top of page
العلاج النفسي: Blog2
أحمد شادي طبيب نفسي

طبيب نفسي ومعالج 

اشترك عشان يوصلك بوست كل أسبوع

شكرًا لاشتراكك

أولًا: هل في اختلاف في تأثير العلاج على كبار السن أو الـ (Pharmacodynamics)؟ وإيه هو الاختلاف؟

  • لما بنكبر في السن تحكم جسمنا في الـ Autonomic functions زي ضغط الدم و تنظيم حرارة الجسم بيقل و الـ Receptors بتبقى حسّاسّة أكتر ودا بيزود احتمالية حدوث الأعراض الجانبية وبيزوّد شدتها. فمثلًا الأدوية اللي بتقلل حركة الأمعاء زي الـ Anticholinergics ممكن تعمل إمساك في الكُبار أكتر. والأدوية اللي ممكن تقلل ضغط الدم زي الـ TCAs ممكن يتسببوا في Falls أكتر.

  • كمان حساسية الـ CNS system بتزيد، ودا بيخلي حساسيته للأدوية اللي بتأثر عليه تزيد زي الـ Benzodiazepines و الـ Opioids.

  • الاستجابة للعلاج كمان ممكن تتأخر، يعني كبار السن ممكن ياخدوا وقت أطول عشان يستجيبوا للـ SSRIs.

  • كبار السن بيبقوا أكثر عُرضة للآثار الجانبية النادرة الشديدة زي الـ Agranulocytosis مع الـ Clozapine مثلًا والجلطات مع الـ Antipsychotics والـ Bleeding مع الـ SSRIs.

ثانيًا: إزاي كِبر السن بيأثر على العلاج (أو الـ Pharmacokinetics)؟

تأثيره على الامتصاص أو الـ Absorption:

حركة الأمعاء بتقل ودا بيخلي سُرعة امتصاص الأدوية تقل. ودا بيخلي الأدوية ليها Onset of action أبطأ بس دا مش بيأثر على الكمية اللي بُتمتص. يعني نفس الكمية لكن الأدوية بتاخد وقت أطول لحد ما تعمل تأثيرها.

تأثيره على الـ Distribution:

كبار السن عندهم نسبة الدهون أعلى غالبًا. وبالتالي الأدوية الـ Fat-soluble زي الـ Diazepam بتعمل تأثيرها لفترات أطول.

تأثيره على الـ Excretion:

  • وظائف الكلى بتقل مع كِبر السن: 35% من وظيفة الكل بتُفقد عند 65 سنة. فالطبيعي إن إحنا نعتبر حد في السن دا كإن فقد ⅓ الكليتين. وبتتأثر بنسبة 50% عند 80 سنة. يعني بنعتبر الأكبر من 80 سنة كإن عندهم كلية واحدة.

  • لو في أمراض مُصاحبة زي الـ Diabetes والـ Hypertension أو أمراض القلب وظيفة الكلى بتتأثر أكتر.

  • بنقيس وظيفة الكلى في الكبار بالـ eGFR عشان الـ Creatinine والـ Urea ممكن يطلعوا طبيعيين جدًا وفي مُشكلة في الحقيقة. (الـ Creatinine بيُفرز من الكلى حسب الكتلة العضلية. وفي الكُبار الكُتلة العضلية بتقل، فعشان كدا ممكن يطلع طبيعي فمش بيُعتمد عليه).

  • الأدوية اللي الـ Metabolism بتاعها مش بيحصل في الكبد، زي الـ Lithium و الـ Amisulpride والـ Paliperidone بيحتاجوا نقلل جُرعتهم عشان ممكن يتراكموا في الكلية ويعملوا تسمم.

تأثيره على الـ Metabolism:

الكبد حجمه بيقل لكن لو مفيش أي أمراض كبد دا مش بيأثر على الـ Metabolism في حاجة.

الإرشادات العامة في اختيار الأدوية لكبار السن:

  • ابدأ بنص جُرعة الـ Adults وزوّد ببطء.

