top of page

الصدمة المُركبة أو الـ Complex Trauma (الجُزء الرابع)

"لا أُريد أن أكون تحت رحمة مشاعري. أُريد أن أستخدمهم وأستمتع بهم"

أوسكار وايلد


العرض التالت:

اضطراب في تنظيم المشاعر، وعشان نفهم اضطراب تنظيم المشاعر هنحتاج نفهم إيه هو تنظيم المشاعر أصلًا؟


تنظيم المشاعر هو القدرة على الإحساس بالمشاعر وتسميتها والاستجابة ليها سواء بالتعبير اللفظي أو بالفعل واتخاذ الفعل أو القرار المُناسب للشخص. دي تبدو إنها خطوات متتابعة لكنها بتحصل في لحظات، وكل ما زادت حدة المشاعر كل ما زادت صعوبة تنظيمها. فمثلًا أنا لاحظت إنّي حاسس بالحزن، فممكن أقول لنفسي أوك انت حزين، لكن انت في الشغل دلوقتي، خليني أرجع للي بيحصل في الشغل ولما أقابل حد بحبه وحاسس معاه بالأمان هعبّر عنه وآخد اللي أنا محتاجه من التفهم والتعاطف والحنان.


فالاضطراب ممكن يحصل في كل خطوة من دول:

في خطوة الإحساس :

- في ناس ممكن متحسش بمشاعرها أصلًا.

- وفي ناس ممكن تحس بالمشاعر بحدّة شديدة جدًا فوق تحملهم.


في خطوة التسمية:

- في ناس ممكن متكونش عارفة تسمي مشاعرها.


في الاستجابة للمشاعر:


كل شعور لما بنحس بيه بيكون معاه رغبة في فعل ما وتلبية احتياج، فمثلًا وإحنا حاسّين بالسعادة بنبقى عاوزين نشارك الحاجة اللي إحنا مبسوطين بيها وبنحتاج اللي قُدّامنا ينبسط معانا ولنا. لو إحنا حاسين بالحزن بنحتاج حد نتكلم معاه وبنحتاج حنان وتفهم، لكن هل دا مُتاح طول الوقت؟ لأ


- فهنا، في ناس بتتجاهل مشاعرها والتعبير عنها تمامًا والتعبير عن احتياجاتها، ودا أوقات بيحصل بدون وعي ولو سألت الشخص انت حاسس بإيه هيقول مش عارف، كإن رادار وعيه مش بيلقط مشاعره.


- وفي ناس لو حسّت بمشاعر، متقدرش تحتويها ولازم تعبّر عنها كلّها، ولازم تاخد الاحتياج في لحظتها ومبتقدرش تأجله.


- وفي ناس مع كل إحساس بتدخل في دوامة من المشاعر والأفكار المُركبة مش بيقدروا يفهموها ولا بيعرفوا يخرجوا منها، فالشخص ممكن يحزن وبعدها يحس بغضب من نفسه إنه حزن ويبقى في أفكار زي إن دي حاجة متستاهلش الحُزن وبعدها بخزي إنه حس بحُزن وأفكار زي إنه المفروض ميحسش بحُزن على "الحاجات التافهة دي" أو ذنب زي إنه إزاي أحزن وفي ناس بيمرّوا بأسوء منّي، وتستمر الدوّامة.


- في ناس لو حسّت بأي مشاعر، بتلجأ لتصرفات مش من قيمهم ولا مناسبة ليهم لتسكين المشاعر أو الهروب منها، زي المُخدرات أو الأدوية أو الأكل المُفرط أو التشتيت بالسوشال ميديا أو أيًا كان السلوك.



العرض دا ممكن يظهرإزاي؟

- تغيرات المزاج السريعة

- العياط المُفاجىء

- عدم القدرة على تهدئة النفس وصعوبة شديدة في احتواء المشاعر.

- تصرفات حادة مُفاجأة بتكون غير مُناسبة للموقف.

- الإحساس بالغرق في المشاعر بسهولة.

- الصعوبة في التعامل مع الضغوط.

- التصرفات المُندفعة.

