top of page

إزاي نكوّن علاقة علاجية كويسة. عن الاتساق أو الـ Congruence (الجُزء السابع)

يعني إيه اتساق أو Congruence؟

يعني أفعالنا تكون متسقة مع أفكارنا ومشاعرنا. (ودي في رأيي أصعب حاجة في العلاقة العلاجية)

الحد المُتسق بيكون حقيقي وصادق ومرتاح مع نفسه وعلى طبيعته.

في ارتباط ما بين الاتساق وبين مهارتين:

  • الإفصاح عن الذات أو Self-disclosure.

  • الفورية أو الـ Immediacy.

هل في أبحاث اتعملت على أهمية الاتساق؟

  • في meta-analysis اتعملت على 16 دراسة ولقت إن الـ Effect Size بتاع الاتساق: 0.24 ودا تأثير مُتوسط ولقوا إن عليه حوالي 6% من التحسن.

انهارده هتكلم عن الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure: ودا بيتضمن جزئين:

  • جُزء داخلي: إنك تكون على اتصال بمشاعرك وأفكارك.

  • جُزء خارجي: القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بحيث اللي قُدامك يقدر يفهمها.


هنا في شوية أسئلة هتيجي على بالنا:

  • هل الاتساق معناه إني أقول كل اللي بفكّر فيه فعلًا في الجلسة؟

  • لو أنا حسيت إني مش حابب حاجة العميل بيعملها. هل هبقى غير متسق لو أنا مقلتش؟

  • لو أنا عندي انجذاب تجاه العميل؟ هل من الاتساق إني أقول له؟


المبدأ الأساسي اللي بنرجع له في الإفصاح عن الذات هو:

مصلحة العميل. هل لما أفصح عن أفكاري ومشاعري الموجودة تجاه العميل دا هيساعده ولا لأ؟ وإيه هي أحسن طريقة للإفصاح دا؟ لإن الشفافية والاتساق مش هدف في حد ذاته.


تعالى الأول نعرف إيه هي أنواع الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure.

النوع الأول: مشاعرك في الجلسة أو The here-and-now feelings:

عشان نعرف أهمية مشاعرنا في الجلسة، محتاجين نعرف كذا حاجة مهمة:

  • مُعظم المدارس العلاجية سواء التحليل النفسي (Psychoanalysis) أو الدينامي (Psychodynamic) بنظريتيه عن العلاقات اللي هما الـ Attachment theory والـ Object relations أو الـ Schema Therapy اللي بيجمع ما بين مبادئ العلاج المعرفي السلوكي والتحليل النفسي أو تحليل المُعاملات (Transactional Analysis) بيأكدّوا على حاجة مهمة بغض النظر عن التفسيرات المُختلفة: إن إحنا كبشر بنكرر أنماط علاقاتنا وإننا بنكوّن جُزء كبير من صورتنا عن نفسنا وعن الآخرين من خلال علاقاتنا بالأشخاص المهمين في حياتنا.

  • مُعظم العُملاء اللي بييجوا للعلاج بيكون عندهم مشاكل في علاقاتهم سواء المُبكرّة أو الحالية في تكوينها أو الحفاظ عليها أو في عُمقها وجودتها.

  • العميل ممكن يكرر في علاقته معاك نمط من أنماط علاقاته اللي بتؤدي لمشاكل في جودة العلاقة أو انت اللي تكرر معاه نمط من أنماط علاقاتك.

  • جُزء من العلاج هو إزاحة العقبات اللي ممكن تأثر على جودة العلاقة عشان العميل يقدر يكوّن ويحافظ على علاقة مُرضية معاك انت الأول وبالتالي دي تكون خطوة في نقل دا لبقية علاقاته.

فإن يكون عندنا مشاعر قوية تجاه العميل دا هيكون له معنى من اتنين:

  • المشاعر دي مشابهة للمشاعر اللي بيحسها الناس اللي في دواير العميل (ودي اللي بتكون مهمة للعميل ومهم التعبير عنها).

  • العميل دا بيشبه حد في دوايرنا إحنا وعلاقتنا بيه تكرار لنمط من أنماط علاقتنا إحنا (ودي مهمة لينا ومهم نناقشها في الإشراف).


مثال من شُغل إرفين يالوم:

أليس أرملة عندها 60 سنة وبتدور على زوج. جت وهي بتشتكي من سلسلة من العلاقات مع الرجالة اللي بيختفوا من غير سبب. آخر واحد منهم قالها إنه بيتحرج من مساومتها في الأسعار في كل حاجة وإنها لو في طابور ممكن تُزق الناس عشان تبقى في أول الطابور. وإنها بتجري عشان تلحق أحسن كرسي في الأتوبيس في الرحلات. وبعد رحلة ليهم مع بعض اختفى ومردش على اتصالاتها.


