نزعات العنف جُوانا، والعُنف موجود. والمؤسف إن الدراسات بتقول إن أكتر مكان الإنسان ممكن يتعرض فيه للعنف هو بيته ومن الناس القُريبين له.
حوالي 50% من الإناث في مصر تعرضوا للعنف الجسدي من آبائهم أو أخواتهم. وتُلت الإناث من سن 15 ل 50 تعرضوا للعُنف. دا غير العُنف اللي بيتعرضله الأطفال وكبار السن. ومع إني ملقتش دراسات عن العُنف تجاه الذكور، إلا إن كلنا بنشوف في الـ practice ذكور كتير بيتعرضوا للعنف، لكن إنهم يقولوا دا علانيةً بيكون صعب عليهم خاصةً لو من السيدات عمومًا.
فمهم نفهم إيه هو العُنف ونعرف ليه بيحصل وإزاي نتكلم عنه، لإننا هنقابل ناس ومرضى عندهم مُيول للعنف أو ضربوا أو قتلوا. فمهم نعرف إزاي نتعامل مع دا، عشان هدفنا الأساسي هو محاولة منع ضررهم تجاه الآخرين وبالتالي حمايتهم برده.
فهتكلم عن:
أنواع العنف وأسبابه.
عوامل الخطورة للعنف.
إزاي نسأل عن العنف وإزاي نقيم خطورة حدوث عنف.
إزاي نحط خطة علاجية للتعامل مع العُنف.
إيه هي أنواع العُنف المهمة لينا كعاملين في مجال الصحة النفسية؟
تعاملنا مع العُنف هيختلف حسب نوعه وسببه، وبالتالي مهم نعرف أنواعه:
العنف الإنفعالي أو الـ Affective Violence: وهنا الشخص بسبب الغضب الشديد والمشاعر الشديدة ممكن يندفع ويتصرف بعُنف كاستجابة لمشاكل بينه وبين الأشخاص وممكن دا يزيد تحت تأثير الكحول والمُخدرات. ودا النوع الأكثر شُيوعًا ودا النوع اللي بيحصل غالبًا في البيت سواء على الإناث أو الأطفال أو كبار السن أو بيحصل برده في المدارس والشوارع.
العنف البيولوجي النفسي أو اللي بيحصل نتيجة Biochemical abnormalities : ودا زي اللي بيحصل نتيجة هلاوس أو ضلالات مع الفُصام أو نوبات الهوس وخاصةً الـ Dysphoric mania.
العُنف البيولوجي العُضوي أو اللي بيحصل نتيجة Structural abnormalities: ودا زي اللي بيحصل نتيجة سرطانات المُخ أو أي عدوى في المخ.
العنف المُخطط له أو الـ Predatory Violence: ودا العنف اللي بيحصل نتيجة تخطيط واللي بيعمله بيحس بالسعادة لما يعمله أو غالبًا مش بيحس بالذنب بعده. ودا اللي بيحصل مع الساديين والمغتصبين والأشخاص المُعتلين اجتماعيًا أو عندهم sociopathic personality structure.
أحيانًا العُنف ممكن يحصل نتيجة أسباب مُختلطة من اللي فوق.
إيه هي عوامل الخطورة للعنف؟
ودي أهميتها إن وجودها هيخلينا نشُك أكتر في احتمالية حدوث عنف وبالتالي هنحاول نسأل عنه أكتر.
العوامل:
حدوث عُنف سابق: ودا أهم عامل وأكتر عامل ممكن يخلينا نتوقع زيادة احتمالية حدوث عنف.
الذكور الشباب: الذكور الشباب هم الأكثر عُنفًا.
حدوث عُنف في العيلة: لو الشخص شاف عُنف بيحصل في العيلة اللي كبر فيها أو هو اتعرض للعنف دا بيزود خطورة عُنفه.
البيئة العنيفة: لما حد بيكبر في بيئة فقيرة وبيكون العُنف بيحصل فيها بكثرة وبيكون في ضغط من الأقران وحث منهم على العنف خطورة العنف بتزيد.
استخدام المُخدرات: ودا من أهم الحاجات اللي بتزود احتمالية حدوث عُنف.
الأمراض النفسية: زي الفُصام ونوبات الهوس واضطرابات الشخصية زي الـ Antisocial personality والـ Borderline Personality أو الناس اللي عندها إعاقة ذهنية أو Intellectual disability ومرضى الزهايمر.
عوامل خطورة مهمة من الـ HCR 20 (استمارة لتقييم خطورة العُنف):
عدم وجود استبصار بالمرض.
عدم استقرار العلاقات وعدم وجود دعم.
وجود مشاكل في الشُغل.
وجود إندفاعية.
عدم الالتزام بالعلاج.
وجود ضغوط حالية.
وبرده وجود عوامل الخطورة أو عدم وجودها مش هي الحاجة اللي بتحدد إمكانية حدوث عنف في المدى القريب ولا لأ. وجود عوامل الخطورة بيزود الاحتمالية بس.
