top of page

إزاي نقلل قلق المريض في أول الإنترفيو؟


المريض وهو قاعد في غرفة الانتظار وقبل ما بيقابلك بيفكّر في كذا حاجة:

هل الشخص دا هيقبلني ولا هينتقدني؟

هل هيكون بيحس ولا بارد؟

هل هيكون مسؤول ولا هيستغلني؟

هل هيقدر يساعدني ولا مش هيعرف؟ هل عنده الخبرة الكافية؟


(أعتقد مُعظمنا قبل ما يفكّر يشارك حد بأسراره بيسأل نفسه أسئلة مشابهة. وعشان نجاوب على الأسئلة دي بنحتاج نقعد مع الشخص كذا مرة قبل ما نقرر نشاركه بأسرارنا، فتخيل إن المريض المفروض يجاوب على الأسئلة دي في دقايق ويشارك أسراره مع حد غريب لُمجرد إنه طبيب أو مُعالج)

واللي ممكن يصّعب الموضوع أكتر، إن المريض ممكن يكون له خبرات مش كويسة مع دكاترة أو معالجين قبلك.

الحاجة التانية اللي المريض بيفكر فيها قبل ما يقابلك: "أنا ضعيف جدًا لدرجة إني محتاج لدكتور نفسي، أنا إزاي وصلت للمرحلة دي؟" (كلنا نفسنا الموضوع يبقى أسهل على المريض ونفسنا مريضنا ميفكرش كدا، لكن للأسف الإقرار بإن عندنا مُشكلة نفسية وإننا محتاجين مساعدة مش حاجة سهلة، حتى على الناس اللي شغالة في المجال نفسهم)


هاري سوليفان بيقول إننا عندنا حاجة بيسميها ال self-system ودا عبارة عن شوية ميكانيزمات دفاعية بتنشط عشان نحافظ على ال self-esteem بتاعنا وإنه ميقلش قُدام أي حد جديد نقابله وكمان بينشط عشان يقلل خوفنا من الرفض. وهنا أحد أهم أهدف الجزء الأول من الإنترفيو إننا نقلل القلق والمخاوف دي وبالتالي نشاط ال self-system دا يقل عشان المريض هيحس إنه مش محتاجه. فهتكلم إنهارده عن إزاي نحسس المريض بالأمان عشان نقلل القلق دا في بداية الإنترفيو أو إزاي نخلق بيئة آمنة للمريض يقدر يتكلم فيها عن أي حاجة:


هتكلم عن كذا طريقة بتكون بداية لطيفة مع المرضى اللي بحسهم مكسوفين وبحس إن قلقهم شديد في أول الإنترفيو (ودول هتلاقوا فيهم ال Normalization technique):

الطريقة الأولى: دي بتكون أول حاجة بقولها بعد ما أعرف اسم وسن المريض وبيشتغل إيه، حتى قبل السؤال ال open-ended بتاع إيه المشكلة:

  • معظم الناس اللي بييجوا بيبقوا قلقانين وهما جايين خاصةً إنهم هيتكلموا مع حد ميعرفهوش وكمان في مشاكلهم وحاجات ممكن تكون خاصة جدًا. هل حسيت بكدا؟

المريض غالبًا بعدها بيقول آه وبطمنه إن دا طبيعي جدًا وبعدها بيفك وبيحس بالراحة، وبنبدأ نتكلم في إيه المشكلة بعدها.

الطريقة التانية:

  • قرار إنك تروح لدكتور نفسي دا بيبقى صعب جدًا على ناس كتير، فأنا مبسوط إنك قدرت تاخد القرار دا، قولي بقى أخدته إزاي؟ (Normalization & +ve reinforcement)


وهنا بسمع حاجات عُمري ما كنت بسمعها قبل كدا. وهنا كمان المريض ممكن يقول تجاربه مع الدكاترة النفسيين اللي قبلك في البداية خالص، فبتعرف منه إيه اللي حصل معاهم وسابهم ليه وبتحاول تتجنب الأخطاء اللي عملوها من البداية.

شُفت دكاترة عندهم وعي بموضوع القلق بتاع البداية دا وكل واحد بيكون له طريقة بيقلل قلق المريض بيها، يعني شُفت دكتور كبير قبل كدا طريقته إنه يتكلم مع المريض شوية عن شُغله أو أي حاجة عامة في الأول. وأوقات كتير بتكون ناجحة والمريض بيحس بشوية familiarity مع الدكتور وبيبدأ يتكلم. ورأيي إنك تعمل الطريقة اللي تكون انت مستريح فيها، أو تجرب كذا حاجة وتشوف إيه اللي نفع معاك ومع المريض.

(البدايات دي ممكن تاخد شوية وقت من الإنترفيو بس إن شايف إنهم يستاهلوا الوقت دا)


الحاجة التانية لخلق بيئة آمنة: هي ال Empathy، و ال Empathy بيحسس المريض إنك فاهمه ومش حاكم عليه لإن مرضى كتير بيبقى كل اللي قابلوه قبل ما يقابلوك أحكام ومفيش أي تفهم للي بيمروا بيه. (اتكلمت عن ال Empathy بالتفصيل وإزاي نعمله في بوست قبل كدا).

تعالى نشوف المثالين دول للكلام مع المريض ونشوف أنهي فيهم ممكن المريض يستريح ليهم أكتر:

  • إيه اللي حصل بقى من بعد ما خرجت من المستشفى؟

  • الدنيا تمام، ومبقاش في مشاكل في البيت زي الأول ومبقتش محتاج للأدوية.

  • إحنا مش اتفقنا إنك متوقفش العلاج؟

  • بس الأدوية بتهمدني.

  • هو إحنا مش قُلنا إنك لو عملت كدا هترجع تُدخل المستشفى تاني؟


هنا الطبيب واخد دور أبوي وبيلوم المريض من غير ما يفهم إيه اللي حصل ومأظهرش أي Empathy للي حصل مع المريض. وهنا أكيد قلق المريض هيزيد وممكن يتقفل من الدكتور أصلًا. فتعالى نشوف أسلوب تاني:

  • إيه اللي حصل بقى من بعد ما خرجت من المستشفى؟

  • الدنيا تمام، ومبقاش في مشاكل في البيت زي الأول ومبقتش محتاج للأدوية.

  • مبسوط إنك بقيت أحسن والدنيا تمام في البيت. هل في حاجة خليتك توقف الأدوية؟

  • أنا مكنتش عارف أنهي علاج فيهم كان بيهمدني فوقفتهم كلهم.

  • الهمدان دا حاجة رخمة طبعًا.


هنا هتلاقي الدكتور عمل empathy مع المريض ولما ييجي يتكلم معاه إنه في آثار جانبية للعلاج وإنه ممكن يظبطها بكذا طريقة عشان متتكررش، ومخاطر توقيف العلاج. أعتقد هنا المريض ممكن يستجيب أكتر، وهيكون صريح معاه بعد كدا أكتر وهيقوله على اللي بيحس بيه عشان عمله validation ل اللي قاله وحاول يلاقي معاه حل. مش لُامه. وهي دي البيئة الآمنة اللي هتخلي المريض يشارك معاك أي حاجة مهما كانت صعبة ومهما كانت مُحرجة.

يا ريت لو حد له تجارب مع قلق البداية يعرفنا. ولو في طريقة مُعينة بتعملوها عشان تقللوا القلق دا أو ت break the ice عمومًا يا ريت تشاركونا بيها.

المصدر:

Psychiatric Interviewing by Shawn Christopher Shea.


أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Post: Blog2_Post
bottom of page