بعد ما تكون خلّصت الهيستوري وسألت عن ال ICE:
هنا في احتمالين:
الاحتمال الأول: إنك تكون وصلت لتشخيص ولخطة علاجية، وهنا هتعرّف المريض التشخيص (لإني بشوف ناس كتير بتخلّص وتكتب الروشتة من غير ما المريض يفهم في إيه) وهتعرف المريض الخيارات المتاحة للعلاج وتخليه هو اللي يختار (ودا بيخلي المريض يمشي على الخطة العلاجية أكتر لإنه بيحسها إختياره، مش حاجة مفروضة عليه، وبيختار الأنسب له فعلًا)
فهنا هتقول مثلًا: إن انت عشان مزاجك وحش الفترة اللي فاتت وفقدت الاهتمام بمعظم الحاجات وشهيتك قلت ونومك بقى مش مظبوط فأنا رأيي إن عندك اكتئاب، هل سمعت عنه قبل كدا؟ مهم تسأل دا عشان تعرف تصور المريض عن المرض برده وتصححهوله لو في حاجة غلط.
أما عن الخطة العلاجية:
فهتقوله مثلًا إن علاج الاكتئاب عبارة عن جزئين، جزء دوائي وجزء علاج نفسي عبارة عن جلسات نفسية. تحب أتكلم عن إيه الأول؟
مُعظم المرضى أفكارهم عن الأدوية إنها إدمان وبيخافوا منها وتصورهم "إنها هتعملّي إيه يعني؟ وهاخد عليها ومش هعرف أبطلها".
فانت هتصحح المفاهيم دي لو موجودة (مهم تعرف كل علاج بيتوقف بعد قد إيه من اختفاء الأعراض، بعد أول نوبة قد إيه وبعد التانية قد إيه وهكذا. يعني مثلًا مضادات الاكتئاب لو أول نوبة بتوقفها بعد 6 ل 9 شهور من اختفاء الأعراض)
وقبل ما تدي للمريض أي علاج لازم تعرفه الأعراض الجانبية الشائعة، عشان لما تحصل ميقلقش ويوقف العلاج(أول كام يوم من مضادات الاكتئاب الآثار الجانبية بتكون شديدة وبتخلي ناس كتير متكملش). وتعرفه هتجيب نتيجة بعد قد إيه (من الأخطاء الشائعة معلومة إن مضادات الاكتئاب بتشتغل بعد أسبوعين، وهي في الحقيقة بتشتغل بعد 4 أو 5 أيام لو انت كاتب حاجة نضيفة بجُرعة مظبوطة)، ولو هتكتب دوا غالي، إسأل المريض يقدر يجيبه ولا لا.
وانت بتتكلم عن جلسات العلاج النفسي: شوف المريض مُستعد لدا ولا لا، وهيقدر يوّفر دا ولا لا.
بعد كل دا وقبل ما تكتب العلاج في النهاية: مهم جدًا تسأل المريض: هل في أي استفسارات؟ تحب تسأل عن حاجة؟ هل في حاجة مهمة انت نسيت تسألني عنها؟ (في مرضى بيسيبوا أهم حاجة للآخر ومرضى تانيين بينسوا ولما انت بتسأل السؤال دا بيفتكروا، ومرضى تانيين لما انت بتسأل دا بيحسوا إنك مهتم بيهم ومقدرهم)
الاحتمال التاني: إنك لسة موصلتش لتشخيص مُعين، بس المريض قضّى وقت معاك وهيبقى على أمل إنه يطلع من دا بمعلومات وأمل ودا غالبًا بيكون مريض انت شاكك إن مشكلته عضوية وطالبله تحاليل أو مريض محتاج تتكلم مع أهله عشان تتأكد من التشخيص أو ممكن تكون محتاج وقت أكتر عشان تشوف الصورة كاملة: فهتقوله اللي انت وصلتله وهتقوله إن انت محتاج تقعد معاه أو مع أهله أكتر، أو الحاجات اللي انت شاكك فيها وإنك مستني نتيجة التحليل.
إزاي تتكلم مع أهل المريض، وإزاي تاخد الكونسينت عشان تتكلم مع الأهل؟
الأهل مُعظم الوقت مفيدين وكلامهم عن المريض مهم، ومهم أوي تقعد معاهم وهيحسنوا رؤيتك عن المريض. إحنا اتفقنا إن انت هتقعد مع المريض الأول: فإزاي بعد ما هتقعد مع المريض، هتقعد مع الأهل؟ خلي بالك إن المريض بيكون اتكلم معاك في أسرار كتير وممكن يخاف إن انت تنقل الأسرار دي للي معاه: فإزاي تعمل النقلة دي؟
"أنا تعبتك انهارده بأسئلة كتير، فشكرًا على صبرك (مثلًا)، واللي انت قلتهولي أكيد هيفضل سر، بس أنا عاوز أعرف عنك أكتر وعشان كدا عاوز أتكلم مع "أهلك"، وأنا مش هقولهم على أي حاجة إحنا اتكلمنا فيها إلا لو اتفقنا قبلها إننا نقولهم"
والأحسن إنك تقعد مع الأهل لوحدهم والمريض مش موجود، عشان تاخد معلومات دقيقة. عشان كتير بيراعوا وجود المريض ومبيقولوش الصورة كاملة.
