top of page

نتكلم إزاي عن الإنتحار في الإنترفيو؟


في مواضيع معظم الناس لما بتتكلم فيها بتحس بالحرج، فمهم نعرف نفتحها إزاي ونتكلم فيها مع المريض إزاي وامتى؟

المواضيع الحساسة دي هي: إيذاء النفس والانتحار والمخدرات والجنس والعنف.

المرة دي هتبقى عن إيذاء النفس والانتحار.(ولحسن الحظ د/هشام رامي اتكلم عنه في مرور انهارده)


امتى نفتح أي موضوع حسّاس عمومًا؟

لو المريض مفتحش المواضيع دي من نفسه، لازم نفتحها إحنا عشان مهمة جدًا، ويستحسن نفتحها إحنا في وسط الإنترفيو، وبلاش في أوله ولا في آخره. ليه؟


مش في أوله عشان تكون بنيت شوية rapport مع المريض وبدأ يثق فيك ومش في آخره عشان ممكن الموضوع يكون كبير وفيه تفاصيل كتير وانت معدش عندك وقت كفاية تغطي فيه بقية التفاصيل.


إيذاء النفس أو الانتحار بالذات جزء أساسي من الإنترفيو مينفعش يتفوت من غير سؤال حتى لو المريض مظهرش عليه أي حاجة تقول إنه فكّر أو حاول يأذي نفسه قبل كدا. عشان أوقات كتير المريض بيكون مُحرج إنه يتكلم في الانتحار، خاصةً مع التفكير الشائع عند المصريين إن اللي بيفكر يإذي نفسه يبقى معندوش دين.


برده في خطأ شائع عندنا كناس شغالة في مجال الصحة النفسية إن السؤال عن الانتحار ممكن يزرع الفكرة في دماغ المريض ودا مالوش أي أساس من الصحة، لو الفكرة عند المريض فهو فكّر فيها من قبل ما أي حد يتكلم فيها قدامه أو يسأله، والسؤال مش بيزرع أفكار، المشكلة إن المريض لو عنده الأفكار الانتحارية أو محاولات سابقة وانت مسألتش فانت بتفوت حاجة خطيرة جدًا، وممكن متعرفش نتيجة دا غير متأخر.


فلو المريض فتح الموضوع هنبدأ نتكلم براحتنا. لكن لو مفتحوش ممكن نفتحه بإننا نقول: "أحيانًا الضغوط أو الحزن أو القلق بيأثروا علينا وساعات ناس بتفكّر تأذي نفسها، هل دا حصل معاك؟"

لو المريض قال لا، ودا متماشي مع مزاجه وسلوكه الفترة الأخيرة فبنعدّي وننقل على موضوع تاني.

لكن لو المريض قالها بتردد أو ظهر عليها دا في لغة جسمه زي بصة في الأرض مثلًا. الدراسات بتقول إن 10٪ من الناس اللي حاولت الانتحار قبل كدا بيموتوا منتحرين للأسف.


نفترض إن الإجابة مش متماشية مع مزاج المريض ولا حاله. يعني مثلًا انت شايف المريض عنده severe depression ومفيش support system والمريض لما سألته قال لا بتردد (الدراسات بتقول إن الانتحار بيحصل أكتر مع غير المتزوجين اللي مش بيشتغلوا وكُبار في السن وبيشربوا كحول أو مخدرات - فدي مؤشرات لو موجودة تخليك تأكد على الموضوع أكتر حتى لو قال لا). ممكن نقول: "انت شكلك حزين جدًا، فأنا آسف إني بأكد في السؤال عن الموضوع لكن بعمل دا عشان قلقان عليك" ونسأل السؤال بطريقة مختلفة

"يعني مفيش وقت اتمنيت فيه الموت أو حسيت إنه ممكن يكون راحة؟"

لو المريض جاوب بآه فمهم نسأل بعدها سؤال مفتوح زي: "إيه اللي حصل بعد ما فكّرت؟"


إيذاء النفس بيكون على 3 مراحل غالبًا: فكرة بعدها خطة بعدها محاولة. لكن ممكن تكون فكرة ويحصل بعدها محاولة على طول في المرضى اللي عندهم الاندفاعية عالية.

فبعد ما بنسأل السؤال المفتوح، والمريض مجبش سيرة إن في خطة، بنسأل عليها بسؤال زي" هل فكّرت في طريقة معينة تأذي بيها نفسك؟"

لو موجودة بنسأل : "هل حاولت بالفعل؟"


طيب لو حصل محاولة قبل كدا:

مهم أوي إننا نقيم خطورة المحاولة، وبنقيم الخطورة دي من خلال حاجتين الخطورة الجسدية والخطورة النفسية. يعني إيه؟ الخطورة الجسدية معناها المحاولة كانت مؤذية جسديًا قد إيه؟ والخطورة النفسية معناها رغبة المريض في الموت كانت قوية قد إيه؟

ليه بنقيم الخطورة دي؟ عشان كل ما زادت خطورة المحاولات السابقة دا بيزود احتمالية حدوث محاولة تانية.


