top of page
العلاج النفسي: Blog2
أحمد شادي طبيب نفسي

طبيب نفسي ومعالج 

اشترك عشان يوصلك بوست كل أسبوع

شكرًا لاشتراكك

علاقة الإنسان بالآخرين تُصبح جُزءًا من علاقته بنفسه.

بيتر هوبسون


إيه هي آثار أنماط التعلق أو علاقة الطفل برموز التعلق بتوعه؟


مُلخص الدراسات بيقول إن نمط التعلق اللي بيتلاحظ على الطفل في سن سنة متطابق مع نمط التعلق بتاعه بعد نُضجه أو أثناء الـ Adulthood بنسبة 68-75%.


وفي دراسة لماري مين لاحظت فيها تطابق بنسبة 80% بين نمط التعلق في سن سنة وما بين نمط التعلق لنفس الطفل في سن 19 لكن دا بعد استثناء اللي اتعرضوا لصدمات خلال الفترة دي. الصدمات زي موت أحد الوالدين ممكن تغيّر نمط التعلق.


ومع كدا مفيش علاقة واحدة بتحدد مصير إنسان. والطفل اللي كان نمط تعلقه غير آمن مع الأم أو الأب ممكن يقابل رمز تعلق تاني زي الجدود أو الجدات أو الخالات أو العمّات أو حتى مُعلّم أو كبير في مهنة أو مُعالج يكون معاه علاقة آمنة ونمط التعلق يتغيّر ويكون تجربة تصحيحية له أو Corrective Experience.


إزاي نمط التعلق بيستمر وجوده مع الطفل؟


في نظرية بتقول إن طريقة التعامل مع الطفل من الأم أو الأب أو رموز التعلق واستجابة الطفل ليهم بتتبني وبتتخزن جوا دماغ الطفل وبتتسمى Internal working models. النماذج دا بتحتوى على الأم والأب أو رموز التعلق شايفينه إزاي وبيتعاملوا معاه إزاي وبيقولوا له إيه وحاسين تجاهه بإيه ومسموح في التعامل بينه وبينهم بإيه وإيه اللي مسموح بالتعبير عنه.


والأفكار والمشاعر والسلوكيات اللي بتخلي رمز التعلق يستجيب بتبقى جُزء من الطفل. والأفكار والمشاعر والسلوكيات اللي مش بتجيب استجابة أو الاستجابة بتكون مُخيفة أو غير مُتوقعة الطفل بيحاول متكونش جُزء منه. يعني لو لما الطفل بيعيّط بيتم تجاهله تمامًا من رمز التعلق بتاعه مع الوقت عياطه هيقل وتعبيره عن الحُزن هيقل ومش هياخد باله هو نفسه من حُزنه وهيحاول لو حس بالحُزن يقلل منه أو يتجاهله أو يُطرده وممكن يلوم نفسه إنه حس بيه. لو لما الطفل بيغضب أو بيعترض بيتم تجاهله أو ضربه أو تعنيفه ممكن الطفل يحاول يسيطر على غضبه تمامًا وميظهروش بأي شكل.


النماذج اللي اتخزنت دي بيتعملها تحديث طول الوقت خلال علاقة الشخص برموز التعلق. يعني لو رموز التعلق غيروا علاقتهم بيه او اتغيرت علاقته بيهم النماذج اللي اتبنت ممكن تتغير. ولو الشخص لقى رموز تعلق جديدة وعلاقته بيهم اتغيّرت دا ممكن يغيّر في نمط التعلق.


تعالى نشوف الأنماط والنماذج دي ممكن تظهر على الشخص إزاي:


صورة التعلق الآمن أو الـ Secure Attachment: ارتياح في وجود الحميمية والقُرب وحُرية في الاستكشاف


الأطفال اللي تعلقهم آمن بيميلوا لإن يكون عندهم أصدقاء في المدرسة وبيقدروا يكونوا علاقة كويسة مع المدرسين بتوعهم. ومش بيحسّوا إنهم محتاجين يعتمدوا على المدرسين بتوعهم طول الوقت ولا برده بيعتمدوا على نفسهم تمامًا. يعني بيطلبوا المساعدة لما يحتاجوها. ومش بيكون عندهم مشكلة في إن الآخرين يعتمدوا عليهم. وبيميلوا إنهم يكونوا صُرحاء خلال حياتهم ومش بيكون عندهم احتياج إنهم يكدبوا كتير أو يظهروا صورة غير صورتهم الحقيقية.


