top of page
العلاج النفسي: Blog2
أحمد شادي طبيب نفسي

طبيب نفسي ومعالج 

اشترك عشان يوصلك بوست كل أسبوع

شكرًا لاشتراكك

أعتقد أن أرحم شيء في العالم هو عدم قُدرة  عقل الإنسان على ربط كل مُحتوياته.

هوارد لوفكرافت


العرض الرابع: الإنفصال أو الـ Dissosciation وإزاي حاجة طبيعية ومُفيدة تتحول لمُشكلة


إيه هو الانفصال الأول؟

دا وصف الانفصال من ناس مرّت بيه:

"كأني واخد خبطة على دماغي، أنا عارف إني بعمل حاجة، لكن حاسس إن حد تاني هو اللي بيعملها، كإني شايف نفسي من مسافة"


"كإني بتفرج على فيلم في دماغي. تعرف لما بتتفرج على فيلم والفيلم شادك وبتنسى انت مين وفين والساعة كام وإيه اللي بيحصل في حياتك؟ هو دا بالظبط"


"بحس إني في قوقعة، ومش حاسس بأي حاجة، وحاسس إني فاضي من جوا"


فالانفصال الطبيعي هو رد فعل تكيفي العقل بيعمله أحيانًا في أوقات الخطر أو الضغط الشديد للتعامل مع الخطر، ووقت الانفصال الشخص ممكن يحس:

- بانفصال عن نفسه وعن جسمه.

- بإنه مش في الواقع.

- بإن مشاعرة منملة أو مُخدرة.

- بإن حواسه بتسجّل كل تفصيلة.

- بإن الوقت بطىء جدًا.

- بإن الأفكار مُتسارعة جدًا.

- بإن جسمه بيعمل حركات أوتوماتيكية.

- بتغير في إدراك البيئة حواليه.

- أوقات الشخص يفتكر ذكريات كانت مدفونة أو خياله يروح في مكان تاني خالص.


ودا بيساعد في وقت الخطر إزاي؟

إنه أوقات المشاعر الشديدة بتكون مُعطلة للنجاة، فالشخص محتاج ميحسش بيهم عشان يعرف ينجو، يعني مثلًا في أوقات الحوادث، لو حد بتحبه وعزيز عليك وحصل له حاجة وانتوا الاتنين في الحادثة، محتاج الأول تنقذه أو تنجو بنفسك وبعدها ممكن تحس بكل مشاعر الفقد من الحُزن وغيرها، لكن في وقتها مشاعر الفقد ممكن تقلل فُرص نجاتك، والبطء في الوقت وزيادة الحدّة في الحواس بيساعدوا الشخص على التصرف السريع أو السكون، والذكريات المدفونة أو الخيال في الوقت دا بيكونوا مُسكنين للألم.


طيب إيه الفرق ما بين الانفصال الطبيعي والانفصال اللي بيحصل في الصدمة المُركبة؟


الانفصال في العادي: بيحصل نادر، وبيكون لفترات قُصيرة، ومش بيأثر على علاقات الشخص أو شُغله.


الانفصال في الصدمة المُركبة:

- بيتكرر كتير، بيقعد فترات أطول، وبيأثر على علاقات الشخص وشُغله وحياته عامةً.


- بيكون مُصاحب ليه فترات طويلة من حياة الشخص مش فاكر منها حاجة، وفي أحداث كتير مش فاكرها من حياته. وأوقات أحداث الماضي يا بتتحكي من غير مشاعر إطلاقًا، أو بتيجي على هيئة صور متفرقة بتكون مُرعبة للشخص وبيحاول يُطردها أو يتجنبها.


- في أوقات كتير الشخص بيحس إن على دماغه غمامة ومش عارف يركّز ودا أوقات يحصل وقت الخطر ويكون مُعطّل وبيأثر على فُرص نجاته وأوقات المهارات المُكتسبة تتنسي فجأة، زي شخص مذاكر كُويس جدًا وعارف كل حاجة وفجأة وقت الامتحان نسي كل حاجة. أو شخص بيعرف يلعب بيانو كُويس جدًا لكن فجأة لما جه يعزف قُدام الناس معرفش يبدأ.


- الشخص بيحس إنه ميّت من جوا أو مُنفصل مُعظم الوقت.

- الإحساس بالوقت بيكون غايب تمامًا، الشخص ممكن يعدّي عليه ساعات أو أيام أو تجارب كتير ويكون مش عارف.

