نمط التعلق المُشوش أو غير المنتظم أو الـ Disorganized Attachment: الصدمات والفقد وجروحهم الباقية
هنا رموز التعلق خلقوا تجربة مخيفة عند الطفل سواء هما نفسهم كانوا خايفين أو كانوا مُخيفين. يعني مثلًا الطفل لما كان يعيط أو يكون قلقان أو يحتاج أمه أو أبوه بيتضرب أو يتشخط فيه أو يحس إن أمه بتخاف أو بتنفصل لما هو يعيط. فالطفل بيكون عنده رغبتين متضادتين تمامًا سلوك التعلق بيقول لما تكون في خطر محتاج تقرّب من رمز التعلق عشان تحس بالأمان، وفي نفس الوقت في جُزء تاني اللي هو الخوف الغريزي اللي بيقول انت محتاج تبعد عن مصدر الخطر. فالطفل مش بيكون عارف يعمل إيه يقرّب ولا يبعد فعشان كدا بتظهر في الأطفال السلوك المتناقضة زي إنه يقرب مثلًا بس حاطط إيده على بُقه أو إنهم يتجمدوا وميبقوش عارفين يعملوا إيه.
في المقابلات مع آبائهم وأمهاتهم أو رموز التعلق بتوعهم:
ماري مين لاحظت إن رموز التعلق هما كمان تعرضوا لتجارب صدمات أو فقد غير مُعالجة. والمهم هنا مش هو إيه الحدث لكن كان تفسير الشخص للحدث إيه. يعني مثلًا حد والدته ماتت وكان أوقات يتخيل أو يتمنى إنها تموت فتفسيره للموت إنه هو السبب في اللي حصل بتخيله وتمنيه. أو بنت تعرضت لإساءة جنسية ومقدرتش تتصرف وقتها أو تمنع الاساءة فتلوم نفسها وتشوف إنها المسؤولة عن اللي حصل.
الصدمات غير المُعالجة دي ممكن تؤدي لإنكار الخبرات والصدمات دي تمامًا عشان دي حاجات بيكون صعب جدًا على الشخص اعتبارها جُزء منه. يعني مينفعش أحس إني أنا اللي كنت المسؤول عن وفاة والدتي فهحاول أنكر الذكريات والمشاعر المؤلمة دي. وممكن أثناء التربية تجارب زي غضب الطفل أو عياطه المُستمر اللي مش بيهدى ينشّط الصدمات وبالتالي الشخص يدخل في حالة انفصال أو خوف أو ينسحب تمامًا أو يغضب.
ولإن الأطفال مش بيقدروا في الوقت دا يخمنوا الدوافع الحقيقية ورا سلوك رموز التعلق ممكن يفسروا اللي بيحصل بإنهم هما السبب في غضب الأم أو خوفها أو انسحابها أو انفصالها.
الأطفال دول عند 6 سنين اتلاحظ عليهم استراتيجية واضحة في التعلق:
اللي اتلاحظ عليهم إنهم عكسوا الأدوار مع رموز التعلق وخدوا هما دور الأب أو الأم: يعني بقوا هما اللي يعتنوا بيهم مثلًا: "انتي تعبانة يا ماما؟ أجيبلك شاي؟" أو بقوا مُتحكمين فيهم ومُوجهين ليهم زي: " اقعدي وغمّضي عينيك! قُلت غمّضي عينيك!". فالأطفال دول وصلوا لإن هي دي الطريقة اللي ممكن تحافظ على القُرب مع رموز التعلق.
البالغين منهم اتلاحظ عليهم الآتي:
إن مفيش نمط تعلق غالب سواء قلق أو تجنبي عشان كدا اتسمى نمط تعلقهم مُشوش أو غير منتظم. وبيكونوا طول الوقت متلخبطين مش عارفين يقربوا ولا يبعدوا. وبيكون في خليط من استراتيجيات التعلق التجنبي والقلق. وبيكون عندهم انعدام ثقة في الآخر تمامًا وبيحسّوا إن العالم مكان خطير جدًا وبيحسوا بالتهديد المُستمر والهشاشة الزايدة وبالتالي بيكون الإفصاح عن النفس قليل والاعتماد على الآخر قُليل وتوكيد الذات قُليل.
بخصوص قُدرتهم على تذكر الماضي خاصةً الماضي الخاص برموز التعلق:
مش بيفتكروا تفاصيل العلاقة وهُما صُغيرين برموز التعلق وفي نفس الوقت ممكن يكونوا مشغولين البال بيهم. وبيحصل معاهم انفصال أو Dissociation أحيانًا خاصةً مع تذكر المواقف الصعبة أو الصدمات غير المُعالجة مع رموز التعلق.
في العلاقات وخاصةً علاقتهم بالمُعالج:
خلينا نفتكر إن الشخص علاقته برموز التعلق هي علاقة فيها إساءة وإن العناية من الآخر مُرتبطة عنده بالإساءة فانت هتعتني بيا يعني هتسيء ليا. فبيبقوا مُترددين جدًا في البداية في الحكي عن نفسهم وبيميلوا لإنهم ميثقوش في المعالج ومش بيعبّروا عن مشاعرهم وبتكون تجربتهم مع العلاج النفسي في الأول مش كُويسة. وغالبًا بيكون نمط التعلق تجنبي في البداية وبعدين بيتحول لقلق.
ملاحظة شخصية: بلاحظ وجود علاقة ما بين نمط التعلق دا وما بين دور العناية أو التحكم اللي بعض البالغين بياخدوه طول الوقت في علاقاتهم بالآخر وبرموز التعلق. (وأعتقد دا له أهمية لينا لإن دورنا الأساسي في العلاج النفسي هو العناية بالآخر، فلو إحنا بنميل لإننا ناخد الدور دا في علاقاتنا برموز التعلق ممكن نكون إحنا كمان محتاجين نتعامل مع صدماتنا وتجارب الفقد بتاعتنا)
الأشخاص اللي عندهم نمط التعلق دا ممكن يكون دا نموذجهم عن نفسهم وعن الآخر:
نموذجهم عن نفسهم: إنهم هشّين جدًا وميستحقوش الحب والاهتمام.
نموذجهم عن الآخر: الآخر مُؤذي ومينفعش أثق فيه ولو وثقت هتأذي وبيكون في انتظار مُستمر للإساءة.
لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.
المصادر:
Attachment in psychotherapy by David J. Wallin.
Attachment Disturbances in Adults by Daniel P. Brown & David S. Elliot.
Comentarios