  • حاول تتجنب لو عرفت الأدوية اللي بتقلل الضغط أو ليهم Anticholinergic side effects أو الأدوية اللي ليها sedative side effect أو الأدوية اللي ليها long half life.

  • حاول متعالجش Side effect بوصف علاج. لو ينفع تبدل حاجة بآثار جانبية أقل، بدّل.

  • سهّل أخد العلاج. يعني العلاج يتاخد مرة واحدة في اليوم لو ينفع.

الجداول الجاية هتلاقي فيها العلاج والـ Starting dose بتاعته والـ Usual maintenance dose والـ Maximum dose لكبار السن:

الـ Antidepressants :

Antidepressant

Starting Dose

Usual Maintainance Dose

Maximum dose

Sertraline

25-50 mg (25 can be increased to 50 after a week)

50-100 mg / day

100 mg (occasionally up to 150 mg)

Fluoxetine

20 mg/day

20 mg/day

40 mg (60 mg can be used)

Citalopram

10 mg/day

20 mg/day

20 mg/day

Escitalopram

5 mg/day

5-10 mg/day

10 mg/day

Duolextine

30 mg/day

60 mg/day

120 mg/day

Venlafaxine

37.5 mg/day

75-150 mg/day

150 mg/day (occasionally 225 needed)

Mirtazapine

7.5-15 mg/day

15-30 mg/day

45 mg/day

Clomipramine

10 mg/day

30-75 mg/day (should be reached after 10 days)

75 mg/day


الـ Antipsychotics:



Antipsychotic

Starting Dose

Usual Maintenance dose

Maximum Dose

Amisulpride

In Chronic Schizophrenia : (50 - 100 mg/day)

In Late-life psychosis (25-50 mg day)

In Chronic Schizophrenia : (100-200 mg/day)

In Late-life psychosis (50-100 mg day)

​In Chronic Schizophrenia : (400 mg/day)

In Late-life psychosis (200 mg day)

Aripiprazole

5 mg/day

5-15 mg/day

20 mg/day

Olanzapine

2.5 mg/day

5-10 mg/day

15 mg/day

Quetiapine

12.5-25 mg/day

75-125 mg/day

200-300 mg/day

Risperidone

0.5 mg/day

1-2.5 mg/day

4 mg/day

Haloperidol (Depot Injection)

12.5-25 mg /4 weeks

12.5-25 mg /4 weeks

50 mg/ 4 weeks

Paliperidone (Depot)

Loading Doses:

Day 1: 100 mg

Day 8: 75 mg

25-100 mg monthly

100 mg monthly

Risperidone (Depot)

25 mg every 2 weeks

25 mg every 2 weeks

25 mg every 2 weeks


الـ Mood Stabilizers:


Mood Stabilizer

Starting Dose

Usual Maintenance Dose

Maximum Dose

Carbamazepine

50-100 twice/day

200-400 mg/day

600-800 mg/day

Sodium Valproate

100-200 mg/day

200-400 mg/day

800 mg/day

Lithium

100-200 mg/day

200-600 mg/day

(Aim for Plasma lithium level: 0.4 - 0.7 mmol/L )

Lamotrigine

25 mg/day (Increase by 25 every 2 weeks)

100-200 mg/day

200 mg/day


الـ Anxiolytics & Hypnotics:


Anxiolytic/Hypnotic

Starting Dose

Usual Maintenance dose

Maximum Dose

Clonazepam

0.5 mg/day

1-2 mg/day

4 mg/day

Pregabalin

25-75 mg twice/day

150 mg/ day

150-300 mg/day

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يتفضل.

المصدر:

The Maudsley Prescribing Guidelines.