- في ناس بتكون مُنفصلة عن مشاعرها وجسمها تمامًا ودا بلاحظه أكتر مع الإهمال العاطفي أو البيئات اللي كان فيها الناس أو البيت بيشكلوا خطر شديد جدًا، ودول مش بيعرفوا همّا حاسين بإيه ولا بيفهموا المشاعر ولا التعبير غير اللفظي. تعبيرات وشهم محدودة أو قُليلة جدًا، حركتهم فيها آلية وتخشب، صوتهم له نغمة واحدة مش بتتغير كتير، وكلامهم واهتماماتهم مليانة حقايق ومنطق وبعيدة تمامًا عن المشاعر والقصص والتشبيهات والمجاز.


الأعراض المُصاحبة للانفصال واللي ليها علاقة بيه:


- بيسيل فون دي كولك وجُملته المشهورة "الجسد لا ينسى" بتلخّص الأعراض الجسدية المُصاحبة للانفصال، والجسم بيحاول يعبّر بالأعراض الجسدية عن اللي حصل طول الوقت، سواء من خلال الآلام الجسدية والشد في العضلات وتوترها ورعشتها وارتفاع ضغط الدم وضربات القلب ومشاكل الجهاز الهضمي سواء الارتجاع أو التهابات المعدة والقولون (اللي هو تعبير عن الإحساس بالخوف والخطر)، والإحساس بالتقل على الصدر أو غُصّة في الحلق والإحساس بالهمدان والتقل المستمر واضطرابات الشهية (اللي هو تعبير عن الحُزْن) أو شد في عضلات الفك وانقباض في عضلات مُختلفة (الغضب) أو آلام في الضهر والكتفين (أوقات بيكون مُصاحب للإحساس بالذنب) وهكذا.


الاستجابة الطبيعية للأعمال الوحشية هي نفيها من الوعي. هُناك انتهاكات لا يمكن الحديث عنها بصوتٍ عال من شدة سوءها.

جوديث هيرمان


لو حد عنده تعديل أو إضافة يا ريت يشاركنا.

وهكمل عن بقية الأعراض المرة الجاية إن شاء الله.


المصادر:


The Stranger In The Mirror by Marlene Steinberg and Maxine Schnall.

Mindsight by Daniel Siegel.

"لا أُريد أن أكون تحت رحمة مشاعري. أُريد أن أستخدمهم وأستمتع بهم"

أوسكار وايلد


العرض التالت:

اضطراب في تنظيم المشاعر، وعشان نفهم اضطراب تنظيم المشاعر هنحتاج نفهم إيه هو تنظيم المشاعر أصلًا؟


تنظيم المشاعر هو القدرة على الإحساس بالمشاعر وتسميتها والاستجابة ليها سواء بالتعبير اللفظي أو بالفعل واتخاذ الفعل أو القرار المُناسب للشخص. دي تبدو إنها خطوات متتابعة لكنها بتحصل في لحظات، وكل ما زادت حدة المشاعر كل ما زادت صعوبة تنظيمها. فمثلًا أنا لاحظت إنّي حاسس بالحزن، فممكن أقول لنفسي أوك انت حزين، لكن انت في الشغل دلوقتي، خليني أرجع للي بيحصل في الشغل ولما أقابل حد بحبه وحاسس معاه بالأمان هعبّر عنه وآخد اللي أنا محتاجه من التفهم والتعاطف والحنان.


فالاضطراب ممكن يحصل في كل خطوة من دول:

في خطوة الإحساس :

- في ناس ممكن متحسش بمشاعرها أصلًا.

- وفي ناس ممكن تحس بالمشاعر بحدّة شديدة جدًا فوق تحملهم.


في خطوة التسمية:

- في ناس ممكن متكونش عارفة تسمي مشاعرها.


في الاستجابة للمشاعر:


كل شعور لما بنحس بيه بيكون معاه رغبة في فعل ما وتلبية احتياج، فمثلًا وإحنا حاسّين بالسعادة بنبقى عاوزين نشارك الحاجة اللي إحنا مبسوطين بيها وبنحتاج اللي قُدّامنا ينبسط معانا ولنا. لو إحنا حاسين بالحزن بنحتاج حد نتكلم معاه وبنحتاج حنان وتفهم، لكن هل دا مُتاح طول الوقت؟ لأ


- فهنا، في ناس بتتجاهل مشاعرها والتعبير عنها تمامًا والتعبير عن احتياجاتها، ودا أوقات بيحصل بدون وعي ولو سألت الشخص انت حاسس بإيه هيقول مش عارف، كإن رادار وعيه مش بيلقط مشاعره.