ككُبار أو بالغين بيميلوا لإنهم يعبّروا عن مشاعرهم ومحادثاتهم بتكون سلسة مش مُتقطعة وبتتضمن مواضيع مُختلفة بما فيها المواضيع الشخصية. بيكونوا مُتاحين عاطفيًا وبيحسّوا بمشاعر الآخرين وخاصةً شُركائهم. بيتوقعوا إن شريكهم هيستجيب ليهم وهيحبهم ومش بيقلقوا كتير على فُقدانه. بيقدروا يتكلموا عن احتياجاتهم في العلاقات وبيستجيبوا لاحتياجات الآخر.


في المقابلات مع آباءهم وأمهاتهم:


و الآباء والأمهات بيحكوا عن طفولتهم كانوا مُنفتحين وبيعبّروا عن مشاعرهم وواعيين وحاضرين وهما بيتكلموا عنهم. وحتى وهما بيحكوا عن تجاربهم المؤلمة مع آبائهم وأمهاتهم كانوا بيحاولوا يفهموهم وأحيانًا كانوا مُتصالحين ومتسامحين معاهم.


نمط التعلق التجنبي أو الـ Avoidant Attachment: العُزلة الموجعة


الأطفال دول قد يبدوا لأول وهلة إنهم مُستقلين وناضجين، لإنهم مش بيطلبوا المساعدة من حد بس دا بيحصل لإن محاولات طلب المُساعدة قبل كدا مكنتش بتجيب نتيجة فاتعلموا إنهم يعتمدوا على نفسهم تمامًا. خلال أول أسبوع في الدراسة المُدرسين بيقيّموهم إنهم أحسن من زمايلهم لكن مع الوقت بيظهر إنهم مش بيكونوا علاقات قُريبة مع حد سواء زمايلهم أو المُدرسين. الأطفال دول بيعانوا من مُعدلات قلق أعلى من العادي.


والكُبار اللي بيكون دا نمط تعلقهم غالبًا مش بيفتكروا حاجات كتير من طفولتهم. ممكن يوصفوا طفولتهم عامةً لكن عشان اتعلموا يكبتوا مشاعرهم تمامًا فمفيش ذكريات كتير اتخزنت. وبيبقى عندهم صعوبة وخوف إنهم يقرّبوا من حد عاطفيًا أو يظهروا مشاعرهم أو مشاكلهم. ممكن يبقوا أذكياء جدًا في المحادثات اللي بتعتمد على المنطق والأفكار لكن لما المحادثة تروح للمشاعر أو يطّلب منهم إنهم يتكلموا عن نفسهم وعن مشاعرهم بيكون صعب جدًا عليهم. وأكتر وقت بيكونوا مرتاحين فيه وهما مع نفسهم.

في المقابلات مع آباء وأمهات الأطفال دول:


كانوا هما كمان بيقولوا إنهم مش فاكرين مُعظم طفولتهم ومع إنهم كانوا بيوصفوا طفولتهم إنها كانت على الأسوأ "عادية" وكتير منهم كان بيقول إنها "كويسة جدًا" أو "ممتازة". فمثلًا أم أحد الأطفال وصفت أمها بإنها كانت "حنونة وبتدعمني وبتحبني" وحكت الموقف دا عنها:


"في مرة كسرت دراعي وأنا بلعب، الحاجات اللي زي دي كانت بتخلي أمي تغضب كانت بتكره لما تحصل حاجة زي كدا ليا. ومع إن دراعي كان بيوجعني يومها، إلا إني مقلتلهاش، بس شكلها عرفت من حد من الجيران. أمي مكنتش بتحب الأطفال اللي بيعيطوا وأنا كنت بحاول معيطش أبدًا عشان أمي كانت شخص قوي جدًا."


فالأم دي وهي كطفلة اتعلمت تكبت سلوكيات ومشاعر التعلق. وبالتالي الأشخاص الكُبار اللي بيكون دا نمط تعلقهم بيبرروا عُزلتهم وقت الطفولة ورفض وإهمال وغضب أمهاتهم وآباءهم بإنهم كانوا بيعملوا دا من باب تقويتهم وتعليمهم وبيقولوا إن هو دا اللي علّمهم يعتمدوا على نفسهم. وهي دي كانت وسيلتهم الوحيدة للتعايش وهي تجاهل أو كبت احتياجات التعلق وبالتالي أطفالهم بيتَبَنوا نفس الطريقة لإن احتياجاتهم مش بتتلبى ودي الطريقة اللي بيتنقل بيها نمط التعلق من جيل لجيل.


أكتر الاستراتيجيات اللي ممكن يستخدموها في العلاقات:

  • التركيز على عُيوب الآخر الصُغيرة مثلًا زي إزاي بيتكلم أو بيلبس أو بيعمل صوت وهو بياكل للتأكيد على إن الآخر قُليل ولا يُعتمد عليه.