إيه هو اضطراب تشوه الجسم؟

في 3 أعراض كُبار للاضطراب:


أول عرض: الشخص بيكون مشغول جدًا بإن في جُزء أو أكتر من جسمه فيهم عيب أو مشكلة مع إن العيوب دي مش ملحوظة أو بسيطة في نظر اللي حواليه. يعني مثلًا أشهر حاجة المرضى بيكونوا مشغولين بيها هي الجلد أو الشعر أو الأنف. فمثلًا ممكن المريضة تكون شايفة إن مناخيرها ضخمة جدًا أو بشعة أو منفرة. وفي الجلد مثلًا ممكن يبقوا مشغولين جدًا بحبّ الشباب أو الندوب أو أي علامة في الوش. ممكن برده يبقوا شايفين إن لون الجلد فيه مشكلة يعني أسمر أوي أو أبيض أوي أو شاحب أوي. ودا بيكون اسمه Preoccupation وبيكون شبه الـ Obsession جدًا لإن المريض أفكاره عن شكل العيب بتكون مُلحة وبيحاول يُطردها أو يتجاهلها بطُرق كتير جدًا لكن مش بيعرف.


هقول شوية أمثلة عشان نعرف قد إيه الموضوع مُختلف من مريض للتاني والانشغال ممكن يكون بأجزاء كتير جدًا: ممكن يكون الانشغال بإن الفخدين مترهلين، أو الشعر رُفيع جدًا أو مُجعد، أو منطقة الحوض واسعة، أو الأكتاف صُغيرة، أو الوسط عالي، أو شعر اللحية مش متساوي، أو العينين ضيقة، أو إن في خطوط حوالين الفم، أو الأسنان معووجة، أو الخدود صُغيرة، أو وجود سواد حوالين العينين.



طيب إيه اللي يفرق ما بين الانشغال دا وما بين التفكير العادي في شكل الجسم والعيوب اللي فيه؟

مُعظمنا تقريبًا بيهتم بشكل جسمه، ولما بنبص في المراية ممكن نشوف عيوب في جسمنا. في دراسة اتعملت ولقت إن 7% بس من الستات و 18% من الرجالة مش مهتمين بشكل جسمهم ومش بيعملوا حاجة عشان يحسنوا منه. أما المُعظم فبيفكروا في شكل جسمهم وبياخدوا بالهم منه وبيحاولوا يحسنوا من شكله.

وفي ناس كتير جدًا مش عاجبها شكلها: يعني في دراسة لقت إن حوالي 56% من السيدات و 43% من الرجالة مش راضيين عن شكلهم عامةً وفي ناس أكتر مش راضيين عن أجزاء مُعينة في جسمهم. وفي ناس كتير عندهم صورة مش مظبوطة عن شكل جسمهم.

فإزاي نفرّق ما بين الاهتمام العادي وما بين الانشغال المرضي أو الـ Preoccupation؟

  • الإنشغال المرضي بيأثّر على الشُغل أو الحياة الاجتماعية وبيأثّر على حياة المريض وبيكون في سلوكيات هتكلم عنها كمان شوية مُرتبطة بالانشغال دا.

  • الإنشغال دا بيستغرق على الأقل ساعة في اليوم والمتوسط بيكون من 3-8 ساعات يوميًا تقريبًا.

تاني عرض: السلوكيات القهرية المُصاحبة للانشغال: المرضى بيعملوا سلوكيات عشان يتعاملوا مع الانشغال دا وبيحاولوا يقللوه وبيحسوا إنهم مدفوعين عشان يعملوا السلوك دا ومش بيقدروا يقاوموه لكن السلوكيات في الآخر بتكون غير مُجدية ومش بتقلل الإنشغال. بالعكس بتزوده. السلوكيات دي بتتعمل لفحص العيب أو تخبيته أو تحسينه زي مثلًا: أشهر السلوكيات القهرية بالترتيب:


  • التخبية: 91% من المرضي تقريبًا بيحاولوا يخبوا العيب المُتخيل سواء بالهدوم أو الميك أب أو بالشعر أو بطاقية يعني مثلًا حد شايف إن العيب في تجاعيد الوش: ممكن يبقى في استخدام للميك أب عشان العيب يتغطى.