- وفي ناس لو حسّت بمشاعر، متقدرش تحتويها ولازم تعبّر عنها كلّها، ولازم تاخد الاحتياج في لحظتها ومبتقدرش تأجله.


- وفي ناس مع كل إحساس بتدخل في دوامة من المشاعر والأفكار المُركبة مش بيقدروا يفهموها ولا بيعرفوا يخرجوا منها، فالشخص ممكن يحزن وبعدها يحس بغضب من نفسه إنه حزن ويبقى في أفكار زي إن دي حاجة متستاهلش الحُزن وبعدها بخزي إنه حس بحُزن وأفكار زي إنه المفروض ميحسش بحُزن على "الحاجات التافهة دي" أو ذنب زي إنه إزاي أحزن وفي ناس بيمرّوا بأسوء منّي، وتستمر الدوّامة.


- في ناس لو حسّت بأي مشاعر، بتلجأ لتصرفات مش من قيمهم ولا مناسبة ليهم لتسكين المشاعر أو الهروب منها، زي المُخدرات أو الأدوية أو الأكل المُفرط أو التشتيت بالسوشال ميديا أو أيًا كان السلوك.



العرض دا ممكن يظهرإزاي؟

- تغيرات المزاج السريعة

- العياط المُفاجىء

- عدم القدرة على تهدئة النفس وصعوبة شديدة في احتواء المشاعر.

- تصرفات حادة مُفاجأة بتكون غير مُناسبة للموقف.

- الإحساس بالغرق في المشاعر بسهولة.

- الصعوبة في التعامل مع الضغوط.

- التصرفات المُندفعة.

- الغضب المُنفجر المُفاجىء.

- أفكار الإنتحار وإيذاء النفس.

- الإدمانات بكل أنواعها، سواء إدمانات مواد مُخدرة أو إدمانات سلوكية.

- الأكل العاطفي.


إيه هو سبب اضطراب تنظيم المشاعر في الناس اللي عندها صدمة مُركبة؟


أول ناس بنتعلّم من خلالهم تنظيم مشاعرنا، همّا الأم والأب أو الناس اللي بيقدمولنا الرعاية، فإزاي كانوا بيتعاملوا مع مشاعرنا سواء حُزن أو غضب أو فرح أو حماس أو خوف، دا بيتخزّن جُوانا وبتكون الطريقة اللي بنتعامل بيها مع مشاعرنا فمثلًا لو حماسنا كان بيتقابل بفتور أو سُخرية، فممكن نلاقي لما نتحمس بنخاف من السخرية أو بنحس بفتور مُفاجىء بعدها، أو لو كان غضبنا بيتقابل بغضب مُقابل، فممكن لما نغضب نحس بخوف وهكذا.


وبرده بيكونوا همّا أول نماذج بنشوفها إزاي بتتعامل مع مشاعرها، فمثلًا، لو بينكروا مشاعرهم وبيتجاهلوها ممكن نتعلم دا منهم، ولو بيعبّروا عن كل مشاعر بتيجي على بالهم ومش بيقدروا يأجلوا التعبير أو التصرف بُناءً على المشاعر ممكن نتحول ونبقى زيهم أو نكون إحنا الشخص اللي بيسمع وبيتصرف وهكذا.


وبعد كدا نفس الوضع مع كل بيئة وكل علاقة قُريبة: زي المدرسة والأصدقاء وبعد كدا المُجتمع والشُغل وهكذا. فإزاي في المدرسة الناس بتتعامل مع مشاعرنا دا بيأثّر علينا، وإزاي أصدقائنا والمجتمع بيتعاملوا معاها، كل دا في الآخر بينُتج طريقة تعاملنا مع مشاعرنا وتعبيرنا عنها.


الحاجة التانية هي المزاج أو الـ Temperament: كل حد بيتولد بطبيعة مُعينة، ففي ناس بتتولد بحدة مشاعر وحساسية أقل، وفي ناس بتتولد بحساسية زايدة وحدة مشاعر قوية وهكذا.


إيه هو هدف الاضطراب في تنظيم المشاعر أو وظيفته التكيفية؟


كالعادة، الهدف من أي عرض هو الحفاظ على العلاقة أو التكيف مع البيئة اللي أنتجت العرض أو تلبية الاحتياجات بالطريقة المُمكنة في البيئة: فمثلًا الأشخاص اللي كانوا الأخوات الكُبار وكان مطلوب منهم رعاية أخواتهم الأصغر، لغياب الرعاية من الأب أو الأم أو أيًا كانت الأسباب، فاضطروا في وقتها إنهم يتجاهلوا احتياجاتهم ورغباتهم الشخصية عشان يعرفوا ياخدوا بالهم من أخواتهم وبالتالي الحصول على قبول واستحسان الأب أو الأم أو مُقدمي الرعاية أو للضرورة إنه مكنش في حد تاني هياخد باله من الأخوات الصُغيرين.