  • عدم التعبير عن المشاعر وعدم حكي أي حاجة شخصية للمحافظة على المسافة في العلاقات.

  • تكوين علاقات مع أشخاص مُستحيل يكون في مستقبل معاهم.

  • الإنشغال المُستمر وخاصةً لما يكون حد قُريب عاوز يتكلم، وممكن يكون الانشغال دا عقلي بإني أسرح لما حد قُريب يتكلم.

  • تجنب القُرب الجسدي غير الجنسي تمامًا زي الأحضان واللمس.

دا بيؤدي في معظم الوقت لتكوين نموذجين عن النفس والآخرين:


  • نموذج واعي وممكن يتعبّر عنه: إنه أنا كويس وقادر وكامل والآخرين عاطفيين وضُعفاء وغير كُفؤ ومينفعش أثق فيهم ولا ينفع أعتمد عليهم.


  • نموذج غير واعي: والشخص بيخاف منه جدًا وبيخاف إنه يظهر: إنه أنا فيا حاجة غلط وأنا عاجز وضعيف واستجابة الآخرين لدا هتكون رافضة ومُتحكمة أو هيعقابوني لو عرفوا حقيقتي.


واستراتيجيات كبت سلوكيات التعلق بتدعم استمرار النموذج الواعي عشان النموذج غير الواعي ميظهرش.

نمط التعلق القلق أو الـ Ambivalent Attachment: الإحساس بالخطر المُستمر

على النقيض من كبت سلوكيات ومشاعر التعلق اللي بيحصل في نمط التلعق التجنبي، الأطفال اللي عندهم نمط التعلق دا بيبقى مفيش تحكم في سلوكيات ومشاعر التعلق ولو إحنا فاكرين من المرة اللي فاتت الأطفال اللي بيكون دا نمط تعلقهم بينسوا الاستكشاف والاهتمام بينصب على رمز التعلق والقلق المُستمر على رمز التعلق بيحسس الطفل إنه مش قادر يستكشف.


فهما دول الأطفال اللي ممكن يتشاف بعد كدا إن مشاعرهم زايدة، لإن الأطفال دول اتعلموا إن التعبير عن المشاعر بحدتها العادية مش بتجيب استجابة لإن رمز التعلق استجابته للمشاعر العادية غير متوقعة ومتناقضة وأحيانًا مفيش استجابة خالص، لكن المشاعر اللي بتجيب نتيجة أو عناية واهتمام من رمز التعلق هي المشاعر الزايدة. فمثلًا لو لما الطفل بيعيّط العياط العادي لما يكون مضغوط مياخدش الاهتمام والعناية المُناسبة لكن لما بيصرخ ويدبدب في الأرض هو دا اللي بيخلّي رمز التعلق ياخد باله فمع الوقت الطفل هيتعلم إنه محتاج يصّرخ ويدبدب كل مرة عشان ياخد العناية اللي محتاجها.


ككُبار الأشخاص دول بيكون نظام التعلق بتاعهم نشط وحسّاس جدًا لأي إشارة خطر أو فقد من رموز التعلق. وبمُجرد استقبال إشارة ممكن يكون معناها إن في خطر إن رمز التعلق ممكن يكون رافض للشخص أو هيمشي النظام بينشط والشخص بيقلق لحد ما يستقبل رسالة من رمز التعلق بتقول إنه مُتاح وآمن. يعني مثلًا الشخص اللي هما في علاقة معاه اتأخر في الشُغل شوية ممكن يتشاف إنه كدا مش عاوز يقعد معايا أو مش بيحبني وممكن يكون في اتصالات مُتكررة لحد ما الشخص يتطمن إن رمز التعلق مُتاح وآمن وقابلني.


في المقابلات مع أمهات وآباء الأطفال دول:


هما كمان كانوا قلقانين وبيفكّروا في رموز التعلق بتاعتهم بصورة مُستمرة ودا مش بيخليهم مُتاحين ولا مُنتبهين لأطفالهم وممكن يكون تدخلهم المستمر في أوقات استكشاف الطفل لمنعه من البُعد عشان الخوف من فُقدان الطفل.


أكتر الاستراتيجيات اللي ممكن يستخدموها في العلاقات:


  • القُرب الزايد للشخص للتأكد من وجوده وإنه مُتاح ودا ممكن يحصل بالمراقبة المُستمرة خاصةً في وجود السوشيال ميديا فكل تصرف بيكون مُراقب وبيكون له تفسير خطر وبيكون في غيرة زايدة في العلاقات القُريبة.

  • أوقات بيكون في سلوكيات زي التعامل بعدائية

  • أوقات الشخص بيحسب هو مين بدأ التواصل ومين اتصل ورد امتى وبعد قد إيه وشاف الرسالة ورد بعدها بقد إيه وهكذا

  • أوقات بيكون في محاولات لجعل الشخص التاني يحس بالغيرة.

