض على الكلام. وممكن يخلي المريض يفكّر في حاجة هو قالها بعد ما يقولها. إلا إنه برده لما بيزيد ممكن يخوّف فعلًا لإن لما المُعالج بيسكت بيكون في ضغط على المريض إنه يتكلم وقلقه بيزيد. فمهم نتجنبه لو المريض قلقان جدًا أو مريض عنده فُصام أو في مشاعر شديدة حوالين حاجة مُعينة.


الصمت ممكن يكون صمت بارد ومُخيف وممكن يكون صمت دافي ومُشجع للكلام. اللي بيفرق بين الاتنين واللي بيحوله من إنه يكون مُخيف أو مُشجع هو سلوكنا غير اللفظي أو الـ Non-verbal behavior.


فلو حد ساكت تمامًا وانت لقيت على وشه تعبيرات قرف أو غضب وانت بتتكلم مثلًا، أو مش منتبه أصلًا وانت حاسس إنه قلقان ومستنيك تخلص كلام عشان يتكلم هو، معتقدش دا هيكون صمت مُشجع ولا دافي. لكن لو حسيت إنه منتبه وبيظهر عليه تعبيرات الاهتمام والتشجيع على الكلام زي هز الراس مثلًا هتتشجع أكتر إنك تتكلم.


ودا بيحصل بدون وعي مننا. هي حالة جسمنا ووشنا بيعبّر عنها لو إحنا فيها. لو إحنا عاوزين نسمع فعلًا بيبان علينا وبتظهر كل الحاجات غير اللفظية اللي بتعبّر عن الحالة الداخلية دي. ولو غير كدا دا بيظهر برده. فمهم إننا نبقى عاوزين نسمع فعلًا.


فأعتقد إننا محتاجين نتدّرب على إننا نرتاح في وجود الصمت. ومحتاجين نشوفه على إنه ممكن يكون وسيلة للتواصل أكتر من إنه فشل في التواصل. ومحتاجين ناخد بالنا من أثر الصمت علينا وعلى اللي قُدامنا. ونفكّر إحنا نفسنا إيه هي أفكارنا ومشاعرنا اللي بتيجي مع الصمت. وناخد بالنا في كلامنا مع المريض امتى صمتنا بيبقى مُشجع وبيساعد على التفكير أكتر وامتى بيبقى حاجز.


الاستيضاح أو الـ Clarification:

في أوقات في الإنترفيو أو الجلسات المريض بيقول فيها كلام أو بيتكلم عن حاجة انت مش فاهمها كويس أو مش فاهم هو بيتكلم عنها ليه.

هنا بيكون قُدامنا كذا اختيار، نستنى والمريض يوضّح بنفسه أو نسأل عشان نفهم أكتر أو منسألش خالص ونسيب الموضوع يعدي خاصةً لو حاجة مش مُهمة.


يعني مثلًا مريض بيقول إن مفيش تواصل ولا علاقة قوية ما بين حماه وأهله. دي جُملة عامة ممكن تفهم بكذا طريقة حسب كل شخص. لو انت عندك تخمين إن العلاقة دي مهمة وليها تأثير عليه ممكن تسأل "إزاي" أو "إيه طبيعة العلاقة بينهم". لو انت مُتخيل إن دي حاجة مش مهمة وممكن تدخلكم في تفاصيل مالهاش علاقة بالإنترفيو أو الجلسة ولا أهداف المريض ممكن تعديها من غير ما تستوضح.


أوقات برده في ناس بتتكلم بطريقة مُجردة وعامة وبيتكلموا عن الصورة الكبيرة من غير ما يدوا أي أمثلة ودا بيدي مجال لفهمهم بكذا طريقة مُختلفة ومش بيوضّح الصورة أوي. يعني مثلًا: حد بيقول"علاقتي بأمي معكوسة: أنا أُمها." دي جُملة عامة جدًا مبنية على تفسير الشخص للعلاقة. وممكن تتفهم بكذا طريقة. فساعات بيكون مهم نعرف التفاصيل أو نعرف مثال عشان نتأكد من صحة التفسير. لإن فهم الناس للأمومة مُختلف وبيفرق من حد للتاني. فممكن نقول إديني مثال بيوضح دا مثلًا.