أو الأشخاص اللي اتربوا في بيئات مش بيقدروا ياخدوا فيها احتياجاتهم غير بالعصبية الشديدة والصوت العالي، فاضطروا إن كل مشاعر يتعبر عنها بالعصبية عشان احتياجاتهم تتلبى.


أو الناس اللي مكنش بيُلتفت ليهم إلا لو تعبوا جسديًا، فالمشاعر بتتحول لأعراض جسدية وبيتعبّر عنها بتعب جسدي، عشان الأب أو الأم يتلفتوا ليهم ويدولهم احتياجاتهم.


هكمل المرة الجاية عن بقية الأعراض إن شاء الله

ولو حد عنده أي إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا.


المصادر:

Complex PTSD from surviving to thriving by Pete Walker

تحديد ما يقع في نطاق مسؤوليتنا وما لا يقع هو أحد أهم مُعضلات الوجود الإنساني.

سكوت بيك


العرض التاني: الإحساس بالذنب السّام أو الـ Toxic Guilt وفي ناس بتسميه المسؤولية الزائفة أو المسؤولية المُتضخمة.


إيه هو الإحساس بالذنب السام؟

الإحساس بالذنب السام هو الإحساس بالذنب المُستمر على أشياء خارج مسؤولية الشخص أو سيطرته. فالشخص مُعظم الوقت بيحس إنه مقصر وإنه عامل حاجة غلط أو إنه ممكن يعمل حاجة غلط.


  • الأفكار: مُعظم الأفكار بتتمحوّر حوالين المفروض.. المفروض كنت أعمل كذا، المفروض أعمل كذا، أنا قصرت في كذا… والأخطاء السابقة ومُراجعتها، والأخطاء المُتوقعة ومحاولة تجنبها.

الرغبة المُصاحبة:

  • الرغبة في الاعتذار، وأوقات يصاحبه خزي فالشخص يكون عاوز يبعد أو يستخبى من الأشخاص اللي هو حاسس بالذنب تجاههم. وأوقات يكون في قلق مُصاحب، قلق من إن الشخص يغلط وقلق من إن الشخص يأذي الآخرين.

  • الفعل المُستمر: الأشخاص بيكونوا بيعملوا حاجات مُعظم الوقت عشان يتفادوا الإحساس بالتقصير، جون برادشو بيسمي دا Humandoing مش Humanbeing، ومش بيدّوا لنفسهم حق الراحة واللعب والاستمتاع.

  • السلوكيات المُصاحبة: الاعتذار المُستمر، الفعل المُستمر



بيظهر إزاي في البالغين؟

  • إنكار المُتعة: الشخص لو عمل أي حاجة مُمتعة أو مُريحة يحس بالذنب، وأوقات مش بيسمح لنفسه ولا يدّي لنفسه الحق إنه يستمتع أو يلعب أو يرتاح.

  • الإحساس المُستمر بالضغط، الشخص بيحس إنه مقصّر في حاجة مُعظم الوقت، فمُعظم الوقت بيكون بيعمل حاجة أو حاسس إنه مقصر في حاجة وبيحاول يعملها.

  • الإحساس بالاستياء المُستمر تحت السطح: الشخص بيقوم بمهام مش بيكون حقيقي عاوز يقوم بيها وبيعملها بدافع الواجب، فبيكون حاسس باستياء أو resentment مُعظم الوقت.

  • غياب الاهتمام الحقيقي بالأشياء والأشخاص: الشخص مش بيحس إنه مُهتم بالحاجات اللي هو بيعملها، بيكون في دافع الواجب، وبالتالي مفيش حماس أو اهتمام حقيقي.

  • الصعوبة في إن الشخص يقول "لأ"، وبيحس بالذنب لو قال لأ.

  • إهمال الاحتياجات الشخصية: من الاهتمام بالنفس في كل تفاصيلها، ولو في اهتمام ممكن يكون الاهتمام بيحصل عشان الواجب، يعني مثلًا الاهتمام باللبس يكون بيحصل عشان الشغل. الشخص مش بيحس إنه من حقه يكون عنده احتياجات أو رغبات أصلًا.

