top of page

إيه هو التواصل غير اللفظي أو الـ Non-verbal Behavior وإزاي نستخدمه للتشخيص والعلاج؟

كلنا لما بندخل الأسانسير وبيبقى معانا حد غريب راكب الأسانسير منعرفوش بنبقى مش مرتاحين وبنتجنب النظر في عينيه. ممكن كمان نلاحظ إن أوقات في الإنترفيو أو الجلسات حد يدخل ويقّرب الكُرسي شوية. ممكن حد تاني بيبعد الكُرسي. حد تالت ممكن يقرب بجسمه تجاهك حد تاني ممكن يبعد خاصةً لو انت قربت. هنلاقى إحنا كدكاترة ومُعالجين في مننا يحب يبقى بينه وبين المريض مكتب وناس تانية تحب ميبقاش في بينها وبين المريض حاجة. هنلاقي ناس بتظبط الكراسي بحيث يكونوا قُصاد بعض. ناس تانية لأ. هتلاقي في مننا يجب الكُرسي بتاعه يكون أكبر وأعلى من كُرسي المريض وناس تانية تحب تبقى الكراسي قد بعضها. دا تفسيره إيه ودا ممكن يفيدنا بإيه؟ دا اللي هتكلم عنه انهارده

إحنا بنعتمد في التواصل بينا وفي فهمنا لبعض على جُزء كبير مالوش علاقة بالكلام اسمه التواصل غير اللفظي. وفي دراسات بتقول إنه بيمثّل تقريبًا تُلتين التواصل بينا. وإحنا بنحس بيه وممكن نفهمه من غير ما ناخد بالنا منه والدراسات بتقول إن الإناث بينتبهوا أكتر للتواصل غير اللفظي. عشان كدا شائع أكتر معاهم "أنا مش مستريحة له أو ليها".


التواصل غير اللفظي هو أقدم طُرق التواصل بيننا سواء تاريخيًا أو تطوريًا (الطفل بيقعد فترة قبل ما يتكلم وفي علاقة بتتكون بينه وبين الأم وبين اللي حواليه وبيفهموه وبيفهمهم من غير أي كلام) وفي جُزء منه بيحصل بوعي مننا وجُزء أكبر بيحصل من غير وعي. ولما بنبدأ نلاحظ وسائل التواصل غير اللفظي عينينا بتتفتح على عالم تاني مكناش واخدين بالنا منه. وبنبدأ نفهم اللي قُدامنا بعُمق أكبر، وبيدينا تخمينات كتير عن العالم الداخلي له من غير ما يتكلم عنه.


إيه هي طُرق التواصل غير اللفظي؟

كنت اتكلمت عن حاجات منهم إجمالًا قبل كدا هنا: فهبدأ أتكلم عن حاجة حاجة بالتفصيل وأهميتها لينا في الإنترفيو أو الجلسات. هتكلم انهارده عن حاجة مكنتش اتكلمت عنها قبل كدا وهي الـ Proxemics أو إزاي المسافات بين الأشخاص بتأثّر عليهم ودا علم بيدرس أثر المسافات بين الأشخاص عليهم ومن أول الناس اللي اتكلمت فيه حد اسمه إدوارد هول، فتعالى نشوف ممكن يفيدنا بإيه.


إحنا عمومًا كل واحد مننا بيبقى له منطقة حوالين جسمه بيحس إنها بتاعته، وبنحب إن محدش يقرب منها أو يدخلها غير بإذننا. ولو حد اخترقها من غير إذن ممكن نحس بعدم راحة وغضب وقلق. وبنقرّب الناس مننا أو بنبعدهم عننا حسب مكانتهم عندنا ومستوى الحميمية بينا وبينهم أو إحنا حاسّين إنهم قُريبين قد إيه. وكل ما حد يقرّب مننا أكتر بنبدأ نحس بمشاعر مُختلفة وبنبدأ نتصرف بطُرق مُختلفة. الـ Amygdala أو اللوزة هي اللي بتبقى مسؤولة عن المشاعر والسلوكيات دي. تعالى نشوف أنواع المسافات وإزاي بتأثر على مشاعرنا وتصرفاتنا وإيه علاقة دا بالعلاقة العلاجية:




المساحة الحميمية أو الـ Intimate space ودي بتكون من 0 لـ 50 سم تقريبًا: ودي المسافة اللي إحنا بنسمح للأحبة والأطفال وأقرب الناس لينا في التواجد فيها. وطريقة التواصل الأساسية هنا بتكون اللمس والشم. عشان كدا لو حد منعرفوش أو مش قُريب لينا لمسنا من غير إذننا بنتعصّب وبنحس إنه اقتحمنا ولو شمّينا ريحة حد إحنا مش قُريب لينا برده بنتضايق وممكن نقرف. ودا بيفسر ليه مش بنبقى مستريحين في الأسانسير أو لو في حد قاعد جنبنا في المواصلات العامة عشان في حد موجود في مساحة مش المفروض يكون موجود فيها لضرورة ما وهو مش قُريب لينا.


المسافة دي برده بتختلف من شخص لشخص ومن شعب لشعب: إحنا كعرب مُعظمنا مساحته الشخصية والحميمية أقل من الأوروبيين والأمريكان عامةً وممكن نلمس اللي بنتكلم معاه أكتر وصوتنا ممكن يكون أعلى.


ودي أهميتها لينا إنها ممكن تساعدنا نجاوب على هل ممكن ندخل مساحة المريض الحميمية ونلمسه؟ (هخلي الإجابة دي في الآخر عشان نكون فهمنا المساحات أكتر)


المساحة الشخصية أو الـ Personal Space ودي من 0.5 لـ 1 متر تقريبًا: للأصدقاء، ودا بنبدأ نتواصل فيها بالصوت ونظرات العينين، وبرده لو حد منعرفوش خالص دخل فيها بنبقى مش مستريحين وحاسّين إن في حاجة غلط.


المساحة الاجتماعية أو الـ Social Space ودي من 1 لـ 4 متر تقريبًا: ودي اللي بنتعامل فيها مع مُعظم الناس وخاصةً الغُرباء وبرده بنتواصل فيها بالصوت ونظرات العينين.


طيب إيه هي أحسن مسافة ممكن تكون بيننا وبين المريض. وهل الأحسن إننا نقعد مواجهين للمريض ولا لأ؟

شيي عمل تجربة مع المتدربين إنه بيخلي 2 يدخلوا أوضة فيها كُرسيين مُتحركين وبيتقالهم إنهم يختاروا أكتر وضع مُريح ليهم يقعدوا فيه.


90% من المُتدربين بيقعدوا بحيث تبقى المسافة بينهم حوالي متر لمتر ونص. ومش بيقعدوا في مواجهة بعض مُباشرةً. بيقعدوا في اتجاه بعض آه بس بميل بزاوية حوالي 5-10 درجة. (زي ما هو في الصورة) 10% بس منهم بيختاروا يبقوا في مواجهة بعض تمامًا. ولو اتطلب من المُعظم يبقوا في مواجهة بعض بيحسوا إنهم مش مرتاحين زي الأول وفي منهم بيزُق الكُرسي لورا شوية. وبيحسوا إنهم لما بيواجهوا بعض بيبقوا مُجبرين إنهم يبصوا في عين بعض كتير وإن كسر التواصل البصري بيكون أصعب. وإن الوضع دا بيحسسهم إنهم في مواجهة ومنافسة مع اللي قُدامهم. (الصورة اللي تحت بتوضح أكتر)


الوضع الأول بيخلي الاتنين مجال رؤيتهم مُشترك وبالتالي بيساعد على تقارب وجهات النظر، الوضع التاني مجال الرؤية بيكون مُختلف ومُعارض، وبالتالي بيساعد على الاختلاف أكتر.



في ناس تانية برده بتوصي بإن المريض والمُعالج أو الطبيب يبقوا مُواجهين لبعض. فانت واللي يريحك واللي تحس إنه بيّريح اللي قُدامك. (أنا مش برتاح في الوضع اللي الكراسي بتكون فيها مواجهة لبعضها عشان عارف إني مش برتاح في المواجهات).


