top of page
العلاج النفسي: Blog2
أحمد شادي طبيب نفسي

طبيب نفسي ومعالج 

اشترك عشان يوصلك بوست كل أسبوع

شكرًا لاشتراكك

هنا الطفل بيبدأ يكتسب قُدرات حركية وعاطفية ومعرفية كتير زي إنه بيبدأ يقف وهو مسنود وبيبدأ يتعلم المشي لوحده ويبدأ يقول لأ (الأطفال غالبًا بتبدأ تقول لأ قبل ما تقول آه) وبيبدأ يتعلم كلمات وبيبدأ يعبر عن الحب بالابتسام والأحضان والتقبيل وفي نفس الوقت بيقدر يعبر عن الاعتراض بإنه يصرخ أو يضرب أو يعض أو يضرب برجله.


التعاطف أو الـ Empathy بيبدأ يظهر في الوقت دا في صورة إن الأطفال بيبدأوا يعرفوا إن الآخر له رغبات ومشاعر مُختلفة وبيحب حاجات مُختلفة ومساعدة الآخرين أو الـ Altruism بيبدأ يظهر برده (ودي حاجة فطرية وجميلة - الطفل لو شاف شخص تاني محتاج مساعدة بيحاول يساعده)


النمو الجنسي للأطفال:


الأطفال من ميلادهم بيتعاملوا وبيلبسوا وبيكون مُتوقع منهم حاجات مُختلفة بُناءً على هما ذكور ولا إناث. ومن خلال التقليد والمُلاحظة والثواب والعقاب بيعملوا السلوكيات اللي ثقافتهم وبيئتهم شايفاها مُناسبة لجنسهم.


في السن دا الأطفال بيبدأ يكون عندهم فضول تجاه أعضائهم الجنسية. لما الفضول دا يتشاف إنه صحي ويترد على أسئلة الطفل عن الجنس بردود مُناسبة لسنه، الطفل بيكون مرتاح مع فضوله الجنسي، لكن لما الطفل يحس بالرفض لما يعبّر عن فضوله، ولما يسأل الأسئلة دي يتقاله عيب ويحس إنه من المُحرمات السؤال والكلام في الموضوع ممكن يحس بالخزي ويكون مش مرتاح مع فضوله.


الهوية الجنسية أو الجندرية أو الـ Gender Identity: (دي معناها الشخص شايف نفسه إيه ذكر ولا أنثي ولا غير كدا)


الطفل بيبدأ يشوف نفسه ذكر أو أنثى عند سن 18 شهر وغالبًا الرؤية دي بتثبت عند سن سنتين ونص ل 3 سنين. والهوية الجنسية بتتحدد بُناء على تفاعل الجينات مع البيئة. (سمعت عن مريض اتولد بأعضاء مُبهمة وكروموسوماته XX يعني كرومسومات أنثي لكن هو اتربى على إنه راجل والمجتمع عامله على إنه راجل. هو كان شايف هويته إنه راجل ومكنش عاوز يتخلى عن هويته دي.)


الدور الاجتماعي أو الـ Gender Role: (ودا معناه السلوك اللي المجتمع بيشوف إنه مناسب للجنس)


وهنا بيكون في اختلافات كبيرة وتوقعات مجتمعية كبيرة حسب الثقافة والمُجتمع والبيئة اللي الشخص نشأ فيهم. لإنه بيكون في توقعات مُختلفة من الذكور والإناث في إنهم ممكن يلعبوا بإيه ومع مين. نغمة صوتهم تبقى عاملة إزاي. طريقة كلامهم تكون إزاي. تعبيرهم عن مشاعرهم يكون إزاي. طريقة لبسهم تكون إزاي. لكن مع كدا التعميم ممكن، يعني الأولاد بيميلوا للعب العنيف أكتر من البنات. الأمهات بتتكلم أكتر مع البنات أكتر من الأولاد.