  • المُقارنة: 88% من المرضى تقريبًا مقارنة الجُزء اللي فيه مشكلة بالآخرين وغالبًا بتكون أول حاجة عينيهم تُقع عليها في الآخرين هي المنطقة اللي فيها العيب، يعني ممكن شخص شايف إن عنده تجاعيد يبص على أماكن التجاعيد في وشوش كل الناس ويكون حافظها. وبيكون التفكير أحيانًا: "دا شخص عنده نفس العيب أهه وكويس، المفروض أكون كويس أنا كمان، أنا مش عارف أبقى كويس أنا فيا مُشكلة". وأحيانًا بتكون المقارنة بيتشاف فيها أفضلية الآخرين: يعني" دا شخص معندوش تجاعيد زيي" ، وأحيانًا بيكون لانتقاد الجُزء دا عند الآخرين. يعني مثلًا دي عندها هالات سودة هي كمان. الهالات السودة بتاعتها وحشة أوي.

  • الفحص: 87% من المرضى بيفحص الجُزء دا كتير في المراية أو في أي سطح عاكس، وغالبًا بيكون عن قُرب جدًا يعني بيقربوا وشهم أو الجُزء اللي بيكونوا شايفين في العيب عشان يفحصوه بشكل أدّق. وبيكون الفحص لأسباب كتير، منها مثلًا عشان المريض يتأكد إن الجزء مبقاش أسوء أو ممكن يكون اتحسن، وأحيانًا الفحص بيكون عشان يتأكد إنه صح. يعني أيوة العيب موجود أهه أنا مش بتخيل.

  • البحث عن علاج أو جراحة: 72% من المرضى بيروحوا لدكاترة الجلدية أو التجميل أو الأسنان سواء عشان علاجات تقلل أو تداري العيب أو عشان العمليات وبيغيروا الدكاترة ومش بيبقوا مُقتنعين إن حصل تحسن. فأكتر دكاترة بيشوفوا وبيتعاملوا مع مرضى الاضطراب هما دكاترة الجلدية والأسنان.

  • التأنق الزائد: 59% من المرضى بيمشطوا شعرهم كتير أو بيحلقوا كتير أو أو بيشيلوا الشعر كتير أو بيحطوا ميك أب كتير.

  • السؤال للتطمين: 54% من المرضى بيسألوا اللي حواليهم كتير عن العيب عشان يتطمنوا منهم ويقولولهم إنه تمام ومش متشاف.

في سلوكيات تانية بتكون تجنبية أكتر منها قهرية زي:

  • تجنب النظر في العينين ودا أحد أسبابه إنه المريض لو بص هيشوف الناس بتبص للعيب، فبيتجنب النظر.

  • تجنب التصوير: المريض ميحبش يتصور عشان العيب ميظهرش. أو ممكن لو في صور اتصورت يتعملها إيديت عشان العيب ميظهرش.

  • في ناس بتتجنب تعمل حاجات عشان متزودش العيب: يعني حد يتجنب المشي عشان عضلة السمانة متكبرش أو في حد ممكن ميمشطش شعره عشان ميقعش منه شعر أكتر.

  • في ناس ممكن تقعد في البيت ومتخرجش عشان متتشفش تمامًا.

في سلوكيات تانية كتير زي: زيارة أطباء كتير أو "Doctor shopping" أو شراء مُستحضرات تجميل كتير جدًا، أو تغيير الهدوم كتير أو الرياضة زي رفع الأثقال برده كتير أو القياس المُتكرر أو القراءة عن الموضوع والبحث عن معلومات كتير أو اللمس المتكرر

تالت عرض: إنه بيأثر على الحياة الاجتماعية والشغل: ممكن مع الوقت الشخص يتجنب أي نشاط اجتماعي أو إنه يشوف ناس أو إنه يأثر على شُغله وتعامله مع العملاء.

قد إيه المرض منتشر أو الـ Prevalence بتاعه قد إيه؟

الموضوع مش نادر. يعني موجود في:

  • من 1 لـ 2.4% من البالغين.

  • ومن 2 لـ 13% من الطُلاب.

  • و من 9 لـ 14% من الناس اللي بتروح لدكاترة الجلدية.

  • و 3% من الناس اللي بتعمل عمليات التجميل.

هكمل كلام المرة الجاية عن الـ Differential Diagnosis له والأمرض المُصاحبة له وأسبابه.

