top of page

إزاي بنكبر وإيه اللي ممكن يوقف نُمونا؟

يُصبح الشخص أفضل عندما يرى طبيعته.

أنطون تشيخوف.


قبل ما أبدأ أتكلم عن نظريات العلاج النفسي، أعتقد محتاجين نشوف إيه هي طبيعة الإنسان وبيتطور إزاي من ميلاده لموته. إيه هي المراحل اللي بيمر بيها، إيه هي احتياجاته والمشاكل اللي بتواجهه في كل مرحلة. وبما إن مفيش نظرية واحدة تقدر تفسّر التجربة الإنسانية ولا تعبر عنها تمامًا، فهعتمد في الكلام هنا على النظريات اللي عليها دليل على قد ما أقدر.


كورت لوين له مقولة بيقول فيها: Nothing is practical as a good theory. أو مفيش حاجة عملية قد نظرية كُويسة.


تعالى نبدأ بمرحلة ما بعد الولادة:

المرحلة الأولى: من الولادة لسن سنة:

إحنا بنتولد بطباع مُختلفة أو Temperaments. في 2 عُلماء اسمهم تشيس وتوماس لاحظوا 9 أبعاد مُختلفة للطباع دي في الأطفال وهما لسة مولودين. والدراسات اللي اتعملت على الطباع دي لقت إن مُعظمها (بس مش كُلها) بيستمر لمرحلة البلوغ، وبتستمر أو بتختفي نتيجة التفاعل ما بين الطفل (nature) والبيئة (nurture). أبعاد الطِباع دي هي:

  • مستوى النشاط أو الـ Activity Level: أو قد إيه الطفل بيقضي وقت في الأنشطة المُختلفة. زي مثلًا قد إيه بيحب يلعب بالحاجات لوحده.

  • التشتت أو الـ Distractibility: أو قد إيه المؤثرات الخارجية بتأثر على سلوكه.

  • القُدرة على التكيف أو الـ Adaptability: أو قد إيه بيكون سهل على الطفل إنه يواكب التغيير.

  • مدة الاهتمام أو الـ Attention Span: قد إيه الطفل بيقدر يركز على حاجة واحدة.

  • الـ Intensity: مُستوى نشاطه قد إيه.

  • الـ Threshold of responsiveness: بيحتاج شدة إيه عشان يستجيب.

  • نوعية المزاج أو الـ Quality of mood: إيه المزاج الغالب عليه أو كمية المزاج الإيجابي مُقارنةً بالسلبي. بنلاحظ إن في أطفال من أول ما بيتولدوا ميالين للغضب أكتر أو للفرحة أكتر أو للقلق أو للحُزن أكتر.

  • الإيقاع أو الـ Rythmicity: انتظام وظايفه

  • الاستكشاف أو الانسحاب Approach/withdrawal: أو استجابته للمواقف الجديدة بتكون إزاي، بالاستكشاف أو الانسحاب.

الأبعاد دي بتكون طيف أو خط الطفل بيكون في نقطة ما على الخط دا، يعني مثلًا الطفل بيميل شوية لإن يكون المزاج الغالب عليه هو الغضب لكن بيحس بكل المشاعر. أو طفل استجابته للمواقف الجديدة بتميل للاستكشاف أكتر من الانسحاب، لكن هتفضل في مواقف هينسحب فيها. والآباء والأمهات بيلاحظوا دا. بيلاقوا إنهم بيعاملوا أطفالهم نفس المُعاملة لكن كل حد فيهم بيشوف المُعاملة دي بطريقة مُختلفة وبيتصرف تصرفات مُختلفة وبيميل لحاجات مُختلفة.

إيه هي أهمية فكرة إن إحنا بنتولد بطِباع مُختلفة؟


فكرة اللوحة البيضاء أو إن الطفل عامل زي الصلصال تشكله زي ما انت عاوز فكرة كل الدراسات الموجودة بتنفيها. ودور الأهل والتربية والبيئة مهم لكن له حدود. دا بيكون مهم عشان أوقات كتير الآباء والأمهات بيكون عندهم توقع ما من الأطفال ورؤية ما ليه. زي هو المفروض يكون بيحب ايه أو ميحبش إيه. ويكون بيعرف يعمل إيه وميعرفش يعمل إيه أو ذكائه المفروض يكون إيه وحاجات تانية كتير هما ملهمش دخل فيها ولا مسؤولين عنها، وممكن يحسّوا بمسؤولية أكبر من مسؤوليتهم الحقيقية وبالتالي بيتدخلوا وبيجبروا الطفل إنه يكون حاجة غير طبيعته وممكن يلوموا نفسهم إنهم مقدروش يغيّروا الطفل. ودي حاجة بتكون مُحبطة جدًا للطرفين. لكن برده الأطفال مش بيتولدوا أجسام صلبة عصية على التغير، كل طفل أو شخص عنده مساحة للتغيير واتجاه في النمو بُناءً على طبيعته. محدش يقدر يخلي شجرة التُفاح تطرح مانجة.


في حاجة تانية بنتولد بيها مهمة: مجموعة أنظمة بتساعدنا على البقاء والحياة.


أحد أنظمة البقاء دي جون باولبي اتكلم عنه وهو نظام التعلق أو الـ Attachement System.