ودا بيُؤدي في معظم الوقت لتكوين نموذج عن النفس والآخرين:


أنا ضعيف ومعنديش قُدرات كفاية والآخر أقوى وأقدر. أنا لا يُعتمد علي، لو الآخر اختفي أو بعد هكون في خطر ومش هقدر أعيش ولا أكمل.


في هنا ملاحظة مهمة للعلاج:


في نمط شائع للعلاقات ممكن تقابله كتير أثناء الثيرابي هو علاقة شخص عنده Anxious Attachment بحد عنده Avoidant Attachment. لو لاحظنا هنلاقي إن كل حد في العلاقة بيأكد النموذج المُخزن عنده عن نفسه و عن الآخر.


في حاجة مهمة لينا: إننا نعرف مين هما رموز التعلق بتوعنا وإيه هو نمط التعلق بتاعنا معاهم.


عشان تعرف مين هما رموز التعلق الآمنين بتوعك: محتاج تسأل نفسك: مين الناس اللي بتروح تتكلم معاهم لما تكون مضغوط ومشاعرك تقيلة؟ مين الناس اللي انت بتحس إنهم فاهمينك وفاهمين مشاعرك؟ مين الناس اللي بتتونس بيهم؟ مين الناس اللي انت بتكون مرتاح تطلب منهم مساعدة؟


عشان تعرف انت رمز تعلق آمن لمين: اسأل نفسك: انت بتقدم اللي فوق دا لمين؟


هكمّل كلام عن نمط التعلق المُشوش أو الـ Disorganized Attachment مرة تانية إن شاء الله.

لو عنده إضافة أو تعديل أو مُشاركة لخبرة ما في العلاج يا ريت يتفضل.

المصادر:

Attachment in Psychotherapy by David J. Wallin.

Attached by Amir Levine & Rachel Heller.

The Social Animal by David Brooks.


هتكلم انهارده عن:

  • إيه هي سلوكيات التعلق؟

  • وإيه هي أنماط التعلق؟

  • وإيه هي أهميته؟

إيه هي سلوكيات التعلق؟

في 3 سلوكيات فطرية أساسية بنتولد بيهم خاصين بالتعلق في علاقتنا بالأم أو بمُقدم الرعاية أو خلينا نسميه رمز التعلق أو الـ Attachement Figure :

  • السلوك الأول: السعي ومراقبة ومحاولة الحفاظ على القُرب من الأم أورمز التعلق الحامي. العياط والتشبث والمناداة والابتسام والزحف تجاهه هي أجزاء من النظام اللي بيحافظ على القرب دا. السعي للقرب دا سببه الأساسي هو الحماية. أسلافنا كانوا في بيئة خطر ومُجرد البُعد عن رمز التعلق لدقايق أو ساعات كان ممكن يتسبب في الموت (تخيل طفل متساب لوحده في الصحراء أو الغابة، إيه اللي ممكن يحصل له؟) . فسلوكيات القرب دا ضروري للبقاء.

  • السلوك التاني: استكشاف البيئة المحيطة في وجود رمز التعلق. وجود رمز التعلق في المُحيط بيخلي الطفل يحس بالأمان وبالتالي بيعتبره قاعدة آمنة من خلالها بيقدر يستشكف العالم. وكل ما يكون رمز التعلق موجود ومضمون وجوده كل ما كان الاستكشاف أسهل على الطفل. ولو لاحظنا هنلاقي إن الطفل وهو بيستكشف بيرجع كل شوية يتأكد إن الأم أو رمز التعلق موجود وبعدين يرجع يستكشف تاني. زي ما تكون عربية التانك بتاع البنزين بتاعها صُغير بتمشي شوية وترجع تفوّل وترجع تمشي تاني وهكذا.

  • السلوك التالت: هو اللجوء لرمز التعلق بسرعة في وجود خطر أو تحت ضغط. الأطفال في وقت الخطر زي الصوت العالي والضلمة والأماكن الغريبة بيلجأوا لرمز التعلق اللي بيقدم الأمان والحماية اللي بيشوفوا إنه أقوى وممكن يحميهم.