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يتفضل.

المصدر:

Understanding Body Dysmorphic disorder by Katharine A. Phillips.


كلنا لما بندخل الأسانسير وبيبقى معانا حد غريب راكب الأسانسير منعرفوش بنبقى مش مرتاحين وبنتجنب النظر في عينيه. ممكن كمان نلاحظ إن أوقات في الإنترفيو أو الجلسات حد يدخل ويقّرب الكُرسي شوية. ممكن حد تاني بيبعد الكُرسي. حد تالت ممكن يقرب بجسمه تجاهك حد تاني ممكن يبعد خاصةً لو انت قربت. هنلاقى إحنا كدكاترة ومُعالجين في مننا يحب يبقى بينه وبين المريض مكتب وناس تانية تحب ميبقاش في بينها وبين المريض حاجة. هنلاقي ناس بتظبط الكراسي بحيث يكونوا قُصاد بعض. ناس تانية لأ. هتلاقي في مننا يجب الكُرسي بتاعه يكون أكبر وأعلى من كُرسي المريض وناس تانية تحب تبقى الكراسي قد بعضها. دا تفسيره إيه ودا ممكن يفيدنا بإيه؟ دا اللي هتكلم عنه انهارده

إحنا بنعتمد في التواصل بينا وفي فهمنا لبعض على جُزء كبير مالوش علاقة بالكلام اسمه التواصل غير اللفظي. وفي دراسات بتقول إنه بيمثّل تقريبًا تُلتين التواصل بينا. وإحنا بنحس بيه وممكن نفهمه من غير ما ناخد بالنا منه والدراسات بتقول إن الإناث بينتبهوا أكتر للتواصل غير اللفظي. عشان كدا شائع أكتر معاهم "أنا مش مستريحة له أو ليها".


التواصل غير اللفظي هو أقدم طُرق التواصل بيننا سواء تاريخيًا أو تطوريًا (الطفل بيقعد فترة قبل ما يتكلم وفي علاقة بتتكون بينه وبين الأم وبين اللي حواليه وبيفهموه وبيفهمهم من غير أي كلام) وفي جُزء منه بيحصل بوعي مننا وجُزء أكبر بيحصل من غير وعي. ولما بنبدأ نلاحظ وسائل التواصل غير اللفظي عينينا بتتفتح على عالم تاني مكناش واخدين بالنا منه. وبنبدأ نفهم اللي قُدامنا بعُمق أكبر، وبيدينا تخمينات كتير عن العالم الداخلي له من غير ما يتكلم عنه.


إيه هي طُرق التواصل غير اللفظي؟

كنت اتكلمت عن حاجات منهم إجمالًا قبل كدا هنا: فهبدأ أتكلم عن حاجة حاجة بالتفصيل وأهميتها لينا في الإنترفيو أو الجلسات. هتكلم انهارده عن حاجة مكنتش اتكلمت عنها قبل كدا وهي الـ Proxemics أو إزاي المسافات بين الأشخاص بتأثّر عليهم ودا علم بيدرس أثر المسافات بين الأشخاص عليهم ومن أول الناس اللي اتكلمت فيه حد اسمه إدوارد هول، فتعالى نشوف ممكن يفيدنا بإيه.


إحنا عمومًا كل واحد مننا بيبقى له منطقة حوالين جسمه بيحس إنها بتاعته، وبنحب إن محدش يقرب منها أو يدخلها غير بإذننا. ولو حد اخترقها من غير إذن ممكن نحس بعدم راحة وغضب وقلق. وبنقرّب الناس مننا أو بنبعدهم عننا حسب مكانتهم عندنا ومستوى الحميمية بينا وبينهم أو إحنا حاسّين إنهم قُريبين قد إيه. وكل ما حد يقرّب مننا أكتر بنبدأ نحس بمشاعر مُختلفة وبنبدأ نتصرف بطُرق مُختلفة. الـ Amygdala أو اللوزة هي اللي بتبقى مسؤولة عن المشاعر والسلوكيات دي. تعالى نشوف أنواع المسافات وإزاي بتأثر على مشاعرنا وتصرفاتنا وإيه علاقة دا بالعلاقة العلاجية:




المساحة الحميمية أو الـ Intimate space ودي بتكون من 0 لـ 50 سم تقريبًا: ودي المسافة اللي إحنا بنسمح للأحبة والأطفال وأقرب الناس لينا في التواجد فيها. وطريقة التواصل الأساسية هنا بتكون اللمس والشم. عشان كدا لو حد منعرفوش أو مش قُريب لينا لمسنا من غير إذننا بنتعصّب وبنحس إنه اقتحمنا ولو شمّينا ريحة حد إحنا مش قُريب لينا برده بنتضايق وممكن نقرف. ودا بيفسر ليه مش بنبقى مستريحين في الأسانسير أو لو في حد قاعد جنبنا في المواصلات العامة عشان في حد موجود في مساحة مش المفروض يكون موجود فيها لضرورة ما وهو مش قُريب لينا.


المسافة دي برده بتختلف من شخص لشخص ومن شعب لشعب: إحنا كعرب مُعظمنا مساحته الشخصية والحميمية أقل من الأوروبيين والأمريكان عامةً وممكن نلمس اللي بنتكلم معاه أكتر وصوتنا ممكن يكون أعلى.


ودي أهميتها لينا إنها ممكن تساعدنا نجاوب على هل ممكن ندخل مساحة المريض الحميمية ونلمسه؟ (هخلي الإجابة دي في الآخر عشان نكون فهمنا المساحات أكتر)


المساحة الشخصية أو الـ Personal Space ودي من 0.5 لـ 1 متر تقريبًا: للأصدقاء، ودا بنبدأ نتواصل فيها بالصوت ونظرات العينين، وبرده لو حد منعرفوش خالص دخل فيها بنبقى مش مستريحين وحاسّين إن في حاجة غلط.


المساحة الاجتماعية أو الـ Social Space ودي من 1 لـ 4 متر تقريبًا: ودي اللي بنتعامل فيها مع مُعظم الناس وخاصةً الغُرباء وبرده بنتواصل فيها بالصوت ونظرات العينين.


طيب إيه هي أحسن مسافة ممكن تكون بيننا وبين المريض. وهل الأحسن إننا نقعد مواجهين للمريض ولا لأ؟

شيي عمل تجربة مع المتدربين إنه بيخلي 2 يدخلوا أوضة فيها كُرسيين مُتحركين وبيتقالهم إنهم يختاروا أكتر وضع مُريح ليهم يقعدوا فيه.


90% من المُتدربين بيقعدوا بحيث تبقى المسافة بينهم حوالي متر لمتر ونص. ومش بيقعدوا في مواجهة بعض مُباشرةً. بيقعدوا في اتجاه بعض آه بس بميل بزاوية حوالي 5-10 درجة. (زي ما هو في الصورة) 10% بس منهم بيختاروا يبقوا في مواجهة بعض تمامًا. ولو اتطلب من المُعظم يبقوا في مواجهة بعض بيحسوا إنهم مش مرتاحين زي الأول وفي منهم بيزُق الكُرسي لورا شوية. وبيحسوا إنهم لما بيواجهوا بعض بيبقوا مُجبرين إنهم يبصوا في عين بعض كتير وإن كسر التواصل البصري بيكون أصعب. وإن الوضع دا بيحسسهم إنهم في مواجهة ومنافسة مع اللي قُدامهم. (الصورة اللي تحت بتوضح أكتر)


الوضع الأول بيخلي الاتنين مجال رؤيتهم مُشترك وبالتالي بيساعد على تقارب وجهات النظر، الوضع التاني مجال الرؤية بيكون مُختلف ومُعارض، وبالتالي بيساعد على الاختلاف أكتر.



في ناس تانية برده بتوصي بإن المريض والمُعالج أو الطبيب يبقوا مُواجهين لبعض. فانت واللي يريحك واللي تحس إنه بيّريح اللي قُدامك. (أنا مش برتاح في الوضع اللي الكراسي بتكون فيها مواجهة لبعضها عشان عارف إني مش برتاح في المواجهات).