قبل باولبي كان تعلق الأطفال بأمهم أو بمُقدم الرعاية بيتشاف على إنه وسيلة أو هدف للرضاعة أو الحصول على الغذاء عمومًا، يعني الطفل هيعيط فالأم هتيجي عشان ترضعه فبيتعلق بيها عشان ترضعه بس، مش لأي سبب تاني. لكن باولبي لاحظ إنه الغذاء مش هو الهدف الأساسي ولا بيقلل قلق الطفل لما بيتفصل عن أمه. وإن الأطفال بيكون عندهم احتياج للرعاية والاهتمام وبيتولدوا بمهارات عشان يقدروا يجذبوا الرعاية دي ويكوّنوا رابطة مع الأم. وإن نظام التعلق بينشط لما الأطفال يبقوا خايفين أو تحت أي ضغط. والـ Attachement أو التعلق: هو الرابطة أو العلاقة اللي بتنشأ ما بين الطفل وبين مُقدم الرعاية.


أهمية الرابطة ما بين الأم والطفل دلوقتي من البديهيات، لكن وقت باولبي كان الاهتمام بالطفل ورعايته بيتشاف إنه ممكن يؤدي للدلع والتدليل وكانت مُربية الأطفال أو الـ Nanny هي اللي بترّبي الطفل في الطبقى الوُسطى، وباولبي نفسه اتربى على إيد Nanny وكان بيقعد مع أمه ساعة واحدة بس في اليوم.


إيه هي أهمية التعلق وأنماطه؟


إنه ممكن لو حصل فيه مشاكل والشخص ممرش بتجارب تصلح النمط دا، ممكن تفضل تأثر عليه طول حياته. فمحتاجين نفهمه جدًا لإنه بيفسّر جُزء من مشاكل الأطفال زي الـ Conduct و الـ ODD وبيفسّر في البالغين الجُزء المُتعلق بعلاقاتهم بالآخرين وقدرتهم على تكوين العلاقات وتعميقها والحفاظ عليها والـ PTSD برده.


في اتنين باحثين اسمهم شافر وإيميرسون عملوا دراسة يلاحظوا فيها مراحل التعلق من الولادة ولقوا الآتي:


المرحلة الأولى: Pre-attachement Stage أو مرحلة ما قبل التعلق: ودي بتستمر من الولادة ل 3 شهور تقريبًا. ودي التعلق فيها بيكون مش محدد تجاه مُقدم رعاية مُعين. يعني الطفل بيدّي إشارات زي العياط والضيق ودا بيخلي اللي حواليه يطبطبوا عليه وياخدوا بالهم منه.

المرحلة التانية: Indiscriminate attachment: أو التعلق العشوائي: ودا من 6 أسابيع ل 7 شهور تقريبًا: وهنا الطفل بيبدأ يظهر تفضيل لمُقدمي الرعاية الأساسيين والثانويين زي الأب والأم والجدود والجدّات مثلًا. وبيبدأ يثق فيهم إنهم هيستجيبوا لاحتياجاته. ومع إن الطفل ممكن يستجيب للرعاية من الآخرين إلا إنه بيبدأ يفرقوا ما بين الأشخاص المألوفين والأغراب وبيبدأ يفضّل الأشخاص المألوفين وبيستجيب ليهم أكتر.


المرحلة التالتة: Discriminate Attachment: أو التعلق المُحدد. ودا من الشهر السابع لل 11. وهنا الطفل بيتعلق جدًا بشخص واحد، وبيبدأ يقلق ويعيط أو يحس بقلق الانفصال أو الـ Separation Anxiety لما ينفصل عن الشخص دا اللي هو رمز التعلق أو الـ Attachement figure. وبيبدأ يقلق من الأغراب أو بيجيله Stranger Anxiety.


المرحلة الرابعة: Multiple Attachments أو التعلق المُتعدد: ودا من بعد الشهر التاسع تقريبًا: وهنا الطفل بيبدأ يكون روابط عاطفية مع أشخاص غير مُقدم الرعاية الأساسي. ودا ممكن يبقى الأب أو الأخوات أو الجدود والجدات.


هتكلم المرة الجاية عن أنماط التعلق، وإيه المشاكل اللي ممكن تحصل لو التعلق محصلش بصورته الطبيعية.

لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.

المصادر:

Kaplan and Sadock’s Synopsis of Psychiatry.

A Secure Base, John Bowlby.


أحدث منشورات

عرض الكل

نمط التعلق المُشوش أو غير المنتظم

نمط التعلق المُشوش أو غير المنتظم أو الـ Disorganized Attachment: الصدمات والفقد وجروحهم الباقية هنا رموز التعلق خلقوا تجربة مخيفة عند الطفل سواء هما نفسهم كانوا خايفين أو كانوا مُخيفين. يعني مثلًا ال

إيه هي أهمية التعلق أو الـ Attachment؟

علاقة الإنسان بالآخرين تُصبح جُزءًا من علاقته بنفسه. بيتر هوبسون إيه هي آثار أنماط التعلق أو علاقة الطفل برموز التعلق بتوعه؟ مُلخص الدراسات بيقول إن نمط التعلق اللي بيتلاحظ على الطفل في سن سنة متطابق

Post: Blog2_Post
bottom of page