التدريب على استخدام الحمّام أو الـ Toilet training:


الأطفال بيتحكموا في البول أثناء النهار عند سن سنتين ونص غالبًا وأثناء النوم عند سن 4 سنين. وطُرق التدريب على استخدام الحمّام ممكن تكون دلالة على طريقة الأهل في تأديب وتدريب الطفل عامةً.


صعوبات التربية:


في المرحلة الأولى اللي هي من الولادة لسن سنة ونصف بيكون دور الآباء والأمهات الأكبر هو تلبية احتياجات الطفل بحساسية واستمرارية. هنا دا بيكون مهم برده لكن الدور الأكبر هنا هو وضع حدود وتشجيع الطفل للاعتماد على نفسه بالتدريج والاستكشاف والسماح له بالتعلم من أخطائه ومساعدته في الحاجات اللي ميقدرش عليها.


المرحلة دي صعوبتها على الأم بتكون بإن كان في كائن مُعتمد عليها تمامًا في حياته ومُرتبط بيها جدًا وبعدين بيبدأ ينفصل شوية وبيبدأ يحاول يعتمد على نفسه شوية وبيبدأ يقول "لأ". فأوقات في أمهات بتحاول توقف الاستكشاف وبتزعل من بداية الاستقلال دا وتحاول تأخره سواء بوعي أو بدون وعي بالخوف الزايد على الطفل ومنعه من الاستكشاف.

المصادر:

Kaplan Sadock’s Synopsis of Psychiatry

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3088085/

https://www.apa.org/education-career/guide/paths/alison-gopnik


نمط التعلق المُشوش أو غير المنتظم أو الـ Disorganized Attachment: الصدمات والفقد وجروحهم الباقية

هنا رموز التعلق خلقوا تجربة مخيفة عند الطفل سواء هما نفسهم كانوا خايفين أو كانوا مُخيفين. يعني مثلًا الطفل لما كان يعيط أو يكون قلقان أو يحتاج أمه أو أبوه بيتضرب أو يتشخط فيه أو يحس إن أمه بتخاف أو بتنفصل لما هو يعيط. فالطفل بيكون عنده رغبتين متضادتين تمامًا سلوك التعلق بيقول لما تكون في خطر محتاج تقرّب من رمز التعلق عشان تحس بالأمان، وفي نفس الوقت في جُزء تاني اللي هو الخوف الغريزي اللي بيقول انت محتاج تبعد عن مصدر الخطر. فالطفل مش بيكون عارف يعمل إيه يقرّب ولا يبعد فعشان كدا بتظهر في الأطفال السلوك المتناقضة زي إنه يقرب مثلًا بس حاطط إيده على بُقه أو إنهم يتجمدوا وميبقوش عارفين يعملوا إيه.


في المقابلات مع آبائهم وأمهاتهم أو رموز التعلق بتوعهم:


ماري مين لاحظت إن رموز التعلق هما كمان تعرضوا لتجارب صدمات أو فقد غير مُعالجة. والمهم هنا مش هو إيه الحدث لكن كان تفسير الشخص للحدث إيه. يعني مثلًا حد والدته ماتت وكان أوقات يتخيل أو يتمنى إنها تموت فتفسيره للموت إنه هو السبب في اللي حصل بتخيله وتمنيه. أو بنت تعرضت لإساءة جنسية ومقدرتش تتصرف وقتها أو تمنع الاساءة فتلوم نفسها وتشوف إنها المسؤولة عن اللي حصل.


الصدمات غير المُعالجة دي ممكن تؤدي لإنكار الخبرات والصدمات دي تمامًا عشان دي حاجات بيكون صعب جدًا على الشخص اعتبارها جُزء منه. يعني مينفعش أحس إني أنا اللي كنت المسؤول عن وفاة والدتي فهحاول أنكر الذكريات والمشاعر المؤلمة دي. وممكن أثناء التربية تجارب زي غضب الطفل أو عياطه المُستمر اللي مش بيهدى ينشّط الصدمات وبالتالي الشخص يدخل في حالة انفصال أو خوف أو ينسحب تمامًا أو يغضب.


