في المكان الذي أتيت منه.. عندما يسأل أحدنا سؤالًا مثيرًا ننحني له.
جوستيان جاردر
الأسئلة سلاح ذو حدين. ممكن تبقى هي الأنسب في وقت مُعين ومع مريض مُعين وممكن تبقى أكتر حاجة مُعطلة في وقت تاني ومع حد تاني. الأسئلة ممكن تخلّي حد يتكلم وممكن تخوّف حد وميتكلمش. الأسئلة ممكن تكون لمصلحة المريض وممكن تكون لمصلحة الطبيب أو المُعالج. الأسئلة ممكن تُستخدم لتقوية العلاقة العلاجية أو للتقييم أو للعلاج. وفي مُعالجين كتير شايفين إننا نبدأ نتعلم عن الأسئلة ونستخدمها بعد ما نتقن أساليب الانصات بدون توجيه أو الـ Non-directive listening. فمهم أوي نعرف إيه هي مميزات وعُيوب الأسئلة وأنواعها والارشادات العامة لاستخدامها.
إيه هو معنى الأسئلة ومميزاتها وعيوبها عامةً؟
كل ما استخدمنا للأسئلة كان أكتر كل ما دا بيظهر إن لينا سُلطة أو مسؤولية أو تحكم أكبر في الإنترفيو أو الجلسات. ولحدٍ ما، اللي بيسأل هو المسؤول عن وجهة الحوار.
فمميزات الأسئلة:
المريض ممكن يحس براحة لما انت تقود الإنترفيو وتسأل أسئلة مُهمة.
ممكن تجمع معلومات مُحددة وواضحة أكتر.
ممكن توجه المريض إنه يركز على الحلول الممكنة.
ممكن المريض يتكلم عن أفكار ومشاعر بعُمق أكبر.
عيوب الأسئلة:
بتخليك تركز على المهم ليك انت كطبيب أو كمُعالج، مش المهم للمريض. (يعني مثلًا لو انت شغال علاج معرفي سلوكي هتركز على مواقف وأفكار ومشاعر. لو شغال دينامي هتركز على أنماط علاقات وخاصةً العلاقات في الأسرة أو هتركز على اللي بيحصل هنا ودلوقتي بينك وبين المريض).
ممكن المريض يحس إن وجهة نظره ملهاش أهمية.
الأسئلة بتحطك في موضع "الخبير".
المريض ممكن يحس بضغط إنه لازم يجاوب على أسئلة هو مش عاوز يجاوب عليها.
تلقائية المريض بتقل وفي حاجات ممكن يكون عاوز يتكلم فيها وميعرفش.
طيب إيه هي أنواع الأسئلة؟ (هتكلم هنا عن الأنواع العامة وهخلي مرة تانية للأسئلة الخاصة بنظريات العلاج المُختلفة أو الأسئلة العلاجية)
الأسئلة مفتوحة النهاية أو الـ Open-ended questions.
الأسئلة مُغلقة النهاية أو الـ Closed-ended questions.
السؤال المُتأرجح أو الـ Swing question.
السؤال الافتراضي أو الـ Projective.
إيه هي الأسئلة مفتوحة النهاية وإيه هي استخداماتها؟
السؤال مفتوح النهاية: هو السؤال اللي بيفتح مجال أكبر للكلام ومينفعش يترد عليه بكلمة أو كلمتين أو آه أو لأ وخلاص. زي "إيه اللي خلاك تقرر تيجي انهارده" أو "إيه اللي حصل انهادره" أو "إزاي تخطيت دا". الأسئلة اللي بتبدأ عموما "بإيه أو إزاي" أو بالعربية الفصحي "ماذا" و "كيف".
أوقات ممكن نقول جُمل وتبقى زي الأسئلة المفتوحة زي مثلًا: "كلمني عن كذا" "كلمني عن عيلتك" "كلمني عن أصحابك " أو "كلمني عن شُغلك".
بنستخدم الأسئلة مفتوحة النهاية في بدايات الإنترفيو أو في بدايات تكوين العلاقة العلاجية أو لما نكون عاوزين نستكشف موضوع ولما نكون عاوزين المريض يعبّر عن رأيه أو مشاعره بحُرية.
الأسئلة مُغلقة النهاية واستخداماتها:
الأسئلة مُغلقة النهاية على عكس الأسئلة مفتوحة النهاية، بتقلل مساحة الكلام وبتوجه المريض ناحية إجابة واضحة ومُحددة. الإجابة بتكون عليها بآه أو لأ أو كلمة أو كلمتين. زي "هل النوبة دي جتلك قبل كدا؟". أو الأسئلة اللي بيكون الرد عليها واضح ومُحدد زي: "امتى كل دا بدأ؟" و "كنت فين وقتها؟" "مين كان معاك؟". فبالعربية الفُصحى، الأسئلة اللي بتبدأ بـ "هل" أو "أين" أو "من" أو "متى".
دا بيكون مُفيد لما تكون عاوز معلومات مُحددة أو لما المريض يكون بيتكلم كلام عام ومُجرد. والأسئلة المُغلقة بتساعد لو إحنا عاوزين نسأل عن أعراض أو عاوزين نوصل لتشخيص. الأحسن إننا نتجنب الأسئلة المُغلقة في بداية الإنترفيو أو نقللها على قد ما نقدر عشان دا مش بيدّي مساحة للمريض ولا بيساعد على تقوية العلاقة العلاجية.