إيه هي أنماط التعلق؟

عشان نفهم إيه هي أنماط التعلق محتاجين نشوف تجربة ماري إينزوورث Mary Ainsworth:


في التجربة دي الأمهات وأطفالهم اللي عندهم سنة بيدخلوا أوضة جميلة مليانة ألعاب، واللي بيحصل بعدها إنه الطفل بيمر بفترات كل فترة منهم 3 دقايق. في الأول بياخد فُرصة للاستكشاف واللعب في وجود الأم، وبعدين الأم بتسيبه في الأوضة لوحده وتمشي. وبعدين ترجع تاني وبعدها شخص غريب بيدخل الأوضة. ماري إينزوورث كانت مُتوقعة إن الأطفال اللي تعلقهم آمن هيلعبوا ويستكشفوا في وجودها، وهيتضايقوا ويعيّطوا لما تمشي وتسيبهم وهيتطمنوا ويكملوا لعب لما ترجع. لكن في أطفال تصرفوا بطريقة مكنتش مُتوقعة تمامًا.

الأطفال اللي كان متشاف إن تعلقهم آمن تصرفوا فعلًا زي ما هي توقعت:

  • بيتضايقوا أو بيعيطوا شوية لما الأم تمشي.

  • بيتطمنوا وبينبسطوا برجوعها.

  • بيستكشفوا بحرية في وجود الأم.

وماري لاحظت إن الأطفال اللي تعلقهم آمن بتكون أمهاتهم حسّاسة وبتستجيب لمشاعر الطفل يعني لما يعيط بتحضنه على قد مالطفل بيكون عاوز يتحضن وبتسيبه يمشي ويستكشف لما تحس إنه محتاج لدا ومش بتمنعه. والعلاقة بينهم فيها قبول مش رفض وتعاون أكتر من التحكم ومتاحة وموجودة عاطفيًا مش بعيدة. التعلق دا اتسمى تعلق آمن أو Secure attachment. في دراسات بتقول إن حوالي تُلتين الأطفال بيكون دا نوع التعلق بتاعهم.

لكن في بعض الأطفال ماري مكنتش متوقعة سلوكهم ولا كانت فاهماه في البداية: الأطفال دول مأظهروش أي سلوكيات تعلق على الإطلاق يعني مكنش في أي مضايقة ولا عياط لما الأم بتمشي ولا بيحصل فرق لما الأم ترجع وكان ظاهر إنهم مهملين التعلق تمامًا ومهتمين بالاستكشاف أكتر من أي حاجة.


الأطفال دول مش بس كانوا مهتمين بالاستكشاف من بداية التجربة، دول كمان تجنبوا الأم وقت رجوعها ودول اتسمى نوع التعلق بتاعهم تجنبي أو Avoidant. الأطفال دول ممكن يتشاف إنه مش فارق معاهم التعلق، لكن اللي بيحصل فعلًا إنه ضربات قلبهم بتزيد وقت انفصال الأم عنهم زي الأطفال التانيين بالظبط ومستوى الكورتيزول (الهرمون اللي بيعبّر عن الضغط والتأثر) في دمّهم بيزيد أكتر من الأطفال اللي عندهم تعلق آمن. فهما محتاجين التعلق وفارق معاهم لكن مش بيظهر عليهم. وإنه اتشاف بعد كدا إن عدم إظهارهم لدا كان طريقة دفاعية بيحاولوا يتأقلموا بيها مع الغياب الطويل لأحد الأبوين.


وإظهار سلوكيات التعلق عندهم قبل كدا مكنتش بتجيب نتيجة ولا بتحقق غرضها من القرب والرعاية فتخلوا عنها. ولقت إن رموز التعلق أو الآباء والأمهات عندهم كانوا بيصدّوا محاولات القُرب ولقوا إنهم بيبعدوا لما الطفل يعبّر عن الحُزن أو يعيّط وبيشجعوا الطفل إنه ميعيطش ومش بيظهروا مشاعرهم كإنبساط أو فخر لما الطفل بيحقق حاجة أو يكون عنده مُشكلة وبيستهزءوا من مشاكل الطفل وبيتضايقوا لما الطفل يمر بمشكلة وبيتجنبوا التلامس الجسدي. فعشان كدا ممكن نفهم إن عدم التعبير عن سلوكيات التعلق في الآخر هو كان طريقة لحمايتهم. حوالي 9% من الأطفال دا بيكون نوع التعلق بتاعهم.

على النقيض تمامًا في أطفال ضحّوا بالاستكشاف تمامًا واهتموا بالتعلق والارتباط بالأم بس وكانوا طول الوقت مشغولين بالأم وهي فين وبتصرفاتها والانفصال بيخليهم يعيطوا ويغضبوا جدًا لدرجة إنه ساعات مش بيخلي الأم تسيبهم ولما الأم ترجع مش بيتطمنوا بسهولة وبيفضلوا زعلانين أو غضبانين وممكن يظهروا رفضهم للأم أو يدخلوا في نوبة غضب أو Tantrum ومش بيرجعوا يستكشفوا. الأطفال دول اتسمى نوع التعلق بتاعهم متناقض أو Ambivalent أو ساعات بيتسمى قلِق أو Anxious.