التلخيص أو الـ Summarization:

التلخيص بيظهر الاستماع الدقيق وبيحسّن تذكر الحاجات المهمة وبيخلينا نركز على الحاجات المهمة. وبيكون مُهم جدًا في وقتين:

  • لما حد يتكلم كتير وانت تسمعه لفترة طويلة أو يكون اتكلم في كذا حاجة.

  • أو في آخر الجلسة أو الإنترفيو.

يعني مثلًا: أحيانًا المريض أو في الجلسة المريض يفتح كذا موضوع ورا بعض ونحس إن إحنا تُهنا ومش عارفين نبدأ بإيه.

فممكن نقول: في كذا حاجة انت اتكلمت فيها الفترة اللي فاتت: اتكلمت عن المشاكل اللي بينك وبين باباك وإنك غضبان منه وحاسس إنه مُهملك وعن مشاكلك في الشُغل وإنهم مش بيدولك مهام كتير ومش بيعتمدوا عليك كفاية. "تحب نتكلم في إيه الأول؟"


في آخر الجلسة أو الإنترفيو بالذات بيكون التخليص مهم، ودا بيكون له كذا نوع حسب النموذج اللي انت بتحب تشتغل بيه وحسب انت بتشوف إيه مهم وبترتاح في إيه. بس في شوية إرشادات عامة:

  • خليك مُتعاون: بدل ما تلخص انت اللي انتوا اتكلمتوا فيه في الجلسة ممكن تسأل المريض: "إيه اللي كان مهم بالنسبالك انهارده في الجلسة؟" وبعدين ممكن تضيف انت حاجة لو انت شايف إنها مهمة وهو متكلمش عنها. في حاجة بشوف إنها مهمة وهي إننا نسأل عن مشاعر المريض في الجلسة في الآخر. زي "انت حسيت بإيه انهارده". عشان أحيانًا في حاجات بتحصل بيننا وبين المريض في الجلسة وممكن يكون المريض عنده مشاعر تجاهها وإحنا مأخدناش بالنا وهي مهمة. ودا برده بيبقي مهم للناس اللي مش بتعرف تعبّر عن مشاعرها كويس، وبيديهم فُرصة إنهم يعبّروا عن مشاعرهم في مكان آمن زي الجلسة.

  • خليك supportive: أحيانًا المريض بيتكلم في حاجات تقيلة وصعبة وسرية جدًا وبيكون بذل مجهود كبير عشان يفتحها ويتكلم فيها. فساعات بيساعد إننا نقول دا عشان دا بيشجّع إنه يتكلم أكتر. "انت اتكلمت انهارده في حاجات كان صعب إنك تتكلم فيها، فبحييك على شجاعتك مثلًا" أو شجّع بطريقتك انت.

  • ركّز على الإيجابي: كتير من المرضى خاصةً في الأول بيبقى عندهم تركيز أكتر على المشاكل والمشاعر السلبية، فساعات بيساعد ويشجّع إن إحنا نركّز أكتر على الإيجابي والخطوات اللي هما أخدوها حتى لو كانت صُغيرة في التلخيص.

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

المصدر:

Clinical Interviewing, Sommers & Rita Flanagen.


أحدث منشورات

عرض الكل

إزاي نستخدم الأسئلة في الإنترفيو أو الجلسات؟

في المكان الذي أتيت منه.. عندما يسأل أحدنا سؤالًا مثيرًا ننحني له. جوستيان جاردر الأسئلة سلاح ذو حدين. ممكن تبقى هي الأنسب في وقت مُعين ومع مريض مُعين وممكن تبقى أكتر حاجة مُعطلة في وقت تاني ومع حد تا

Post: Blog2_Post
bottom of page