ومع إن مفيش حاجة تقدر تتنبأ بحدوث عُنف أو عدم حدوثه بنسبة 100% إلا إن في حاجات مهمة جدًا ممكن تحصل أثناء الإنترفيو تخلينا نشُك أكتر في احتمالية حدوث عُنف قريب:
الرُباعي القاتل أثناء الإنترفيو:
الحاجة الأولى: إن المريض له تاريخ قُريب لحدوث عُنف.
كقاعدة عامة كل ما كان العُنف أشد وأحدث كل ما زاد قلقنا إنه يتكرر، لكن في حاجة مهمة هنا هتختلف حسب نوع العُنف.
لو نوع العُنف كان انفعالي أو Affective: وجود غضب حالي خلال الإنترفيو ينبهّك إنه حجز المريض ممكن يكون ضروري لحد ما المريض يهدى.
لو نوع العُنف مُخطط له أو Predatory: ممكن ننخدع بالهدوء المُصطنع ونحس إن اللي قُدامنا دا حد آمن. فمننساش إن الهدوء اللي قُدامنا دا ممكن يكون قناع. (وهبقى أتكلم عن الـ non-verbal behavior بتاع الكدب والخداع عشان نقدر نشوف اللي ورا القناع)
في حاجة مهمة جدًا نفكّر فيها هنا برده:
البيئة اللي هيكون فيها الشخص بعد ما هيسيبنا هتكون عاملة إزاي؟
مهم نعرف الناس حوالين الشخص عاملين إزاي و لما الشخص بيتعصّب أو بيحاول يبقى عنيف اللي حواليه بيعملوا إيه؟ العُنف بيولد عُنف ولو الناس حوالين الشخص بيردوا بعُنف مُقابل أو ممكن يكونوا بيثيروا العُنف. كل ما احتمالية حدوث عُنف هتزيد. وخلونا نفتكر إن مُعظم جرائم القتل والعُنف بتحصل بين ناس عارفة بعضها كويس.
الحاجة التانية: الشخص عنده أعراض نفسية خطيرة زي الهلاوس الآمرة أو الضلالات الاضطهادية أو الضلالات الدينية:
بيبقى مهم جدًا لو أي حد عنده هلاوس إننا نعرف ونسأل عن:
الهلاوس محتواها إيه. يعني لو بيسمع صوت، الصوت بيقول إيه، ولو بيشوف حاجة الحاجة شكلها إيه. عشان ممكن مثلًا يكون الصوت بيأمر إنه يقتل حد أو يضرب حد.
تخمين الشخص لمصدر الهلاوس إيه: يعني هو شايف الصوت دا صوت مين؟ يعني لو صوت بيقول لحد اقتل وهو شايف دا صوت ربنا، احتمالية إنه ينفذ هتكون أكبر بكتير من إنه يكون شايف دا صوت حد مبيحبوش أو شيطان وهو بيقاومه ومش عاوز يسمع كلامه.
رد فعله لما الهلاوس بتحصل إيه. يعني لما بيسمع الصوت بيحس بإيه وبيعمل إيه. يعني ممكن حد لما يسمع الصوت اللي بيأمر بالقتل بيحس بالذنب إنه معملش اللي الصوت بيقول له اعمله وممكن يبقى السلوك إنه بيقعد لوحده. فهنا مثلًا احتمالية إنه ينفذ الأمر تزيد عشان ممكن في وقت من الأوقات مقاومته تنتهي وينفذ فعلًا.
الضلالات هتكون شبه كدا برده، فمثلًا الشخص اللي عنده ضلالات اضطهاد:
هو شايف إن حد هيأذيه أو بيخطط يإذيه: فهو إيه رد فعله؟ يعني بيحاول يحمي نفسه إزاي؟ يعني ممكن شخص شايف إن حد بيحط له حاجة في الأكل عشان يإذيه. هنا ممكن رد الفعل يختلف حسب الشخص: ممكن حد يبطّل أكل من إيد الشخص دا. ممكن حد يفكّر يحمي نفسه بإنه يإذيه عشان ميحطلوش حاجة في الأكل. فمهم نسأل عن هو بيحاول يحمي نفسه من الأذى إزاي. وهل في خطط في دماغه لمنع الأذى دا ولا لأ. وهل في سلاح بيشيله عشان يحمي نفسه ولا لأ. (في مرة كنت قاعد مع مريض اضطراب وُجداني وبنتكلم في ضلالات الاضطهاد وإزاي بيحمي نفسه ولما سألته عن هو بيحاول يحمي نفسه إزاي طلّع سكينة طويلة من الحزام تحت البنطلون وحطّها قُدامي).
الحاجة التالتة: الشخص عنده نيّة لتنفيذ العُنف.
الحاجة الرابعة: الشخص بيكدب مع إن في حاجات كتير بتدل إن الشخص دا ناوي ينفذ العُنف. (ودا هيخليني أتكلم عن الـ Non-verbal behavior بتاع الكدب والخداع المرة الجاية عشان تزيد احتمالية كشفنا للخداع والكدب)
لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.
المصدر:
Psychiatric Interviewing, Shaw Christopher Shea.
Comments