ولإن الأطفال مش بيقدروا في الوقت دا يخمنوا الدوافع الحقيقية ورا سلوك رموز التعلق ممكن يفسروا اللي بيحصل بإنهم هما السبب في غضب الأم أو خوفها أو انسحابها أو انفصالها.


الأطفال دول عند 6 سنين اتلاحظ عليهم استراتيجية واضحة في التعلق:


اللي اتلاحظ عليهم إنهم عكسوا الأدوار مع رموز التعلق وخدوا هما دور الأب أو الأم: يعني بقوا هما اللي يعتنوا بيهم مثلًا: "انتي تعبانة يا ماما؟ أجيبلك شاي؟" أو بقوا مُتحكمين فيهم ومُوجهين ليهم زي: " اقعدي وغمّضي عينيك! قُلت غمّضي عينيك!". فالأطفال دول وصلوا لإن هي دي الطريقة اللي ممكن تحافظ على القُرب مع رموز التعلق.


البالغين منهم اتلاحظ عليهم الآتي:


إن مفيش نمط تعلق غالب سواء قلق أو تجنبي عشان كدا اتسمى نمط تعلقهم مُشوش أو غير منتظم. وبيكونوا طول الوقت متلخبطين مش عارفين يقربوا ولا يبعدوا. وبيكون في خليط من استراتيجيات التعلق التجنبي والقلق. وبيكون عندهم انعدام ثقة في الآخر تمامًا وبيحسّوا إن العالم مكان خطير جدًا وبيحسوا بالتهديد المُستمر والهشاشة الزايدة وبالتالي بيكون الإفصاح عن النفس قليل والاعتماد على الآخر قُليل وتوكيد الذات قُليل.


بخصوص قُدرتهم على تذكر الماضي خاصةً الماضي الخاص برموز التعلق:


مش بيفتكروا تفاصيل العلاقة وهُما صُغيرين برموز التعلق وفي نفس الوقت ممكن يكونوا مشغولين البال بيهم. وبيحصل معاهم انفصال أو Dissociation أحيانًا خاصةً مع تذكر المواقف الصعبة أو الصدمات غير المُعالجة مع رموز التعلق.


في العلاقات وخاصةً علاقتهم بالمُعالج:


خلينا نفتكر إن الشخص علاقته برموز التعلق هي علاقة فيها إساءة وإن العناية من الآخر مُرتبطة عنده بالإساءة فانت هتعتني بيا يعني هتسيء ليا. فبيبقوا مُترددين جدًا في البداية في الحكي عن نفسهم وبيميلوا لإنهم ميثقوش في المعالج ومش بيعبّروا عن مشاعرهم وبتكون تجربتهم مع العلاج النفسي في الأول مش كُويسة. وغالبًا بيكون نمط التعلق تجنبي في البداية وبعدين بيتحول لقلق.


ملاحظة شخصية: بلاحظ وجود علاقة ما بين نمط التعلق دا وما بين دور العناية أو التحكم اللي بعض البالغين بياخدوه طول الوقت في علاقاتهم بالآخر وبرموز التعلق. (وأعتقد دا له أهمية لينا لإن دورنا الأساسي في العلاج النفسي هو العناية بالآخر، فلو إحنا بنميل لإننا ناخد الدور دا في علاقاتنا برموز التعلق ممكن نكون إحنا كمان محتاجين نتعامل مع صدماتنا وتجارب الفقد بتاعتنا)


الأشخاص اللي عندهم نمط التعلق دا ممكن يكون دا نموذجهم عن نفسهم وعن الآخر:


نموذجهم عن نفسهم: إنهم هشّين جدًا وميستحقوش الحب والاهتمام.

نموذجهم عن الآخر: الآخر مُؤذي ومينفعش أثق فيه ولو وثقت هتأذي وبيكون في انتظار مُستمر للإساءة.


لو حد عنده إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.


المصادر:

Attachment in psychotherapy by David J. Wallin.

Attachment Disturbances in Adults by Daniel P. Brown & David S. Elliot.