- الغضب المُنفجر المُفاجىء.

- أفكار الإنتحار وإيذاء النفس.

- الإدمانات بكل أنواعها، سواء إدمانات مواد مُخدرة أو إدمانات سلوكية.

- الأكل العاطفي.


إيه هو سبب اضطراب تنظيم المشاعر في الناس اللي عندها صدمة مُركبة؟


أول ناس بنتعلّم من خلالهم تنظيم مشاعرنا، همّا الأم والأب أو الناس اللي بيقدمولنا الرعاية، فإزاي كانوا بيتعاملوا مع مشاعرنا سواء حُزن أو غضب أو فرح أو حماس أو خوف، دا بيتخزّن جُوانا وبتكون الطريقة اللي بنتعامل بيها مع مشاعرنا فمثلًا لو حماسنا كان بيتقابل بفتور أو سُخرية، فممكن نلاقي لما نتحمس بنخاف من السخرية أو بنحس بفتور مُفاجىء بعدها، أو لو كان غضبنا بيتقابل بغضب مُقابل، فممكن لما نغضب نحس بخوف وهكذا.


وبرده بيكونوا همّا أول نماذج بنشوفها إزاي بتتعامل مع مشاعرها، فمثلًا، لو بينكروا مشاعرهم وبيتجاهلوها ممكن نتعلم دا منهم، ولو بيعبّروا عن كل مشاعر بتيجي على بالهم ومش بيقدروا يأجلوا التعبير أو التصرف بُناءً على المشاعر ممكن نتحول ونبقى زيهم أو نكون إحنا الشخص اللي بيسمع وبيتصرف وهكذا.


وبعد كدا نفس الوضع مع كل بيئة وكل علاقة قُريبة: زي المدرسة والأصدقاء وبعد كدا المُجتمع والشُغل وهكذا. فإزاي في المدرسة الناس بتتعامل مع مشاعرنا دا بيأثّر علينا، وإزاي أصدقائنا والمجتمع بيتعاملوا معاها، كل دا في الآخر بينُتج طريقة تعاملنا مع مشاعرنا وتعبيرنا عنها.


الحاجة التانية هي المزاج أو الـ Temperament: كل حد بيتولد بطبيعة مُعينة، ففي ناس بتتولد بحدة مشاعر وحساسية أقل، وفي ناس بتتولد بحساسية زايدة وحدة مشاعر قوية وهكذا.


إيه هو هدف الاضطراب في تنظيم المشاعر أو وظيفته التكيفية؟


كالعادة، الهدف من أي عرض هو الحفاظ على العلاقة أو التكيف مع البيئة اللي أنتجت العرض أو تلبية الاحتياجات بالطريقة المُمكنة في البيئة: فمثلًا الأشخاص اللي كانوا الأخوات الكُبار وكان مطلوب منهم رعاية أخواتهم الأصغر، لغياب الرعاية من الأب أو الأم أو أيًا كانت الأسباب، فاضطروا في وقتها إنهم يتجاهلوا احتياجاتهم ورغباتهم الشخصية عشان يعرفوا ياخدوا بالهم من أخواتهم وبالتالي الحصول على قبول واستحسان الأب أو الأم أو مُقدمي الرعاية أو للضرورة إنه مكنش في حد تاني هياخد باله من الأخوات الصُغيرين.


أو الأشخاص اللي اتربوا في بيئات مش بيقدروا ياخدوا فيها احتياجاتهم غير بالعصبية الشديدة والصوت العالي، فاضطروا إن كل مشاعر يتعبر عنها بالعصبية عشان احتياجاتهم تتلبى.


أو الناس اللي مكنش بيُلتفت ليهم إلا لو تعبوا جسديًا، فالمشاعر بتتحول لأعراض جسدية وبيتعبّر عنها بتعب جسدي، عشان الأب أو الأم يتلفتوا ليهم ويدولهم احتياجاتهم.


هكمل المرة الجاية عن بقية الأعراض إن شاء الله

ولو حد عنده أي إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.


المصادر:

Complex PTSD from surviving to thriving by Pete Walker

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page