ماري لاحظت إن أمهات الأطفال دول كان وجودهم غير مُتوقع واستجاباتهم مُعظم الوقت متناقضة ومش ثابتة يعني أوقات يستجيبوا وأوقات يتجاهلوا تمامًا. ومع إن الأمهات دول مكنوش بيظهروا رفضهم للأطفال سواء بالكلام أو بيبعدوا عنهم جسديًا إلا إنهم مكنوش بيظهروا حساسية واستجابة لمشاعر الطفل ولا استجابة لما يظهر إنه مضغوط أو بيعيط أو محتاج حاجة. ومع إن الأمهات دول مكنوش مُتاحين عاطفيًا مُعظم الوقت إلا إنهم كانوا بيتدخلوا وبيحاولوا يمنعوا أو يأثروا على الطفل لما ييجي يستكشف. ففي الآخر الأمهات بيدوا الطفل انتباه لما ميكونش محتاجه ومبيدوش الاهتمام لما يكون محتاجه. فهنا برده سلوك التعلق بتاع الطفل بيبدو إنه غرضه الحماية ومحاولة الحفاظ على قُرب الأم. حوالي 8-10% من الأطفال بيكون دا نوع التعلق بتاعهم.

في واحدة اسمها ماري مين (Mary Main) جت بعد ماري إينزوورث بشوية ولاحظت سلوك غريب بيحصل مع بعض الأطفال لما يشوفوا أمهم بعد الانفصال. لقت بعض الأطفال بيتجمدوا في مكانهم لثواني أو بيرجعوا لورا أو بيترموا في الأرض. وفي أطفال تانية بتدخل في حالة انفصال أو Dissosciation. وفي أطفال تانية وهي بتقرب بتُحط إيديها على بُقها (دا سلوك غير لفظي بيتشاف في بعض الحيوانات على إنه صرخة مكتومة). السلوكيات دي بتستمر حوالي 10-30 ثانية بس.


ماري لاحظت إن مُعظم رموز التعلق بتوع الأطفال دول كانوا بيمثلوا خطر على الطفل. والحالة اللي الطفل بيكون فيها لما يشوف الأم أو رمز التعلق بتكون حيرة ما بين الغريزة اللي بتخليه عاوز يقرّب وما بين خبرته مع رمز التعلق إنه لما بيقرّب بيحس بالخطر أو بيتضرب أو بيخاف. الدراسات اللي بعد كدا لقت إن مش شرط يكون رمز التعلق مُخيف عشان دا يحصل. أحيانًا يكون هو نفسه خايف أو مُنفصل. ماري سمّت نوع التعلق دا Disorganized Attachment أو التعلق المُشوش أو غير المنتظم. حوالي 15 - 18% من الأطفال بيكون دا نوع التعلق بتاعهم. و 83% منهم من الأطفال اللي بيتعاملوا مُعاملة سيئة من الأهل بيكون دا نمط تعلقهم. والأمهات أو الآباء كان مُعظمهم مُصابين بأمراض نفسية أو معتمدين على المخدرات أو عندهم ضغوط مُستمرة.



فالملخص إنه في 4 أنواع من أنماط التعلق:

  • التلعق الآمن أو الـ Secure Attachment.

  • التعلق التجنبي أو الـ Avoidant Attachment.

  • التعلق القلق أو الـ Ambivalent Attachment.

  • التعلق المُشوش أو غير المنتظم أو الـ Disorganized Attachment.


إيه هي الكيفية والنوعية بتاعة الاهتمام والعناية اللي ممكن تُنتج تعلق آمن؟

الحساسية لمشاعر الطفل والاستجابة ليها مُعظم الوقت. ومُعظم الوقت دا مهم لإنه محدش يقدر يستجيب لمشاعر واحتياجات شخص حتى لو الابن أو البنت طول الوقت والسماح للطفل بالاستكشاف والخطأ لما يحب ومساعدته لما نحس إنه محتاج مُساعدة. وجُزء من التعلق الآمن هو إنه يحصل عدم استجابة أو خطأ أحيانًا. ودا اللي وينيكوت سماه الـ Good enough mothering.


إيه هو تأثير التعلق وأنماطه على المدى البعيد؟ هحاول أكمل كلام عن دا المرة الجاية إن شاء الله.

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يتفضل.

المصادر:

Attachment in psychotherapy by David J.Wallin.


يُصبح الشخص أفضل عندما يرى طبيعته.

أنطون تشيخوف.