علاقة الإنسان بالآخرين تُصبح جُزءًا من علاقته بنفسه.

بيتر هوبسون


إيه هي آثار أنماط التعلق أو علاقة الطفل برموز التعلق بتوعه؟


مُلخص الدراسات بيقول إن نمط التعلق اللي بيتلاحظ على الطفل في سن سنة متطابق مع نمط التعلق بتاعه بعد نُضجه أو أثناء الـ Adulthood بنسبة 68-75%.


وفي دراسة لماري مين لاحظت فيها تطابق بنسبة 80% بين نمط التعلق في سن سنة وما بين نمط التعلق لنفس الطفل في سن 19 لكن دا بعد استثناء اللي اتعرضوا لصدمات خلال الفترة دي. الصدمات زي موت أحد الوالدين ممكن تغيّر نمط التعلق.


ومع كدا مفيش علاقة واحدة بتحدد مصير إنسان. والطفل اللي كان نمط تعلقه غير آمن مع الأم أو الأب ممكن يقابل رمز تعلق تاني زي الجدود أو الجدات أو الخالات أو العمّات أو حتى مُعلّم أو كبير في مهنة أو مُعالج يكون معاه علاقة آمنة ونمط التعلق يتغيّر ويكون تجربة تصحيحية له أو Corrective Experience.


إزاي نمط التعلق بيستمر وجوده مع الطفل؟


في نظرية بتقول إن طريقة التعامل مع الطفل من الأم أو الأب أو رموز التعلق واستجابة الطفل ليهم بتتبني وبتتخزن جوا دماغ الطفل وبتتسمى Internal working models. النماذج دا بتحتوى على الأم والأب أو رموز التعلق شايفينه إزاي وبيتعاملوا معاه إزاي وبيقولوا له إيه وحاسين تجاهه بإيه ومسموح في التعامل بينه وبينهم بإيه وإيه اللي مسموح بالتعبير عنه.


والأفكار والمشاعر والسلوكيات اللي بتخلي رمز التعلق يستجيب بتبقى جُزء من الطفل. والأفكار والمشاعر والسلوكيات اللي مش بتجيب استجابة أو الاستجابة بتكون مُخيفة أو غير مُتوقعة الطفل بيحاول متكونش جُزء منه. يعني لو لما الطفل بيعيّط بيتم تجاهله تمامًا من رمز التعلق بتاعه مع الوقت عياطه هيقل وتعبيره عن الحُزن هيقل ومش هياخد باله هو نفسه من حُزنه وهيحاول لو حس بالحُزن يقلل منه أو يتجاهله أو يُطرده وممكن يلوم نفسه إنه حس بيه. لو لما الطفل بيغضب أو بيعترض بيتم تجاهله أو ضربه أو تعنيفه ممكن الطفل يحاول يسيطر على غضبه تمامًا وميظهروش بأي شكل.


النماذج اللي اتخزنت دي بيتعملها تحديث طول الوقت خلال علاقة الشخص برموز التعلق. يعني لو رموز التعلق غيروا علاقتهم بيه او اتغيرت علاقته بيهم النماذج اللي اتبنت ممكن تتغير. ولو الشخص لقى رموز تعلق جديدة وعلاقته بيهم اتغيّرت دا ممكن يغيّر في نمط التعلق.


تعالى نشوف الأنماط والنماذج دي ممكن تظهر على الشخص إزاي:


صورة التعلق الآمن أو الـ Secure Attachment: ارتياح في وجود الحميمية والقُرب وحُرية في الاستكشاف


الأطفال اللي تعلقهم آمن بيميلوا لإن يكون عندهم أصدقاء في المدرسة وبيقدروا يكونوا علاقة كويسة مع المدرسين بتوعهم. ومش بيحسّوا إنهم محتاجين يعتمدوا على المدرسين بتوعهم طول الوقت ولا برده بيعتمدوا على نفسهم تمامًا. يعني بيطلبوا المساعدة لما يحتاجوها. ومش بيكون عندهم مشكلة في إن الآخرين يعتمدوا عليهم. وبيميلوا إنهم يكونوا صُرحاء خلال حياتهم ومش بيكون عندهم احتياج إنهم يكدبوا كتير أو يظهروا صورة غير صورتهم الحقيقية.