امتى تكون المحاولة خطيرة جسديًا؟ لما تتسبب في ضرر شديد، مثلًا زي قطع ال jugular vein أو أخد أقراص كتير يدخلوا في غيبوبة أو المريض ياخد حاجة مُتخيل إن ضررها شديد حتى لو معملوش حاجة، وحتى لو راح الطوارىء واتعمله غسيل ومحصلوش حاجة، بتُعتبر خطيرة برده.


الحاجات اللي غالبًا مبتتسببش بضرر خطير ولا ممكن تؤدي إلى الوفاة زي جرح الإيد من عند المرفق، أو حد ياخد كام قرص أسبرين. الحاجات دي ممكن تتسمى "لفتة" وغالبًا المريض بيعمل دا لرغبة تانية غير الموت.

في الحاجات دي بنبص على الخطورة النفسية، يعني هل كانت المحاولة للموت فعلًا ولا محاولة لطلب المساعدة ولا لسبب تاني؟

طيب إيه هي أسباب إيذاء النفس عمومًا؟

- رغبة حقيقية في الموت.

- محاولة لطلب المساعدة.

- الهروب من موقف غير مُحتمل.

- الراحة من ضغط نفسي.

- محاولة التأثير على سلوك حد تاني.


عشان نعرف كان إيه السبب ورا المحاولة مهم نعرف إيه هي الدلائل اللي بتقول إن المريض كان بيحاول ينتحر فعلًا، وإن المحاولة مكنتش لأي سبب تاني، طيب إيه الحاجات اللي ممكن تدل على دا؟

هنسأل: "هل كنت مخطط قبلها ولا الفكرة جاتلك فعملتها على طول؟" (التخطيط والإعداد، يعني المريض حاطط خطة كاملة للموضوع من قبل ما يحاول، مش مُجرد اندفاع، ودا دليل على الخطورة)

"هل كتبت أي حاجة قبل المحاولة؟" (كتابة وصية أو رسالة انتحار من دلائل الخطورة برده)

"كنت فين وقتها؟ كان في حد حواليك؟" (عدم وجود أي حد حوالين المريض وقت المحاولة معناها إن المريض مكنش عاوز حد ينقذه)

"عملت إيه بعد المحاولة؟" ( المريض لما ميكلمش حد بعد المحاولة ولا يكلم الإسعاف ولا يطلب المساعدة من دلائل الخطورة برده)

"حسيت بإيه بعد ما أنقذوك؟" (اللي كان عاوز يموت بيحس بغضب شديد لما يصحى تاني، وبيحس إنه حتى دي مش عارف أعملها؟)


طيب لو المريض عنده خطّة حاليًا؟ أو في أفكار انتحارية وكان في محاولات شديدة الخطورة قبل كدا؟ لازم المريض يتحجز، حتى لو هتكسر السرية، ودي بأكّد عليها عشان في مرضى كتير بييجوا وقبل ما يحكيلك تفاصيل يقولك: يا ريت اللي أحكيهولك ميتحكيش لحد. ويبقى معاه أهله ومش عاوزهم يعرفوا إنه حاول قبل كدا أو عنده خطة دلوقتي. فاخسر ثقة المريض وعرّف الأهل واحجزه بس متخسروش هو. وغالبًا هيشكرك على دا بعد كدا.


في جزء هنا Medico-legal الدكتور محمد بدوي هو اللي عرفهولي: إنه المريض لو جالك حتى في المكان الخاص، وانت عرضت عليه الحجز وهو مش موافق، ولا الأهل وافقوا لازم يمضوا على إقرار مكتوب فيه إن المريض يعاني من الإكتئاب وتوجد خطورة على المريض من الانتحار وتم عرض الحجز على المريض وأهله لكن رفض الطرفين.


يا ريت لو عندكم إضافات تعرفونا، دايمًا بلاقي إضافات حلوة ومُفيدة فمتحرموناش منها.

المصدر: James Morrison, The First Interview


أحدث منشورات

عرض الكل

إزاي نستخدم الأسئلة في الإنترفيو أو الجلسات؟

في المكان الذي أتيت منه.. عندما يسأل أحدنا سؤالًا مثيرًا ننحني له. جوستيان جاردر الأسئلة سلاح ذو حدين. ممكن تبقى هي الأنسب في وقت مُعين ومع مريض مُعين وممكن تبقى أكتر حاجة مُعطلة في وقت تاني ومع حد تا

Post: Blog2_Post
bottom of page