top of page

الصدمة المُركبة أو الـ Complex Trauma (الجُزء الخامس)

أعتقد أن أرحم شيء في العالم هو عدم قُدرة  عقل الإنسان على ربط كل مُحتوياته.

هوارد لوفكرافت


العرض الرابع: الإنفصال أو الـ Dissosciation وإزاي حاجة طبيعية ومُفيدة تتحول لمُشكلة


إيه هو الانفصال الأول؟

دا وصف الانفصال من ناس مرّت بيه:

"كأني واخد خبطة على دماغي، أنا عارف إني بعمل حاجة، لكن حاسس إن حد تاني هو اللي بيعملها، كإني شايف نفسي من مسافة"


"كإني بتفرج على فيلم في دماغي. تعرف لما بتتفرج على فيلم والفيلم شادك وبتنسى انت مين وفين والساعة كام وإيه اللي بيحصل في حياتك؟ هو دا بالظبط"


"بحس إني في قوقعة، ومش حاسس بأي حاجة، وحاسس إني فاضي من جوا"


فالانفصال الطبيعي هو رد فعل تكيفي العقل بيعمله أحيانًا في أوقات الخطر أو الضغط الشديد للتعامل مع الخطر، ووقت الانفصال الشخص ممكن يحس:

- بانفصال عن نفسه وعن جسمه.

- بإنه مش في الواقع.

- بإن مشاعرة منملة أو مُخدرة.

- بإن حواسه بتسجّل كل تفصيلة.

- بإن الوقت بطىء جدًا.

- بإن الأفكار مُتسارعة جدًا.

- بإن جسمه بيعمل حركات أوتوماتيكية.

- بتغير في إدراك البيئة حواليه.

- أوقات الشخص يفتكر ذكريات كانت مدفونة أو خياله يروح في مكان تاني خالص.


ودا بيساعد في وقت الخطر إزاي؟

إنه أوقات المشاعر الشديدة بتكون مُعطلة للنجاة، فالشخص محتاج ميحسش بيهم عشان يعرف ينجو، يعني مثلًا في أوقات الحوادث، لو حد بتحبه وعزيز عليك وحصل له حاجة وانتوا الاتنين في الحادثة، محتاج الأول تنقذه أو تنجو بنفسك وبعدها ممكن تحس بكل مشاعر الفقد من الحُزن وغيرها، لكن في وقتها مشاعر الفقد ممكن تقلل فُرص نجاتك، والبطء في الوقت وزيادة الحدّة في الحواس بيساعدوا الشخص على التصرف السريع أو السكون، والذكريات المدفونة أو الخيال في الوقت دا بيكونوا مُسكنين للألم.


طيب إيه الفرق ما بين الانفصال الطبيعي والانفصال اللي بيحصل في الصدمة المُركبة؟


الانفصال في العادي: بيحصل نادر، وبيكون لفترات قُصيرة، ومش بيأثر على علاقات الشخص أو شُغله.


الانفصال في الصدمة المُركبة:

- بيتكرر كتير، بيقعد فترات أطول، وبيأثر على علاقات الشخص وشُغله وحياته عامةً.


- بيكون مُصاحب ليه فترات طويلة من حياة الشخص مش فاكر منها حاجة، وفي أحداث كتير مش فاكرها من حياته. وأوقات أحداث الماضي يا بتتحكي من غير مشاعر إطلاقًا، أو بتيجي على هيئة صور متفرقة بتكون مُرعبة للشخص وبيحاول يُطردها أو يتجنبها.


- في أوقات كتير الشخص بيحس إن على دماغه غمامة ومش عارف يركّز ودا أوقات يحصل وقت الخطر ويكون مُعطّل وبيأثر على فُرص نجاته وأوقات المهارات المُكتسبة تتنسي فجأة، زي شخص مذاكر كُويس جدًا وعارف كل حاجة وفجأة وقت الامتحان نسي كل حاجة. أو شخص بيعرف يلعب بيانو كُويس جدًا لكن فجأة لما جه يعزف قُدام الناس معرفش يبدأ.


- الشخص بيحس إنه ميّت من جوا أو مُنفصل مُعظم الوقت.

- الإحساس بالوقت بيكون غايب تمامًا، الشخص ممكن يعدّي عليه ساعات أو أيام أو تجارب كتير ويكون مش عارف.

- في ناس بتكون مُنفصلة عن مشاعرها وجسمها تمامًا ودا بلاحظه أكتر مع الإهمال العاطفي أو البيئات اللي كان فيها الناس أو البيت بيشكلوا خطر شديد جدًا، ودول مش بيعرفوا همّا حاسين بإيه ولا بيفهموا المشاعر ولا التعبير غير اللفظي. تعبيرات وشهم محدودة أو قُليلة جدًا، حركتهم فيها آلية وتخشب، صوتهم له نغمة واحدة مش بتتغير كتير، وكلامهم واهتماماتهم مليانة حقايق ومنطق وبعيدة تمامًا عن المشاعر والقصص والتشبيهات والمجاز.


الأعراض المُصاحبة للانفصال واللي ليها علاقة بيه:


- بيسيل فون دي كولك وجُملته المشهورة "الجسد لا ينسى" بتلخّص الأعراض الجسدية المُصاحبة للانفصال، والجسم بيحاول يعبّر بالأعراض الجسدية عن اللي حصل طول الوقت، سواء من خلال الآلام الجسدية والشد في العضلات وتوترها ورعشتها وارتفاع ضغط الدم وضربات القلب ومشاكل الجهاز الهضمي سواء الارتجاع أو التهابات المعدة والقولون (اللي هو تعبير عن الإحساس بالخوف والخطر)، والإحساس بالتقل على الصدر أو غُصّة في الحلق والإحساس بالهمدان والتقل المستمر واضطرابات الشهية (اللي هو تعبير عن الحُزْن) أو شد في عضلات الفك وانقباض في عضلات مُختلفة (الغضب) أو آلام في الضهر والكتفين (أوقات بيكون مُصاحب للإحساس بالذنب) وهكذا.


الاستجابة الطبيعية للأعمال الوحشية هي نفيها من الوعي. هُناك انتهاكات لا يمكن الحديث عنها بصوتٍ عال من شدة سوءها.

جوديث هيرمان


لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

وهكمل عن بقية الأعراض المرة الجاية إن شاء الله.


المصادر:


The Stranger In The Mirror by Marlene Steinberg and Maxine Schnall.

Mindsight by Daniel Siegel.

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page