ككُبار أو بالغين بيميلوا لإنهم يعبّروا عن مشاعرهم ومحادثاتهم بتكون سلسة مش مُتقطعة وبتتضمن مواضيع مُختلفة بما فيها المواضيع الشخصية. بيكونوا مُتاحين عاطفيًا وبيحسّوا بمشاعر الآخرين وخاصةً شُركائهم. بيتوقعوا إن شريكهم هيستجيب ليهم وهيحبهم ومش بيقلقوا كتير على فُقدانه. بيقدروا يتكلموا عن احتياجاتهم في العلاقات وبيستجيبوا لاحتياجات الآخر.


في المقابلات مع آباءهم وأمهاتهم:


و الآباء والأمهات بيحكوا عن طفولتهم كانوا مُنفتحين وبيعبّروا عن مشاعرهم وواعيين وحاضرين وهما بيتكلموا عنهم. وحتى وهما بيحكوا عن تجاربهم المؤلمة مع آبائهم وأمهاتهم كانوا بيحاولوا يفهموهم وأحيانًا كانوا مُتصالحين ومتسامحين معاهم.


نمط التعلق التجنبي أو الـ Avoidant Attachment: العُزلة الموجعة


الأطفال دول قد يبدوا لأول وهلة إنهم مُستقلين وناضجين، لإنهم مش بيطلبوا المساعدة من حد بس دا بيحصل لإن محاولات طلب المُساعدة قبل كدا مكنتش بتجيب نتيجة فاتعلموا إنهم يعتمدوا على نفسهم تمامًا. خلال أول أسبوع في الدراسة المُدرسين بيقيّموهم إنهم أحسن من زمايلهم لكن مع الوقت بيظهر إنهم مش بيكونوا علاقات قُريبة مع حد سواء زمايلهم أو المُدرسين. الأطفال دول بيعانوا من مُعدلات قلق أعلى من العادي.


والكُبار اللي بيكون دا نمط تعلقهم غالبًا مش بيفتكروا حاجات كتير من طفولتهم. ممكن يوصفوا طفولتهم عامةً لكن عشان اتعلموا يكبتوا مشاعرهم تمامًا فمفيش ذكريات كتير اتخزنت. وبيبقى عندهم صعوبة وخوف إنهم يقرّبوا من حد عاطفيًا أو يظهروا مشاعرهم أو مشاكلهم. ممكن يبقوا أذكياء جدًا في المحادثات اللي بتعتمد على المنطق والأفكار لكن لما المحادثة تروح للمشاعر أو يطّلب منهم إنهم يتكلموا عن نفسهم وعن مشاعرهم بيكون صعب جدًا عليهم. وأكتر وقت بيكونوا مرتاحين فيه وهما مع نفسهم.

في المقابلات مع آباء وأمهات الأطفال دول:


كانوا هما كمان بيقولوا إنهم مش فاكرين مُعظم طفولتهم ومع إنهم كانوا بيوصفوا طفولتهم إنها كانت على الأسوأ "عادية" وكتير منهم كان بيقول إنها "كويسة جدًا" أو "ممتازة". فمثلًا أم أحد الأطفال وصفت أمها بإنها كانت "حنونة وبتدعمني وبتحبني" وحكت الموقف دا عنها:


"في مرة كسرت دراعي وأنا بلعب، الحاجات اللي زي دي كانت بتخلي أمي تغضب كانت بتكره لما تحصل حاجة زي كدا ليا. ومع إن دراعي كان بيوجعني يومها، إلا إني مقلتلهاش، بس شكلها عرفت من حد من الجيران. أمي مكنتش بتحب الأطفال اللي بيعيطوا وأنا كنت بحاول معيطش أبدًا عشان أمي كانت شخص قوي جدًا."