قبل ما أبدأ أتكلم عن نظريات العلاج النفسي، أعتقد محتاجين نشوف إيه هي طبيعة الإنسان وبيتطور إزاي من ميلاده لموته. إيه هي المراحل اللي بيمر بيها، إيه هي احتياجاته والمشاكل اللي بتواجهه في كل مرحلة. وبما إن مفيش نظرية واحدة تقدر تفسّر التجربة الإنسانية ولا تعبر عنها تمامًا، فهعتمد في الكلام هنا على النظريات اللي عليها دليل على قد ما أقدر.


كورت لوين له مقولة بيقول فيها: Nothing is practical as a good theory. أو مفيش حاجة عملية قد نظرية كُويسة.


تعالى نبدأ بمرحلة ما بعد الولادة:

المرحلة الأولى: من الولادة لسن سنة:

إحنا بنتولد بطباع مُختلفة أو Temperaments. في 2 عُلماء اسمهم تشيس وتوماس لاحظوا 9 أبعاد مُختلفة للطباع دي في الأطفال وهما لسة مولودين. والدراسات اللي اتعملت على الطباع دي لقت إن مُعظمها (بس مش كُلها) بيستمر لمرحلة البلوغ، وبتستمر أو بتختفي نتيجة التفاعل ما بين الطفل (nature) والبيئة (nurture). أبعاد الطِباع دي هي:

  • مستوى النشاط أو الـ Activity Level: أو قد إيه الطفل بيقضي وقت في الأنشطة المُختلفة. زي مثلًا قد إيه بيحب يلعب بالحاجات لوحده.

  • التشتت أو الـ Distractibility: أو قد إيه المؤثرات الخارجية بتأثر على سلوكه.

  • القُدرة على التكيف أو الـ Adaptability: أو قد إيه بيكون سهل على الطفل إنه يواكب التغيير.

  • مدة الاهتمام أو الـ Attention Span: قد إيه الطفل بيقدر يركز على حاجة واحدة.

  • الـ Intensity: مُستوى نشاطه قد إيه.

  • الـ Threshold of responsiveness: بيحتاج شدة إيه عشان يستجيب.

  • نوعية المزاج أو الـ Quality of mood: إيه المزاج الغالب عليه أو كمية المزاج الإيجابي مُقارنةً بالسلبي. بنلاحظ إن في أطفال من أول ما بيتولدوا ميالين للغضب أكتر أو للفرحة أكتر أو للقلق أو للحُزن أكتر.

  • الإيقاع أو الـ Rythmicity: انتظام وظايفه

  • الاستكشاف أو الانسحاب Approach/withdrawal: أو استجابته للمواقف الجديدة بتكون إزاي، بالاستكشاف أو الانسحاب.

الأبعاد دي بتكون طيف أو خط الطفل بيكون في نقطة ما على الخط دا، يعني مثلًا الطفل بيميل شوية لإن يكون المزاج الغالب عليه هو الغضب لكن بيحس بكل المشاعر. أو طفل استجابته للمواقف الجديدة بتميل للاستكشاف أكتر من الانسحاب، لكن هتفضل في مواقف هينسحب فيها. والآباء والأمهات بيلاحظوا دا. بيلاقوا إنهم بيعاملوا أطفالهم نفس المُعاملة لكن كل حد فيهم بيشوف المُعاملة دي بطريقة مُختلفة وبيتصرف تصرفات مُختلفة وبيميل لحاجات مُختلفة.

إيه هي أهمية فكرة إن إحنا بنتولد بطِباع مُختلفة؟


فكرة اللوحة البيضاء أو إن الطفل عامل زي الصلصال تشكله زي ما انت عاوز فكرة كل الدراسات الموجودة بتنفيها. ودور الأهل والتربية والبيئة مهم لكن له حدود. دا بيكون مهم عشان أوقات كتير الآباء والأمهات بيكون عندهم توقع ما من الأطفال ورؤية ما ليه. زي هو المفروض يكون بيحب ايه أو ميحبش إيه. ويكون بيعرف يعمل إيه وميعرفش يعمل إيه أو ذكائه المفروض يكون إيه وحاجات تانية كتير هما ملهمش دخل فيها ولا مسؤولين عنها، وممكن يحسّوا بمسؤولية أكبر من مسؤوليتهم الحقيقية وبالتالي بيتدخلوا وبيجبروا الطفل إنه يكون حاجة غير طبيعته وممكن يلوموا نفسهم إنهم مقدروش يغيّروا الطفل. ودي حاجة بتكون مُحبطة جدًا للطرفين. لكن برده الأطفال مش بيتولدوا أجسام صلبة عصية على التغير، كل طفل أو شخص عنده مساحة للتغيير واتجاه في النمو بُناءً على طبيعته. محدش يقدر يخلي شجرة التُفاح تطرح مانجة.