  • الاحتياج الزائد للتصديق من الآخرين: الشخص بيحتاج إن الآخرين يصقفوله طول الوقت عشان يحس إنه كُويس بما يكفي.

  • غياب القيم الحقيقية: الشخص بيعمل اللي يرضى الآخرين وتوقعاتهم منه، مش بُناءً على قيمه الشخصية.

  • الإحساس المُستمر بإن الشخص مُحاصر ومزنوق ومضغوط من المسؤوليات الزايدة، فالشخص بيكون له نمط في الأفعال، إنه يعمل كتير لفترة مُعينة وبعدها يختفي وهكذا.

  • أعراض جسدية: زي الصُداع، والشد في العضلات وآلام في الجسم والإرهاق المُستمر.

  • صعوبة في اتخاذ القرارات: عشان الخوف من اتخاذ القرار الخاطىء والندم عليه. فالشخص بيحاول يتجنب القرارات بأي تمن.



ممكن يظهر إزاي في الجلسات؟


لو حد عمل صوت وهو بيقفل الباب بيعتذر، لو عيّط يعتذر، لو علّى صوته وهو غضبان يعتذر، قبل ما يطلب أو بعد ما يطلب بيعتذر، لو أخد مناديل بيعتذر، في آخر الجلسة بيبقى في اعتذار: "معلش صدّعتك" "معلش نكدت عليك"، وهكذا.


إزاي الإحساس بالذنب السام بيتكوّن؟


الآباء والأمهات اللي بيلوموا الطفل على حاجات مش من مسؤولياته ولا له علاقة بيها زي مشاكلهم الشخصية، زي إنه يتلام على تأخرهم الوظيفي مثلًا: "مش عارفة أشتغل بسببكم"، "وقتي كُله ضايع عليكم". أو إنه يكون مسؤول عن الجواز اللي فيه مشاكل: "أنا مكمل أو مكملة جواز وأنا مش عاوزة عشانكم". أو إنه مسؤول عن التضحيات اللي الأب والأم اختاروا يضحوها: "أنا فنيت عُمري عشانكم ومحدش مقدّر."


أو إنه يتلام على مشاعر الأب أو الأم: زي لو الأب أو الأم اتعصبوا: "انتوا هتجلطوني، أعصابي بقت مشدودة طول الوقت بسببكم". أو لو حسّوا بحُزن: "انتوا منكدّين عليّا طول الوقت، مش عارفة أتبسط بسبب اللي بتعملوه". "أنا شايل همكم" وسواء دا اتقال بطريقة مُباشرة أو كان بيتعبّر عنه بطريقة غير مباشرة.


في الآخر الطفل بيحس بمسؤولية تجاه جودة حياة الأم أو الأب، أو مشاكلهم في الشُغل أو مشاكلهم في الحياة.

وفي آباء وأمهات بيلوموا الطفل على وجوده أصلًا: "من ساعة ما جبتكم وأنا مبقتش أعمل حاجة في حياتي." فالطفل يحس بالذنب تجاه وجوده، ويحاول يبرر كل حاجة هو بيعملها.


وأوقات الطفل يتلام على مشاعره: مثلًا لو حزن: "انت بتاكل وتشرب عاوز إيه تاني؟" . لو اعترض على حاجة: "انت مش مقدر النعمة اللي انت فيها." فطالفل يحس إنه مش مسموح له إنه يحس بمشاعر أصلًا، ولو حسّ بيها يحس بالذنب، ولو عبّر عنها يحس بذنب أكبر.



الوجه الآخر للإحساس بالذنب السام:

عشان في الآخر إحنا كبني آدمين عندنا طاقة محدودة ووقت محدود، فلو بندّي وقت أو مجهود لحاجة ما، هنكون واخدين الوقت والمجهود دا من حاجة تانية.


فهتلاقي أجزاء وعلاقات تانية من حياة الشخص البالغ اللي بيعاني من الإحساس بالذنب السام بيعمل فيها نفس الحاجات اللي كانت بتتعمل معاه، إنه بيلوم أشخاص آخرين على مشاكله أو مشاعره، لإنه مشفش نموذج لتحمل المسؤولية الحقيقية، وفي النهاية مع إن الشخص حاسس بمسؤولية مُتضخمة وعايش بدافع الواجب مُعظم الوقت، إلا إنه في الحقيقة هيكون فيه مسؤوليات من مسؤولياته الحقيقية مش شايلها وبيلوم آخرين عليها.


لو حد عنده أي إضافة أو تعديل يا ريت يشاركنا


المصادر:

The Road Less Traveled by Scott Peck

bottom of page