فالأم دي وهي كطفلة اتعلمت تكبت سلوكيات ومشاعر التعلق. وبالتالي الأشخاص الكُبار اللي بيكون دا نمط تعلقهم بيبرروا عُزلتهم وقت الطفولة ورفض وإهمال وغضب أمهاتهم وآباءهم بإنهم كانوا بيعملوا دا من باب تقويتهم وتعليمهم وبيقولوا إن هو دا اللي علّمهم يعتمدوا على نفسهم. وهي دي كانت وسيلتهم الوحيدة للتعايش وهي تجاهل أو كبت احتياجات التعلق وبالتالي أطفالهم بيتَبَنوا نفس الطريقة لإن احتياجاتهم مش بتتلبى ودي الطريقة اللي بيتنقل بيها نمط التعلق من جيل لجيل.


أكتر الاستراتيجيات اللي ممكن يستخدموها في العلاقات:

  • التركيز على عُيوب الآخر الصُغيرة مثلًا زي إزاي بيتكلم أو بيلبس أو بيعمل صوت وهو بياكل للتأكيد على إن الآخر قُليل ولا يُعتمد عليه.

  • عدم التعبير عن المشاعر وعدم حكي أي حاجة شخصية للمحافظة على المسافة في العلاقات.

  • تكوين علاقات مع أشخاص مُستحيل يكون في مستقبل معاهم.

  • الإنشغال المُستمر وخاصةً لما يكون حد قُريب عاوز يتكلم، وممكن يكون الانشغال دا عقلي بإني أسرح لما حد قُريب يتكلم.

  • تجنب القُرب الجسدي غير الجنسي تمامًا زي الأحضان واللمس.

دا بيؤدي في معظم الوقت لتكوين نموذجين عن النفس والآخرين:


  • نموذج واعي وممكن يتعبّر عنه: إنه أنا كويس وقادر وكامل والآخرين عاطفيين وضُعفاء وغير كُفؤ ومينفعش أثق فيهم ولا ينفع أعتمد عليهم.


  • نموذج غير واعي: والشخص بيخاف منه جدًا وبيخاف إنه يظهر: إنه أنا فيا حاجة غلط وأنا عاجز وضعيف واستجابة الآخرين لدا هتكون رافضة ومُتحكمة أو هيعقابوني لو عرفوا حقيقتي.


واستراتيجيات كبت سلوكيات التعلق بتدعم استمرار النموذج الواعي عشان النموذج غير الواعي ميظهرش.

نمط التعلق القلق أو الـ Ambivalent Attachment: الإحساس بالخطر المُستمر

على النقيض من كبت سلوكيات ومشاعر التعلق اللي بيحصل في نمط التلعق التجنبي، الأطفال اللي عندهم نمط التعلق دا بيبقى مفيش تحكم في سلوكيات ومشاعر التعلق ولو إحنا فاكرين من المرة اللي فاتت الأطفال اللي بيكون دا نمط تعلقهم بينسوا الاستكشاف والاهتمام بينصب على رمز التعلق والقلق المُستمر على رمز التعلق بيحسس الطفل إنه مش قادر يستكشف.


فهما دول الأطفال اللي ممكن يتشاف بعد كدا إن مشاعرهم زايدة، لإن الأطفال دول اتعلموا إن التعبير عن المشاعر بحدتها العادية مش بتجيب استجابة لإن رمز التعلق استجابته للمشاعر العادية غير متوقعة ومتناقضة وأحيانًا مفيش استجابة خالص، لكن المشاعر اللي بتجيب نتيجة أو عناية واهتمام من رمز التعلق هي المشاعر الزايدة. فمثلًا لو لما الطفل بيعيّط العياط العادي لما يكون مضغوط مياخدش الاهتمام والعناية المُناسبة لكن لما بيصرخ ويدبدب في الأرض هو دا اللي بيخلّي رمز التعلق ياخد باله فمع الوقت الطفل هيتعلم إنه محتاج يصّرخ ويدبدب كل مرة عشان ياخد العناية اللي محتاجها.