في حاجة تانية بنتولد بيها مهمة: مجموعة أنظمة بتساعدنا على البقاء والحياة.


أحد أنظمة البقاء دي جون باولبي اتكلم عنه وهو نظام التعلق أو الـ Attachement System.


قبل باولبي كان تعلق الأطفال بأمهم أو بمُقدم الرعاية بيتشاف على إنه وسيلة أو هدف للرضاعة أو الحصول على الغذاء عمومًا، يعني الطفل هيعيط فالأم هتيجي عشان ترضعه فبيتعلق بيها عشان ترضعه بس، مش لأي سبب تاني. لكن باولبي لاحظ إنه الغذاء مش هو الهدف الأساسي ولا بيقلل قلق الطفل لما بيتفصل عن أمه. وإن الأطفال بيكون عندهم احتياج للرعاية والاهتمام وبيتولدوا بمهارات عشان يقدروا يجذبوا الرعاية دي ويكوّنوا رابطة مع الأم. وإن نظام التعلق بينشط لما الأطفال يبقوا خايفين أو تحت أي ضغط. والـ Attachement أو التعلق: هو الرابطة أو العلاقة اللي بتنشأ ما بين الطفل وبين مُقدم الرعاية.


أهمية الرابطة ما بين الأم والطفل دلوقتي من البديهيات، لكن وقت باولبي كان الاهتمام بالطفل ورعايته بيتشاف إنه ممكن يؤدي للدلع والتدليل وكانت مُربية الأطفال أو الـ Nanny هي اللي بترّبي الطفل في الطبقى الوُسطى، وباولبي نفسه اتربى على إيد Nanny وكان بيقعد مع أمه ساعة واحدة بس في اليوم.


إيه هي أهمية التعلق وأنماطه؟


إنه ممكن لو حصل فيه مشاكل والشخص ممرش بتجارب تصلح النمط دا، ممكن تفضل تأثر عليه طول حياته. فمحتاجين نفهمه جدًا لإنه بيفسّر جُزء من مشاكل الأطفال زي الـ Conduct و الـ ODD وبيفسّر في البالغين الجُزء المُتعلق بعلاقاتهم بالآخرين وقدرتهم على تكوين العلاقات وتعميقها والحفاظ عليها والـ PTSD برده.


في اتنين باحثين اسمهم شافر وإيميرسون عملوا دراسة يلاحظوا فيها مراحل التعلق من الولادة ولقوا الآتي:


المرحلة الأولى: Pre-attachement Stage أو مرحلة ما قبل التعلق: ودي بتستمر من الولادة ل 3 شهور تقريبًا. ودي التعلق فيها بيكون مش محدد تجاه مُقدم رعاية مُعين. يعني الطفل بيدّي إشارات زي العياط والضيق ودا بيخلي اللي حواليه يطبطبوا عليه وياخدوا بالهم منه.

المرحلة التانية: Indiscriminate attachment: أو التعلق العشوائي: ودا من 6 أسابيع ل 7 شهور تقريبًا: وهنا الطفل بيبدأ يظهر تفضيل لمُقدمي الرعاية الأساسيين والثانويين زي الأب والأم والجدود والجدّات مثلًا. وبيبدأ يثق فيهم إنهم هيستجيبوا لاحتياجاته. ومع إن الطفل ممكن يستجيب للرعاية من الآخرين إلا إنه بيبدأ يفرقوا ما بين الأشخاص المألوفين والأغراب وبيبدأ يفضّل الأشخاص المألوفين وبيستجيب ليهم أكتر.


المرحلة التالتة: Discriminate Attachment: أو التعلق المُحدد. ودا من الشهر السابع لل 11. وهنا الطفل بيتعلق جدًا بشخص واحد، وبيبدأ يقلق ويعيط أو يحس بقلق الانفصال أو الـ Separation Anxiety لما ينفصل عن الشخص دا اللي هو رمز التعلق أو الـ Attachement figure. وبيبدأ يقلق من الأغراب أو بيجيله Stranger Anxiety.


المرحلة الرابعة: Multiple Attachments أو التعلق المُتعدد: ودا من بعد الشهر التاسع تقريبًا: وهنا الطفل بيبدأ يكون روابط عاطفية مع أشخاص غير مُقدم الرعاية الأساسي. ودا ممكن يبقى الأب أو الأخوات أو الجدود والجدات.


هتكلم المرة الجاية عن أنماط التعلق، وإيه المشاكل اللي ممكن تحصل لو التعلق محصلش بصورته الطبيعية.

لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.

المصادر:

Kaplan and Sadock’s Synopsis of Psychiatry.

A Secure Base, John Bowlby.


bottom of page