الأسئلة المُتأرجحة أو الـ Swing Questions واستخداماتها:
الأسئلة المُتأرجحة بتحمل إمكانية إنها تكون مُغلقة أو مفتوحة حسب ما المريض عاوز. فممكن يتجاوب عليها بآه أو لأ. وممكن يتجاوب عليها باستفاضة. والأسئلة دي بتبدأ ب: "ممكن" أو "تحب" زي: "ممكن تقولّي حسيت بإيه لما سمعت إنك أُصبت بالإيدز؟" . "ممكن تكلمني أكتر عن كذا؟" "ممكن تقوليلي إيه اللي حصل لما اتخانقتي انتي وجوزك امبارح".
الأسئلة دي هي أكتر أسئلة بتدّي تحكم للمريض. لإن المريض ممكن بكل بساطة يقول: "لأ أنا مش عاوز اتكلم عن دا دلوقتي". والأسئلة دي أحسن استخدام ليها بيكون مع المواضيع الحسّاسة بالنسبة للمريض.
الحاجة المهمة هنا: إنه يُستحسن نتجنب الأسئلة المُتأرجحة مع المُراهقين والأطفال خاصةً لو لسه مكونتش علاقة علاجية كويسة معاهم. لإن الاحتمال الأكبر إنهم هيقولوا لأ.
فمثلًا دا حوار ممكن تشوفه كتير مع المراهقين:
تحب تقولي حسيت بإيه لما والدك مات؟
لأ.
الأسئلة الافتراضية أو الـ Projective Questions واستخداماتها:
الأسئلة الافتراضية مهمة جدًا وبتساعد الشخص إنه يتعرف على قيمه وبتخلينا نشوف حُكم الأشخاص على الأُمور وممكن توضح الصراعات الداخلية للشخص وبتخلي الشخص يستكشف أفكاره ومشاعره وإيه اللي هيعمله في مواقف مُتخيلة.
الأسئلة الافتراضية غالبًا بتبدأ ب "لو… هتعمل إيه"
مثلًا:
لو معاك 10 مليون جنيه هتعمل إيه؟
لو ليك 3 أمنيات هتختار إيه؟
لو جالك خبر إن باقي في حياتك سنة واحدة هتعيشها، هتعمل إيه؟
لو رجعت بالزمن والموقف دا اتكرر تاني، هتعمل إيه؟
لو حصل حادثة ودخلت المستشفى، مين أول حد هتتصل عليه تعرفه؟
لو مفيش ناس هتعلّق بالإيجاب والسلب على اللي انت بتعمله في يومك. إيه اللي هتعمله وإيه اللي هتوقّفه؟
فضول المُعالج وأخلاقيات المِهنة:
أوقات بيكون عندنا فضول تجاه جوانب مُعينة من حياة المريض حسب اهتماماتنا وحسب فضولنا. فمثلًا أنا مهتم بالجيم فلمّا بلاقي حد بيشكّر في الجيم اللي بيروحه وساكن في نفس المنطقة اللي أنا فيها، بيكون عندي فضول إني أعرف اسم الجيم وتفاصيل عنه. لكن دا هيفيد المريض بإيه؟ هل دا عشاني أنا ولا عشانه هو؟
المهم لما نحس إننا بنسأل عشان نرضى فضولنا، أيًا كان الفضول دا تجاه إيه. أو بنسأل عشان نلبّي احتياج من احتياجاتنا الشخصية هنحتاج نفكّر نفسنا إن احتياجاتنا الشخصية مينفعش تتلبي جوا أوضة العلاج النفسي. وإننا بنكون موجودين هنا عشان المريض بس.
الإرشادات العامة في استخدام الأسئلة:
متستخدمش أسئلة كتير من غير تطبيق مهارات الإنصات بدون توجيه عشان دا بيكون أقرب للاستجواب. ميلر ورولنيك (أصحاب الـ Motivational Interviewing ) بيوصّوا بإننا منسألش أكتر من 3 أسئلة ورا بعض.
خلّي أسئلتك مُتعلقة بالمشكلة اللي المريض جاي بيها وبأهدافه. فمثلًا مريضة عندها اكتئاب وشايفة إن الموضوع مُتعلق بالإساءة الجسدية اللي بتتعرض ليها من جوزها ودي أول مرة تروح فيها لطبيب أو مُعالج وسألتها عن شهيتها ونومها وتركيزها والرغبة الجنسية بتاعتها ممكن تشوف إن الأسئلة دي إيه علاقتها بالموضوع أصلًا. فقبل ما تسأل عن دا ممكن تحتاج توضح إن المزاج بيأثر على الحاجات دي.
قبل ما تسأل عن أي مواضيع حسّاسّة بالنسبة للمريض محتاج تمهّد لدا قبلها وتتأكد إنه مستريح في الكلام عنها. في حاجات حسّاسّة لمُعظم الناس وبيكون عندهم خجل في الكلام عنها زي الجنس والعُنف وأوقات أفكار الانتحار. لكن لكل مريض الحاجات الخاصة اللي بيخجل في الكلام عنها. فمثلًا ممكن تقول: "أحيانًا لما نكون قلقانين أو زعلانين دا بيأثر على الجنس، فمحتاج أسئلك شوية أسئلة في الموضوع، ولو انت حسيت إنك مش عاوز تجاوب عن أي حاجة عرفني".
لو حد عنده أي إضافة أو تعديل أو خبرة شخصية يا ريت يشاركنا.
المصادر:
Clinical Interviewing by Sommers & Rita Flanagen.
Psychiatric Interviewing by Shawn Christopher Shea.
Comments