في شوية مُلاحظات ممكن تدينا تخمينات عن المريض وبقول تخمينات عشان في اختلافات شخصية كتير:

  • الانطوائيين أو الـ Introverts بيحتاجوا مسافة بينهم وبين الأشخاص أكبر من الانبساطيين أو الـ Extraverts.

  • المسافة اللي بيحتاجها الذكور بينهم وبين بعض بتكون أكبر من المسافة اللي بيحتاجها الإناث بينهم وبين بعض.


أنا بحّب أخلّي المسافة بين الكراسي ثابتة ولو مريض حرّك الكُرسي بحب أرجعه لمكانه تاني بعد ما يمشي عشان أشوف المريض خاصةً لو أول مرة هيعمل إيه. مُعظم الناس بتسيب الكُرسي زي ما هو. لكن أوقات بلاقي حد بيحاول يقرّب الكُرسي أكتر (كل ما قعدنا مع المريض أكتر واستريحلنا أكتر مش بيحتاج يكون في مساحة كبيرة بيننا وبينه). حصل قبل كدا إني لقيت مريضة بعدت الكُرسي حوالي متر لورا أول مرة قابلتها فيها. تفتكروا شكوى المريضة دي كانت إيه؟ شكواها الأساسية كانت سُرعة الغضب وإنها ممكن تتعصب لدرجة إنها تضرب ومش بتبقى فاهمة هي ليه بتتعصب بسُرعة كدا. أكيد مش التفسير الوحيد للموضوع هو اختراق مساحتها الشخصية اللي هي غالبًا أكبر من مُعظم الأشخاص (لكن دا ممكن يكون جُزء من الصورة). والطبيعي إن يبقى عندنا تساؤلات عن ليه المساحة اللي بتحتاجها كبيرة جدًا كدا مقارنةً بمُعظم الناس؟


نيجي لاستخدام المكتب وحجم الكراسي. إيه المناسب؟

المكتب عمومًا بيحط حاجز بينك وبين المريض وشيي شايف إنه الأحسن ميبقاش في مكتب ما بين الطبيب أو المُعالج والمريض. وأحسن وضع للمكتب إنه يبقى موجود بزاوية (زي ما في الصورة) بحيث لو محتاجين نكتب عليه يكون موجود بس ميكونش بيمثل حاجز. لكن مش كُل الناس بترتاح في الوضع دا، فانت واللي يريّحك (ارتياحنا مع درجة القُرب بيختلف من حد للتاني حسب شخصه والمرحلة اللي هو في من الخبرة والعلاج، فاختار الوضع اللي يريحك المهم تكون واعي باختيارك).


هل الأحسن إن الكراسي تبقى حجمها واحد ولا مُختلفة؟

أكيد جرّبنا نتكلم مع حد وهو في وضع أعلى. غالبًا بنحس إن عنده سُلطة ومكانة أكبر. ولو حد في وضع أقل إن عنده سُلطة ومكانة أقل. وتعبيرات زي "دا بيكلمني من فوق" أو دا "شخص واطي" بتعبّر عن دا. وممكن نكون جربنا إحساس وجودنا في مكان سقفه عالي زي المساجد والكنائس والمتاحف الكبيرة، بنحس بقد إيه إحنا صُغيرين جنب عظمة المكان.

فلو كرسي الطبيب أو المُعالج أكبر دا هيدي تأثير عند المريض أو اللي قُدامه إن عنده سُلطة أكبر أو مكانة أكبر ودا مش مُتماشي مع العلاقة العلاجية اللي قايمة على التحالف بين طرفين مُتساويين. (فلو انت عاوز يبقى دا شكل العلاقة العلاجية يبقى الأحسن حجم الكراسي يكون قد بعض)


حاسس إن الموضوع طوّل كدا فهخلي إجابة سؤال هل ممكن نلمس المريض ولا لأ للمرة الجاية.

لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

المصدر:

Psychiatric Interviewing, Shawn Christopher Shea.


أحدث منشورات

عرض الكل

Opmerkingen


Post: Blog2_Post
bottom of page