الطبيعي لما حد بيتكلم عن مشكلة زي دي في العلاج بنعمل إيه؟

بنستكشف إيه اللي حصل وبنحاول نساعد العميل يشوف دوره في اللي حصل وبنحاول نوصل للدوافع ورا اللي حصل عند العميل وعند الآخر وبنحاول نشوف النمط دا اتكرر قبل كدا إزاي وبنستكشف أفكاره عن اللي حصل والسلوكيات المُمكنة المُختلفة اللي ممكن تظبط العلاقة.


مع إن الطريقة دي كويسة بس ليها حدود. غير إنها بتبقى عملية عقلية بحتة، بتكون مبنية على معلومات كلها من وجهة نظر العميل فممكن تبقى مش دقيقة.


إرفين يالوم بيختار طريقة مُختلفة، بيدوّر على نفس النمط في علاقته مع العميل وبيشتغل عليه: مثلًا:


إرفين مع السيدة اللي فاتت، بدل تحليل علاقاتها اللي انتهت، قرر يشتغل على النمط المشابه في علاقتها معاه: فمع إنها ساومت معاه على تقليل فلوس العلاج بنجاح كانت دايمًا بتقوله إنه مش من العدل إنه بياخد منها الفلوس دي كلها. وبعد كل جلسة كانت بتعلق على هو استحق فلوس المرة دي ولا لأ . أو إنه ليه مش عاوز يقللها فلوس الجلسات أكتر. وكانت بتضغط إنها تاخد وقت أكتر بإنها تفتح مواضيع عاجلة والجلسة بتنتهي وتديله حاجات يقرأها عن أحلامها ومقالات وغيره. فهو كمان كان بيتمنى إنها توقف علاج معاه وبيتخيل اللحظة اللي هي هتقرر فيها تنهي العلاقة.


ومع الشغل على العلاقة اللي بينهم واستكشاف أثر أفعالها عليه في العلاقة الل بينهم، عرفت دورها في اللي حصل قبل كدا وقررت تكلم كذا حد من اللي قابلتهم قبل كدا واعتذرت لهم.


هحكي موقف من اللي حصلوا معايا واستخدمت فيهم الطريقة دي (وهو موقف مُتكرر أعتقد كتير مننا بيمر بيه):


في مريض كان عنده أفكار انتحارية وكنت شايف إن في خطورة للانتحار لكنها ممكن تُدار من غير دخول المستشفى، وحطينا مع بعض خطة أمان ودي عبارة عن عدد من الأنشطة بيعملها لما تجيله أفكار انتحارية عشان تشتت الأفكار ولو كلهم فشلوا بيكلمني في الآخر. وإن هي دي الحالة اللي هو هيكلمني فيها بس.


كلمني أول مرة عشان يسأل على أثر جانبي ممكن يحصل من العلاج. تاني مرة كلمني من قبل ما يعمل أي نشاط من اللي اتفقنا عليه. تالت مرة اتصل مكنتش عارف أرد لكن دي الأفكار اللي جت بالي في وقتها "غالبًا محصلش حاجة ودي زي المرات اللي قبلها" وحسيت بالضيق. كلمته لما عرفت وكان بيتصل يسأل على حاجة خاصة بيه فعلًا وملهاش علاقة بالانتحار. اتكلمت معاه في دا في الجلسة اللي بعدها وقلت له اللي أنا فكّرت فيه واللي حسيت بيه وقلت له دا ممكن يأثر بعد كدا إن لما يحصل حاجة فعلًا أنا مردش ومقدرش أساعدك. فاعتذر والمكالمات متكررتش تاني. (اللي معملتوش وقتها: إني متكلمتش في إن النمط دا بيظهر في علاقاته برا إزاي وبيأثر على علاقاته إزاي)


الحاجة التانية المهمة جدًا هي: طريقة صياغة مشاعرنا والتعبير عنها في العلاج:

مثلًا: عميل لما بيتكلم إحنا بنحس بالملل، فمثلًا أول حاجة بنعملها بنسأل نفسنا إحنا بنحس بالملل ليه؟ هل دا مُتكرر مع عُملاء تانيين ولا معاه هو بس؟ هل في حاجة هو بيعملها بتحسسنا بالملل؟ هل دا نمط من أنماط علاقاته مع الناس وسبب من اللي عامله مشاكل؟ هل هيستفيد لو أنا قُلت؟ فمثلاً طلع دا حاجة خاصة بيه هو، وإحنا بنمل عشان بيحكي المواقف من غير ما يحكي هو حس بإيه ومعنى دا بالنسبة له إيه ولو إحنا عبّرنا حكيه هيكون مُثير أكتر وهيخلي الناس تقرّب منه أكتر. فممكن صياغة اللي بنحس بيه تكون كالآتي: "لما بتحكي عن حاجة بتحكي اللي حصل كحقايق ومواقف، لكن أنا عاوز أسمع كمان انت حسيت بإيه ودا معناه إيه بالنسبالك"


هكمّل المرة الجاية عن أنواع الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure إن شاء الله.

ولو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

ويا ريت تحكيلنا عن تجاربك مع الإفصاح وكان أثرها إيه.


المصادر:

Clinical Interviewing, Sommers & Rita Flanagen.

The Gift of Therapy, Irvin Yalom.


أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page