ككُبار الأشخاص دول بيكون نظام التعلق بتاعهم نشط وحسّاس جدًا لأي إشارة خطر أو فقد من رموز التعلق. وبمُجرد استقبال إشارة ممكن يكون معناها إن في خطر إن رمز التعلق ممكن يكون رافض للشخص أو هيمشي النظام بينشط والشخص بيقلق لحد ما يستقبل رسالة من رمز التعلق بتقول إنه مُتاح وآمن. يعني مثلًا الشخص اللي هما في علاقة معاه اتأخر في الشُغل شوية ممكن يتشاف إنه كدا مش عاوز يقعد معايا أو مش بيحبني وممكن يكون في اتصالات مُتكررة لحد ما الشخص يتطمن إن رمز التعلق مُتاح وآمن وقابلني.


في المقابلات مع أمهات وآباء الأطفال دول:


هما كمان كانوا قلقانين وبيفكّروا في رموز التعلق بتاعتهم بصورة مُستمرة ودا مش بيخليهم مُتاحين ولا مُنتبهين لأطفالهم وممكن يكون تدخلهم المستمر في أوقات استكشاف الطفل لمنعه من البُعد عشان الخوف من فُقدان الطفل.


أكتر الاستراتيجيات اللي ممكن يستخدموها في العلاقات:


  • القُرب الزايد للشخص للتأكد من وجوده وإنه مُتاح ودا ممكن يحصل بالمراقبة المُستمرة خاصةً في وجود السوشيال ميديا فكل تصرف بيكون مُراقب وبيكون له تفسير خطر وبيكون في غيرة زايدة في العلاقات القُريبة.

  • أوقات بيكون في سلوكيات زي التعامل بعدائية

  • أوقات الشخص بيحسب هو مين بدأ التواصل ومين اتصل ورد امتى وبعد قد إيه وشاف الرسالة ورد بعدها بقد إيه وهكذا

  • أوقات بيكون في محاولات لجعل الشخص التاني يحس بالغيرة.

ودا بيُؤدي في معظم الوقت لتكوين نموذج عن النفس والآخرين:


أنا ضعيف ومعنديش قُدرات كفاية والآخر أقوى وأقدر. أنا لا يُعتمد علي، لو الآخر اختفي أو بعد هكون في خطر ومش هقدر أعيش ولا أكمل.


في هنا ملاحظة مهمة للعلاج:


في نمط شائع للعلاقات ممكن تقابله كتير أثناء الثيرابي هو علاقة شخص عنده Anxious Attachment بحد عنده Avoidant Attachment. لو لاحظنا هنلاقي إن كل حد في العلاقة بيأكد النموذج المُخزن عنده عن نفسه و عن الآخر.


في حاجة مهمة لينا: إننا نعرف مين هما رموز التعلق بتوعنا وإيه هو نمط التعلق بتاعنا معاهم.


عشان تعرف مين هما رموز التعلق الآمنين بتوعك: محتاج تسأل نفسك: مين الناس اللي بتروح تتكلم معاهم لما تكون مضغوط ومشاعرك تقيلة؟ مين الناس اللي انت بتحس إنهم فاهمينك وفاهمين مشاعرك؟ مين الناس اللي بتتونس بيهم؟ مين الناس اللي انت بتكون مرتاح تطلب منهم مساعدة؟


عشان تعرف انت رمز تعلق آمن لمين: اسأل نفسك: انت بتقدم اللي فوق دا لمين؟


هكمّل كلام عن نمط التعلق المُشوش أو الـ Disorganized Attachment مرة تانية إن شاء الله.

لو عنده إضافة أو تعديل أو مُشاركة لخبرة ما في العلاج يا ريت يتفضل.

المصادر:

Attachment in Psychotherapy by David J. Wallin.

Attached by Amir Levine & Rachel Heller.

The Social Animal by David Brooks.


bottom of page