في شوية مُلاحظات ممكن تدينا تخمينات عن المريض وبقول تخمينات عشان في اختلافات شخصية كتير:

  • الانطوائيين أو الـ Introverts بيحتاجوا مسافة بينهم وبين الأشخاص أكبر من الانبساطيين أو الـ Extraverts.

  • المسافة اللي بيحتاجها الذكور بينهم وبين بعض بتكون أكبر من المسافة اللي بيحتاجها الإناث بينهم وبين بعض.


أنا بحّب أخلّي المسافة بين الكراسي ثابتة ولو مريض حرّك الكُرسي بحب أرجعه لمكانه تاني بعد ما يمشي عشان أشوف المريض خاصةً لو أول مرة هيعمل إيه. مُعظم الناس بتسيب الكُرسي زي ما هو. لكن أوقات بلاقي حد بيحاول يقرّب الكُرسي أكتر (كل ما قعدنا مع المريض أكتر واستريحلنا أكتر مش بيحتاج يكون في مساحة كبيرة بيننا وبينه). حصل قبل كدا إني لقيت مريضة بعدت الكُرسي حوالي متر لورا أول مرة قابلتها فيها. تفتكروا شكوى المريضة دي كانت إيه؟ شكواها الأساسية كانت سُرعة الغضب وإنها ممكن تتعصب لدرجة إنها تضرب ومش بتبقى فاهمة هي ليه بتتعصب بسُرعة كدا. أكيد مش التفسير الوحيد للموضوع هو اختراق مساحتها الشخصية اللي هي غالبًا أكبر من مُعظم الأشخاص (لكن دا ممكن يكون جُزء من الصورة). والطبيعي إن يبقى عندنا تساؤلات عن ليه المساحة اللي بتحتاجها كبيرة جدًا كدا مقارنةً بمُعظم الناس؟


نيجي لاستخدام المكتب وحجم الكراسي. إيه المناسب؟

المكتب عمومًا بيحط حاجز بينك وبين المريض وشيي شايف إنه الأحسن ميبقاش في مكتب ما بين الطبيب أو المُعالج والمريض. وأحسن وضع للمكتب إنه يبقى موجود بزاوية (زي ما في الصورة) بحيث لو محتاجين نكتب عليه يكون موجود بس ميكونش بيمثل حاجز. لكن مش كُل الناس بترتاح في الوضع دا، فانت واللي يريّحك (ارتياحنا مع درجة القُرب بيختلف من حد للتاني حسب شخصه والمرحلة اللي هو في من الخبرة والعلاج، فاختار الوضع اللي يريحك المهم تكون واعي باختيارك).


هل الأحسن إن الكراسي تبقى حجمها واحد ولا مُختلفة؟

أكيد جرّبنا نتكلم مع حد وهو في وضع أعلى. غالبًا بنحس إن عنده سُلطة ومكانة أكبر. ولو حد في وضع أقل إن عنده سُلطة ومكانة أقل. وتعبيرات زي "دا بيكلمني من فوق" أو دا "شخص واطي" بتعبّر عن دا. وممكن نكون جربنا إحساس وجودنا في مكان سقفه عالي زي المساجد والكنائس والمتاحف الكبيرة، بنحس بقد إيه إحنا صُغيرين جنب عظمة المكان.

فلو كرسي الطبيب أو المُعالج أكبر دا هيدي تأثير عند المريض أو اللي قُدامه إن عنده سُلطة أكبر أو مكانة أكبر ودا مش مُتماشي مع العلاقة العلاجية اللي قايمة على التحالف بين طرفين مُتساويين. (فلو انت عاوز يبقى دا شكل العلاقة العلاجية يبقى الأحسن حجم الكراسي يكون قد بعض)


حاسس إن الموضوع طوّل كدا فهخلي إجابة سؤال هل ممكن نلمس المريض ولا لأ للمرة الجاية.

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

المصدر:

Psychiatric Interviewing, Shawn Christopher Shea.


bottom of page