تختار مين من أهل المريض عشان تتكلم معاه؟
أهم حاجة: الحد اللي عايش معاه. سواء الأم أو الزوج أو الزوجة أو الأب. لو شكيت في وجود أي مصلحة للإنفورمانت تتعارض مع مصلحة المريض، بلاش تتكلم معاه، واقعد مع حد غيره.
لازم تسأل الأهل سؤال أوبن إينديد الأول: عشان ممكن يقولك حاجة المريض متكلمش فيها خالص، أو يكون شايف المشكلة بشكل مُختلف، وبعدين هتسأل عن: الأسئلة اللي المريض معرفش يجاوبها. أو عن الحاجات المتضاربة أو المتناقضة من الهيستوري اللي انت أخدته من المريض.
أُشكر الأهل، واشرحلهم التشخيص والخطة العلاجية بنفس الطريقة اللي فوق مع المريض لو هما المسؤولين عنه، أو لو المريض مش مستبصر بمرضه.
ومتنساش تسألهم لو عندهم أي أسئلة.
هل هتقدر تعمل دا مع كل المرضى؟
غالبًا مش هتقدر تعمل دا غير في عيادتك الخاصة أو لو عندك وقت في البرايفت. في المستشفيات الحكومية وعدد الكشوفات المهول ووقت العيادة القليل، إعمل اللي تقدر عليه وإعمل الأهم، وإدي لأول كشف شوية وقت زيادة.
كان في استجواب اتوزع على الناس اللي شغالين في مجال الصحة النفسية واتسألوا إيه هي أهم مهارة لازم العامل بالمجال يعرفها كويس: وكانت مهارة الإنترفيو أو عمل مقابلة مع المريض هي المهارة الأعلى في التقييم من 32 مهارة.
فأيام ما كنت مهتم بالتخصص في بداية الامتياز كان معايا أجندة صغيرة كنت بسجل فيها الأسئلة اللي أساتذتي بيسألوها في العيادة وأقرأ بعدها عن أعراض المرض وكنت مُتخيل وقتها إن هو دا هدف الإنترفيو: أسئلة بتسألها للعيان عشان تعرف التشخيص.
محدش فهمني وقتها إيه هي أهمية الإنترفيو وإيه هي أهدافه، فأنا هحاول أكتب اللي نفسي كنت أسمعه وقتها:
أهداف الإنترفيو الأساسية هي الآتي:
إنك تجيب أكبر كمية من المعلومات اللي ليها علاقة بالتشخيص والخطة العلاجية وحط كذا خط تحت الخطة العلاجية.
تعمل دا في أقصر وقت ممكن.
بحيث حرصك على المعلومات ومحاولتك لعمل دا في وقت قصير ميأثرش على العلاقة بينك وبين المريض.
إيه هي أساسيات الإنترفيو؟
لازم تعرف نفسك في بداية الإنترفيو، خاصة إنك بتعمل الإنترفيو دا في القسم أو العيادة ومحدش يعرفك ولا جاي على إسمك مخصوص، عرّف المريض الوقت اللي انت هتقعده معاه خاصةً لو وقت محدود( جاتلي مريضة العيادة وكانت قلقانة جدًا وبتحاول تتكلم بسرعة، فأنا قلتلها شكلك قلقانة وملاحظ إنك بتتكلمي بسرعة، في حاجة قلقاكي؟ قالتلي أصل أنا رُحت لدكتور قبلك وكان الكشف بتاعه 10 دقايق فخايفة مقولش كل الحاجات المهمة، فمُجرد ما عرفتها إن الكشف ساعة إلا رُبع بدأت تهدى)
هل لبسك هيأثر على المريض؟ آه، في دراسة اتعملت ولقت إن المريض بيثق في الدكتور اللي لابس فورمال أكتر واللي لابس بالطو أبيض -مبحبش ألبسه والله- وبيمشوا على رأيه أكتر. فلبس الكاجوال مهما كنا بنحبه ممكن يخلي المريض ميثقش فيك أوي، خاصةً إن شكلك صُغير كمان.
أعمل إيه مع أهل المريض اللي داخلين معاه؟ الأساس إنك تقعد مع المريض لوحده الأول، وتقول للأهل، هقعد معاكم بعده. بس أحيانًا بتضطر تناديلهم بسرعة وتقعد معاهم لو المريض أعراضه شديدة والإنترفيو معاه هيضيع الوقت، زي مريض متهيج جدًا مثلًا، أو مريض زهايمر وحالته شديدة فمش عارف تاخد منه معلومات.
المكان: مش هتكلم فيه كتير عشان انت حد لسه بادىء ملكش سيطرة على المكان أوي. بس أساسي هات مناديل وتكون قريبة من المريض. (مرة مريضة عيّطت ودموع وسح ومناخيرها سالت ومكنش في مناديل والموضوع شكله مكنش لطيف خالص، ومقرر من وقتها إن لازم يبقى في مناديل جنبي)
هتكلم عن حاجة لسه بادىء أعملها من قريب: وهي إنك تاخد نوتس عن المريض في نوت أو أجندة خاصة بيك. عُمرك ما هتفتكر كل حاجة مهمة وهتنسى، وهتفرق كتير إنك لما تقابل المريض مرة تانية تكون فاكر الحاجات المهمة عنه. وهتبقى حاجة ترجعلها لو انت متردد في التشخيص أو هتاخد رأي حد في المريض بعد كدا.
إبدأ دايمًا بسؤال عام أو Open-ended: زي ممكن تحكيلي إيه اللي حصل خلاك تيجي انهارده؟
المصدر: The First Interview, James Morrison.