top of page

إزاي نكوّن علاقة علاجية كويسة. عن الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure. (الجُزء الثامن)


الجزء دا تكملة لأنواع الإفصاح عن الذات اللي هو جُزء من الاتساق أو الـ Congruence. لو مشفتش الجُزء اللي فات يُستحسن تشوفه.

النوع التاني من الإفصاح عن الذات أو الـ Self-disclosure: الإفصاح عن حياتك الشخصية.


أعتقد في عندنا مفهوم شائع: إنه إحنا مينفعش نتكلم عن نفسنا ولا نشارك أي حاجة شخصية في العلاج النفسي. وأعتقد في خوف عندنا إننا لو شاركنا دا هيبوظ العلاقة العلاجية والعميل مش هيبطّل أسئلة عننا وهيبقى عاوز يعرف أكتر.

تعالى نشوف المفهوم دا جه منين وليه؟

فرويد وفكرة اللوحة البيضاء أو الـ Blank screen:

فرويد كان بيقول إن المُعالج المفروض يبقى لوحة بيضاء ويكون مُحايد تمامًا وميظهرش منه أي حاجة تعبّر عنه شخصيًا على أمل إن المريض يطرح عليه علاقته بالأب أو الأم فنشوف الطرح دا أو الـ Transference ونحلله. ولو المُعالج أظهر نفسه على إنه شخص عادي، الطرح دا هيكون صعب.


بس دا هينتج عنه إننا نضحي بعلاقة حقيقية بين المعالج والعميل (اللي هو كل الدراسات دلوقتي بتقول إن هي أهم حاجة في العلاج النفسي). فهل دا يستاهل؟ وهل فرويد نفسه كان بيعمل دا في شُغله أصلًا؟


من كتابات فرويد نفسه، ومن كتابات بعض الناس اللي كانوا عنده إنه لأ، فرويد نفسه مكنش بيعمل دا طول الوقت. فرويد كان بيقدّم اقتراحات وكان بيتدخل مع عائلة المريض بنفسه. وكان أحيانًا بيحضر مناسبات اجتماعية عشان يشوف المريض بيتصرف إزاي.


قبل ما نتكلم عن إظهار حياتنا الشخصية: في حاجتين مهمين جدًا لازم نعرفهم:

  • الكلام عن حياتك الشخصية يكون هدفه مصلحة العميل: مش لمصلحتك انت، ولو جت الرغبة في حكي حاجة شخصية أثناء العلاج بنحتاج نسأل نفسنا: أنا عاوز أعمل دا دلوقتي ليه؟ ليا ولا للعميل؟

  • العميل له حق السرّية أما انت ملكش الحق دا. والعميل ممكن يتكلم عن اللي انت بتظهره لأي حد تاني سواء مُعالج بعدك أو أي حد. فلو في حاجة في حياتك الشخصية انت مش مستريح إن الناس ممكن تعرفها عنك متتكلمش عنها.


إيه أنواع الكلام عن حياتنا الشخصية أصلًا؟

أولًا: الحاجات العامة: اللي ممكن نتكلم مع أي حد في الشارع عنها، زي إحنا بنحب إيه ومبنحبش إيه وهواياتنا والكُتب والأفلام والمُسلسلات والأغاني اللي بنحبها، والتجارب البشرية العامة.

طيب إيه فايدة الكلام عن حاجة زي كدا؟

  • إحنا كبشر بنحب الناس اللي شبهنا واللي بيحبوا نفس الحاجات وعندهم آراء مُشابهة لآرائنا، فلو في حاجة انت بتحبها فعلًا والعميل اتكلم عنها، ممكن تشارك بإنك بتحب نفس الحاجة وتتكلموا عنها شوية. ودا بيحسن العلاقة. (وفي دراسات كتير عن دا. هسيب لينك الدراسة في الآخر)


أنا لما بلاقي في حاجة مُشتركة أو اهتمام مُشترك بقول عادي، وبشوف إن دا بيقوّي العلاقة فعلًا وبيخليها حقيقية أكتر.


ثانيًا: التجارب أو المشاعر المُشتركة: (ودي منطقة هترجع لرؤيتك لنفسك ورؤيتك للعميل ولحاجات كتير وعليها اختلاف):

كتير من الناس بيبقوا مُحملين بالذنب والعار من مُجرد أفكار أو تخيلات أو مشاعر بيبقوا شايفينها أنانية أو سادية أو جنسية وبيبقوا شايفين إنهم مينفعش حتى يفكروا في الأفكار دي أو يتخيلوها أو مينفعش يحسوا بالمشاعر دي. وبيبقوا شايفين إن مُجرد التخيل أو التفكير يقول إنهم مش كويسين. لكن الحقيقة إن إحنا كبشر كلنا أوقات بيجيلنا أفكار وتخيلات وبنحس بمشاعر بتكون مش مقبولة اجتماعيًا زي تخيلات العُنف والتخيلات الجنسية ومشاعر الغيرة والحسد و ومش معنى إن إحنا فكّرنا فيها أو حسّينا بيها إننا وحشين. يُونج بيسمّي الجُزء دا مننا الـ Shadow أو الظل.


يعني مثلًا إرفين يالوم بيحكي عن إن كان عنده عميلة بتحكي إنها لما بتقعد مع أمها الكبيرة في السن وتحس بالملل وإنها عاوزة تقوم بعد ساعتين من القعدة بتحس بالذنب وبتلوم نفسها إنها إبنة مش كويسة. فبيقول إنه ممكن يشارك إنه بيحس بنفس المشاعر هو كمان.


وبرده بيحكي إنه كان أوقات بيفكّر في الميراث اللي هياخده بعد ما أبوه هيموت، مع إنه كان بيحبه وعمره ما كان بيتمنى موته وكان لما يفكّر في كدا بيحس بالذنب وإنه ابن وحش، لحد ما المُعالج بتاعه قاله إنه كمان بيجيله نفس الأفكار.


لو انت مش مرتاح في المُشاركة بحاجة زي كدا، ممكن تتكلم في إن المشاعر دي عادية وإننا كبشر بنحس بحاجات مُشابهة. دا نوع من أنواع الـ Normalization ولما حد مننا بيحس إنه مش لوحده وإن اللي بيحس بيه دا مُشترك بيرتاح.


وتاني متشاركش بحاجة انت مش مستريح إن الناس تعرفها عنّك وافتكر إن ملكش حق السريّة.

في حاجة أخيرة مهمة هنا برده:

  • Don’t normalize what’s not normal.

أو متقولش على حاجة مش عادية إنها عادية.


لو شاركت عميل بحاجة شخصية يا ريت تقولنا رد الفعل كان إيه.

ولو عندك تعديل أو إضافة يا ريت تشاركنا.


المصادر:

The Gift of Therapy, Irvin Yalom.


أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page